الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مع وزير الخارجية الكويتي
في كثير من الأحيان تكون الصدفة خير من ألف ميعاد.. وفي العمل الإعلامي هناك فرص لا تعوض، ومواقف لا تتكرر.. أذكر في القمة الخليجية (45) التي عقدت في دولة الكويت الشقيقة، حصل لي موقف، رغبت في نشره والكتابة عنه، إلى حين انتهاء القمة، التي نجحت دولة الكويت في تنظيمها.
فبعد انتهاء وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي من إلقاء البيان الختامي، انصرفا من دون فتح المجال للصحافة لطرح أي سؤال، ربما لاعتبارات معينة وارتباطات مسبقة.. حاول بعض الزملاء الإعلاميين أخذ أي تصريح أو حديث منهما، ولكن الأمر كان صعبا نظرا إلى رغبتهما في الانصراف.. واكتفى البعض بالتقاط الصور معهما، ولكني كنت واقفا أراقب المشهد.. ومنشغلا بالتقاط ما هو أهم من الصور.
لمحت الأمين العام لمجلس التعاون وهو يهم بالخروج من القاعة، وحوله مرافقيه، فأسرعت نحوه وحيدا عند الباب، وسألته عن موعد عقد القمة الخليجية البريطانية الثانية، فقال لي: إن القمة الخليجية البريطانية لم تطرح في الاجتماع الخليجي الحالي، وإن القمة المشتركة الأولى التي عقدت في البحرين كانت ناجحة بكل المقاييس.. ولم يجب عن السؤال الذي طرحته.
وحينما وصلنا إلى قرب درجات السلم بعد خروجه من القاعة، سألته عن مستقبل العلاقات الخليجية في ظل الرئاسة الأمريكية القادمة «ترامب»؟ فلم يعلق بأي كلمة.. أعدت عليه السؤال ولكن لم يجب.. فأدركت أنه بحسه الدبلوماسي لا يريد أن يصرح حاليا.. فاحترمت موقفه، وعندها أبلغني أحد مرافقيه بأن الأمين العام مرتبط باجتماع آخر، ونتمنى عدم تأخيره.
غادر الأمين العام الخليجي الفندق ومعه مرافقوه إلى الباب الخارجي.. ووجدت نفسي وحيدا أتحرك نحو السلم الآخر للنزول إلى «لوبي الفندق»، وأفكر في تصريح خاص وانفراد إعلامي.. وما هي إلا لحظات.. وإذا بي ألمح وزير الخارجية الكويتي ينزل لوحده وخلفه مرافقوه على السلم، عندها وجدت فرصة إعلامية أخرى لا تتكرر.. فتوجهت نحوه وصافحته وقلت له: إنني إعلامي وصحفي من مملكة البحرين.. ويبدو أن هذه الكلمة فتحت لي بابا جديدا، وبينت لي حب قيادة وشعب الكويت للبحرين.. فأخذني الوزير بيده من درجات السلم إلى وصوله الى موكب سيارته خارج الفندق.. كانت دقائق معدودة ولكنها لا تعوض لأي إعلامي.
قلت لوزير الخارجية الكويتي ونحن ننزل من على السلم: أريد أن أسألك سؤالا واحدا، وأعرف أنك منشغل، فرد علي بكل ترحاب: أهلا بأهل البحرين الكرام، تفضل أسأل.. فسألته عن نقطة وردت في البيان الختامي عن العلاقات الخليجية الإيرانية، فوجدته أكثر تفاعلا، وأجاب قائلا: إن الموقف الخليجي في العلاقات مع إيران واضح ومحدد، وإننا لن نقبل إلا بما تقبله مملكة البحرين، وترتضي به أولا، ويهمنا أمنها واستقرارها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام سيادتها، وبناء علاقة من إيران قائمة على الاحترام المتبادل وفق المبادئ المعروفة، وهذا أمر محسوم ومحل اجماع وتوافق خليجي، وتم التأكيد عليه في اجتماعات اللجان الوزارية.. ثم شكرني وغادر بكل احترام وتقدير.
لقد تعمدت تأجيل نشر تفاصيل هذا الموقف والتصريح بعد انتهاء القمة الخليجية، لأنني أعلم أن نشرها ضمن أخبار القمة قد يؤدي ربما إلى أنها لن تأخذ حقها ومساحتها على الرغم من أهميتها، لأن الجميع سيركز على البيان الختامي للقمة ومخرجاتها.. فكانت فرصة سانحة وموقفا لا يتكرر.. فكل الشكر والتقدير إلى السيد عبدالله علي اليحيا وزير الخارجية الكويتي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك