العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

بمُناسبة اليوم العالمي للطفل: مُلتقى القصة في البحرين يطرح «مهارات الكتابة في أدب الطفل» على مائدة الحوار الأدبي

بقلم: زينب علي البحراني

السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠٢٤ - 02:00

الطفل‭ ‬هو‭ ‬بُرعُم‭ ‬الحاضِر‭ ‬الذي‭ ‬تنتظر‭ ‬نضوجه‭ ‬آمال‭ ‬المُستقبل،‭ ‬وهو‭ ‬بذرة‭ ‬طُموح‭ ‬المُجتمع‭ ‬بواقعٍ‭ ‬قادمٍ‭ ‬أجمل،‭ ‬ولا‭ ‬يُمكن‭ ‬نمو‭ ‬تلكَ‭ ‬البذرة‭ ‬المغروسة‭ ‬وِفقَ‭ ‬التطلُّعات‭ ‬المنشودة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬تمَّ‭ ‬تعهُّد‭ ‬عقلها‭ ‬ومشاعِرها‭ ‬الغضَّة‭ ‬بالرِّعاية‭ ‬والتثقيف‭ ‬وحُسن‭ ‬التوجيه‭ ‬عبر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وسيلةٍ‭ ‬مُحببة؛‭ ‬لعلَّ‭ ‬أبرزها‭ ‬تأثيرًا‭ ‬فن‭ ‬الأدب‭ ‬الموجَّه‭ ‬للطفل،‭ ‬لذا‭ ‬كانَ‭ ‬لتلكَ‭ ‬القضيَّة‭ ‬نصيبًا‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬مُلتقى‭ ‬القصَّة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬انتهزَ‭ ‬مُناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للطفل‭ ‬لإقامة‭ ‬أُمسية‭ ‬حواريَّة‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬مهارات‭ ‬الكِتابة‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‮»‬‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬د‭. ‬صفاء‭ ‬العلوي‭.‬

استهلَّت‭ ‬مُديرة‭ ‬الحوار‭ ‬الباحِثة‭ ‬والأديبة‭ ‬ندى‭ ‬نسيم‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مُهمَّة‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬محفوفة‭ ‬بالتحديات،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬فهم‭ ‬سيكولوجيَّة‭ ‬الطفل‭ ‬جيدًا‭ ‬والسعي‭ ‬للإبداع‭.. ‬وبالحديثِ‭ ‬عن‭ ‬أهداف‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬يُمكن‭ ‬القول‭ ‬أنَّ‭ ‬منها‭ ‬ترقيق‭ ‬وجدان‭ ‬الطفل‭ ‬والسّمو‭ ‬بمشاعِره‭ ‬وأحاسيسه،‭ ‬لذا‭ ‬يجدُر‭ ‬بالكاتِب‭ ‬المُهتم‭ ‬به‭ ‬الإبحار‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬هذا‭ ‬الأدب‭ ‬ليغدو‭ ‬أكثر‭ ‬وعيًا‭ ‬بأدواته‭.. ‬وتناولت‭ ‬د‭. ‬صفاء‭ ‬العلوي‭ ‬زِمام‭ ‬الحديث‭ ‬بتعريف‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬الذي‭ ‬ينصُّ‭ ‬على‭ ‬كونِه‭ ‬‮«‬أدبٌ‭ ‬يستهدفُ‭ ‬الأطفال‭ ‬بهدف‭ ‬التعليم‭ ‬أو‭ ‬الترفيه،‭ ‬ودوره‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيَّة‭ ‬الطفل‭ ‬وتعزيز‭ ‬خياله‭ ‬وتوسِعة‭ ‬مداركه‭ ‬لكي‭ ‬ينمو‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬وأخلاق‭ ‬سامية‭ ‬يشق‭ ‬فيها‭ ‬طريقهُ‭ ‬مُستقبَلاً‮»‬،‭ ‬وأضافَت‭: ‬‮«‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الأدب‭ ‬يستكشف‭ ‬الطفل‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬ذاته،‭ ‬مواهبه،‭ ‬قُدراته،‭ ‬اهتماماته،‭ ‬وعلاقاته‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‮»‬‭.‬

وعن‭ ‬خصائص‭ ‬الكتابة‭ ‬للطفل‭ ‬ذكرَت‭ ‬أنها‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بلُغةٍ‭ ‬بسيطة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬بسهولة،‭ ‬بينما‭ ‬تبرز‭ ‬أهميَّة‭ ‬الكتابة‭ ‬للطفل‭ ‬في‭ ‬التربية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬القِيَم،‭ ‬تنمية‭ ‬الخيال‭ ‬والإبداع‭ ‬واللغة،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬توسِعة‭ ‬المعرفة‭ ‬وتطوير‭ ‬الشخصيَّة‭ ‬وتعزيز‭ ‬حُب‭ ‬القراءة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التسلية‭ ‬والترفيه،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمتاز‭ ‬الأدب‭ ‬المكتوب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بالبساطة‭ ‬والتشويق‭ ‬والخيال‭ ‬والإبداع‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬شخصيَّة‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الفئة‭ ‬العُمريَّة‭ ‬المُستهدفة،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬إغفال‭ ‬عامل‭ ‬التفاعُل‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬النص‭ ‬المكتوب‭ ‬لأجلِه‭ ‬شِعرًا‭ ‬أو‭ ‬قصَّة‭ ‬أو‭ ‬مسرحًا؛‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يتسلل‭ ‬الملل‭ ‬خلال‭ ‬تلقّيه‭ ‬المادة‭ ‬الموجَّهة‭ ‬إليه،‭ ‬ولا‭ ‬شكَّ‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الكِتابة‭ ‬يتطلَّب‭ ‬التنويع‭ ‬في‭ ‬الأساليب،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأننا‭ ‬صرنا‭ ‬في‭ ‬عالمٍ‭ ‬رقمي‭ ‬مُتطوّر‭ ‬يُحتّم‭ ‬علينا‭ ‬التجديد‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬الطفل‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬القصَّة‭ ‬والمسرحيَّة‭ ‬والنص‭ ‬الشعري‭ ‬والمسرحيَّة‭ ‬كي‭ ‬يحظى‭ ‬بأوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬معها‭.‬

عن‭ ‬مهارات‭ ‬الكِتابة‭ ‬للطفل‭ ‬وأدوات‭ ‬الكاتِب‭ ‬لتلك‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬القرَّاء‭ ‬الصغار‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الكاتب‭ ‬مُبدعًا‭ ‬قبل‭ ‬خوضِه‭ ‬غِمار‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬الحيوي‭ ‬من‭ ‬الأدب،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬وأن‭ ‬يفهم‭ ‬طبيعة‭ ‬احتياجات‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬ويستخدم‭ ‬مُخيّلته‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬عالمهم‭ ‬الطفولي‭ ‬للوصول‭ ‬بقُرَّائه‭ ‬إلى‭ ‬ضِفاف‭ ‬الانجذاب‭ ‬نحو‭ ‬أعماله‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بها‭. ‬من‭ ‬جانبٍ‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬دور‭ ‬الرسوم‭ ‬الملوَّنة‭ ‬في‭ ‬شد‭ ‬انتباه‭ ‬الطفل‭ ‬نحو‭ ‬القصة؛‭ ‬لذا‭ ‬يُمكننا‭ ‬اعتبارها‭ ‬بوَّابة‭ ‬جذبه‭ ‬نحو‭ ‬مضمونِها‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬التفاعل‭ ‬والاندماج‭ ‬معها‭ ‬والتعلُّم‭ ‬منها،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬اختيار‭ ‬الفنَّان‭ ‬التشكيلي‭ ‬الموهوب‭ ‬الذي‭ ‬يمتاز‭ ‬بمهارات‭ ‬عالية،‭ ‬لأن‭ ‬التناغم‭ ‬بين‭ ‬مُخيّلة‭ ‬الكاتب‭ ‬وأسلوب‭ ‬الرَّسام‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهميَّة‭ ‬عن‭ ‬التناغم‭ ‬بين‭ ‬رؤية‭ ‬الكاتِب‭ ‬وذهن‭ ‬الطفل‭ ‬المُتلقي‭ ‬لمُنجزه‭ ‬الإبداعي‭.‬

وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬تحديات‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم؛‭ ‬أوضحَت‭ ‬د‭. ‬صفاء‭ ‬أنَّ‭ ‬من‭ ‬الحِكمة‭ ‬مُحاولة‭ ‬المُبدع‭ ‬التكيُّف‭ ‬مع‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي‭ ‬ومُستجدَّاته‭ ‬قدر‭ ‬المُستطاع،‭ ‬وبذل‭ ‬المُمكن‭ ‬لإدماج‭ ‬عناصر‭ ‬تفاعُليَّة‭ ‬وتِقنيات‭ ‬حديثة‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬التخلّي‭ ‬عن‭ ‬صداقتنا‭ ‬للمُنجز‭ ‬الورقي،‭ ‬وذكرت‭ ‬مِثالاً‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬الكلاسيكي‭ ‬الحيوي‭ ‬لـ«الحكواتي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬العالم‭ ‬الرقمي‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬اقصائه،‭ ‬إذ‭ ‬مازالت‭ ‬المعارض‭ ‬الكُبرى‭ ‬المُخصصة‭ ‬للكتاب‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬الحكواتي‭ ‬في‭ ‬رُكن‭ ‬الطفل‭ ‬لأن‭ ‬تأثير‭ ‬التواصُل‭ ‬البشري‭ ‬مازال‭ ‬أعلى‭ ‬مما‭ ‬يستطيع‭ ‬الروبوت‭ ‬تقديمه‭. ‬من‭ ‬جانبٍ‭ ‬آخر‭ ‬أكدَت‭ ‬مُقدّمة‭ ‬الأمسية‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬المُنجز‭ ‬الأدبي‭ ‬عبر‭ ‬المنصَّات‭ ‬الرقميَّة‭ ‬قدر‭ ‬المُستطاع،‭ ‬فالواقع‭ ‬المُعاصِر‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬اللجوء‭ ‬للتقنيات‭ ‬السمعيَّة‭ ‬والبصريَّة‭ ‬خيارًا‭ ‬ضروريًا‭ ‬لوصول‭ ‬النص‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭.‬

تعزيز‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬محاور‭ ‬الحديث؛‭ ‬حيثُ‭ ‬بيَّنت‭ ‬الدكتورة‭ ‬أن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الموهوبينَ‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الإبداعي‭ ‬واستقطابهم‭ ‬لتبنّي‭ ‬تلك‭ ‬التجارب،‭ ‬وإقامة‭ ‬وُرش‭ ‬الكتابة‭ ‬المُتخصصة‭ ‬لتنمية‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الكُتَّاب‭ ‬مع‭ ‬خالص‭ ‬التقدير‭ ‬لجيل‭ ‬الروَّاد‭ ‬المؤسس‭ ‬لأدب‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

أخيرًا‭ ‬أضافت‭ ‬مُديرة‭ ‬الأمسية‭ ‬الباحِثة‭ ‬والكاتِبة‭ ‬ندى‭ ‬نسيم‭ ‬أنَّ‭ ‬القصص‭ ‬المكتوبة‭ ‬للأطفال‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬العلاجات‭ ‬النفسيَّة‭ ‬للأطفال‭ ‬وعلاج‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬ومنها‭ ‬اضطراب‭ ‬فرط‭ ‬الحركة‭ ‬وتشتت‭ ‬الانتباه،‭ ‬ما‭ ‬يُضفي‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأهميَّة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬ويُضاعف‭ ‬من‭ ‬مسؤوليَّة‭ ‬المُهتمين‭ ‬بخوض‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

تجدُر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنَّ‭ ‬د‭. ‬صفاء‭ ‬العلوي‭ ‬حاصِلة‭ ‬على‭ ‬دكتوراة‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الأدبيَّة‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأردنيَّة،‭ ‬ولها‭ ‬اهتمامٌ‭ ‬خاص‭ ‬بأدب‭ ‬الطفل‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬وأوراق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وهي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لأشرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكُتَّاب،‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬جمعيَّة‭ ‬تاريخ‭ ‬وآثار‭ ‬البحرين‭ ‬وجمعيَّة‭ ‬كُلُّنا‭ ‬نقرأ،‭ ‬كاتبة‭ ‬عمود‭ ‬رأي‭ ‬مُنتظِم‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحليَّة،‭ ‬أُستاذ‭ ‬مُشارك‭ ‬بالنظام‭ ‬الجُزئي‭ ‬في‭ ‬الكُلية‭ ‬الملكيَّة‭ ‬للشرطة،‭ ‬تشغل‭ ‬منصب‭ ‬مُدير‭ ‬الأرشيف‭ ‬الوطني‭ ‬البحريني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا