الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مقولة.. بحاجة إلى ألف مقال
(الوظيفة في الحكومة ليست سلطة على الناس، ولكنها سلطة لخدمة الناس؛ لذلك فإن مقياس نجاح الحكومة هو رضا المتعاملين معها.. ذلك أن الوظيفة الحكومية ليست فقط بابًا للرزق، إنما قبل ذلك باب للإنتاج، ودوائر الحكومة ليست مكاتب للروتين والتواكل والتكاسل، بل ميادين للإبداع.. وليس من المهم في أي منصبٍ أنت.. لكن المهم ما تقوم به وما تقدمه.. ويجب على المرء ألا يتطلع إلى الألقاب والمناصب، بل عليه أن يتطلع إلى الإنجازات).
تلك هي مقولات جميلة من مقولات سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بدولة الإمارات الشقيقة.. جاءت في تصريحات عديدة لسموه.. ولربما كانت تلك الكلمات من أسرار نجاح وتفوق الإمارات عموما، ودبي خصوصا.
بالأمس تابعت وسائل الإعلام، وما تناقلته منصات التواصل الاجتماعي، كلام الشيخ محمد بن راشد، حيث قال: (تصلني أخبار عن ثلاثة من مدراء العموم في دبي.. صنعوا لأنفسهم مكاتب كبيرة.. ووضعوا أمام أبوابهم مدراء وسكرتارية وأمنا للمباني.. ومنعوا الناس من الدخول عليهم أو الوصول لهم، بحجة أن الحكومة ذكية.. والمعاملات رقمية.. والمواقع الإلكترونية هي التي تستقبل احتياجات الناس وتعالج قضاياهم).
وأضاف قائلا: (ووجهت فريق «المتسوق السري» برفع تقرير لي عن جميع الدوائر.. رسالتي ووصيتي للجميع.. سر نجاحنا خدمة الناس.. وتسهيل حياتهم.. ودوام التواصل معهم.. هذه مبادئنا الحكومية.. لم نغيرها، ومن يعتقد أننا تغيرنا.. سنغيره).
هذه الثقافة الإدارية في الوظيفة الحكومية التي يتطلع إليها الجميع هي سر تميز وتفوق الإمارات والإماراتيين.. وهذه العادة الإيجابية والممارسة المهنية التي نود أن نراها ونشاهدها في الدوائر الحكومية الخليجية.. ففي كل دولة هناك نماذج وقصص نجاح متميزة في كل وزارة وهيئة ومؤسسة رسمية.. موظفون وموظفات يعملون من أجل خدمة الناس، ويسارعون في تسهيل الخدمات، وتقديم الحلول وتجاوز البيروقراطية.. لأن رضا الناس عن الخدمات الحكومية ينعكس على الرضا العام للدولة.. والعكس صحيح.
وتقديرا للموظفين المنجزين، والمسؤولين الإيجابيين، أشار الشيخ محمد بن راشد بالاسم إلى مثال إداري رفيع، وقال: ((إن الأخ محمد المري مدير عام إقامة دبي تصلني عنه الأخبار الطيبة.. من ناحية استقبال المراجعين.. وتخليص المعاملات الإنسانية والاستثنائية.. وتواجده المستمر مع الجمهور.. ومكتبه المفتوح أمام الجميع.. لقد رسخنا عبر 30 عاماً من رحلة التطوير الحكومي ثقافة الأبواب المفتوحة للناس.. بل ثقافة عدم وجود أبواب أمام الناس)).
وقد كتب المدير العام لإقامة دبي «محمد المري»، ردا جميلا على كلام الشيخ محمد بن راشد، وقال: ((لقد أدركت أن المسؤولية تكمن في خدمة الإنسان بعد أن استمعت إلى كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «ساعد الناس وأسعدهم».. أصبحت هذه العبارة البوصلة، وخارطة الطريق لكل خطوة في إسعاد الناس، وتقديم كل المساعدة لهم، وقد تعلمت أن القيادة ليست امتيازًا، بل التزام عميق بخدمة الوطن والمجتمع.. ومن مدرسة محمد بن راشد مازلت أتعلم، فهذا واجبي كمسؤول يؤدي الأمانة، وسوف أستمرّ بالعطاء)).
تلك الحادثة الجميلة التي انتشرت عن حاكم دبي اليوم، وأصبحت متداولة ومثار حديث الإعلام الخليجي، تعدّ درسا جديدا يضاف إلى نجاح الإمارات.. وتضاف إلى الدرس الأهم الذي لخصه محمد بن راشد عن العمل العام، حينما قال: ((إذا كانت العربة هي السياسة.. والحصان هو الاقتصاد.. فيجب علينا وضع الحصان أمام العربة)).. وتلك المقولة بحاجة إلى ألف مقال.
Malmahmeed7@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك