الأمين العام لمجلس التعاون لـ«أخبار الخليج»: دعم دعوة الملك إلى عقد مؤتمر دولي للسلام
الكويت – محميد المحميد:
اختتمت أمس الأحد أعمال الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استضافتها دولة الكويت في قصر (بيان)، بحضور قادة دول مجلس التعاون، في ظل التأكيد على تعزيز التعاون الخليجي المشترك وترسيخ مسارات التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في المنطقة.
ونيابةً عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، شارك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إخوانه أصحاب السمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في جلسات اجتماع الدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عُقدت برئاسة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، وذلك في قصر بيان.
وقد ناقشت القمة عددا من القضايا الاستراتيجية ذات الأولوية كقضايا الأمن الإقليمي، وتعزيز التكامل الاقتصادي، ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، والملفات السياسية الملحة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، بجانب بحث تطوير سبل التعاون في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، ومشاريع الربط البيني في البنية التحتية والطاقة.
وشهدت القمة الـ45 اهتماما واسعا من الأوساط السياسية والإعلامية، والإعلان عن حزمة من المبادرات النوعية، الرامية إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والتنموية.
وزير الخارجية الكويتي
وفي تصريح خاص لـ«أخبار الخليج» أكد السيد عبدالله اليحيا وزير الخارجية الكويتي، حول ما تضمنته كلمة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، خلال افتتاح أعمال القمة الخليجية بشأن العلاقات الكويتية العراقية، والعلاقات الخليجية الإيرانية، أكد أن أعمال اللجان الفنية والاجتماعات المشتركة بين دولة الكويت والجمهورية العراقية مستمر ومتواصلة، وسيشهد المزيد من اللقاءات في الفترة المقبلة.
وحول العلاقات الخليجية الإيرانية، أكد وزير الخارجية الكويتي أن كلمة سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت أشادت بالبوادر الإيجابية البناءة التي عبرت عنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة نحو مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ونتطلع إلى أن تنعكس على الملفات العالقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة ودول المجلس كافة، والارتقاء بمجالات التعاون إلى آفاق أوسع، في ظل ميثاق الأمم المتحدة ومواثيق القانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار، واحترام الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي
وفي تصريح خاص لـ«أخبار الخليج» أكد السيد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن البيان الختامي للقمة الخليجية عكس الرؤية المشتركة والعمل المستمر لقادة دول الخليج العربية، من أجل ضمان الاستدامة في التنمية والإنجازات في مختلف المسارات والمجالات، ومواصلة تنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية التي تحقق الأهداف المنشودة والمستقبلية.
وفي سؤال لـ«أخبار الخليج» عن موعد انعقاد القمة الخليجية البريطانية الثانية، أشاد بنجاح مملكة البحرين في استضافة القمة الخليجية البريطانية الأولى عام 2016، مؤكدا أن موعد القمة المشتركة الثانية لم يحدد بعد.
وعن دور مجلس التعاون الخليجي في دعم مبادرة مملكة البحرين التي قدمها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بشأن عقد مؤتمر دولي عاجل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، أكد السيد جاسم البديوي عن وجود «إيمان خليجي» تام، بدعوة جلالة الملك المعظم، بشأن إطلاق مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، وأن الدعوة الملكية السامية محل إشادة وتقدير، وأن مجلس التعاون يساند المبادرة، ويدعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي سؤاله عن الأسابيع الخليجية إثر نجاحها كفكرة ومبادرة في ترسيخ العمل الخليجي، ونشره للرأي العام وخاصة فئة الشباب والناشئة والطلبة، أكد البديوي أن الأمانة العامة لمجلس التعاون ارتأت أن تكون إقامة الأسابيع الخليجية مرتبطة بالقمة الخليجية، وليس طوال العام وذلك بهدف أن تبقى خصوصيتها مرتبطة بالقمة الخليجية، وأن هناك العديد من البرامج والمبادرات التي تقام طوال العام حول العمل الخليجي المشترك، والمناسبات والفعاليات والبرامج الخليجية.
وأوضح البديوي في تصريح سابق، أن القمة الخليجية الـ45 التي استضافتها دولة الكويت تعكس حرص قادة الدول الخليجية الشقيقة على مواصلة تعزيز التكامل والتعاون المشترك، إن القمة الخليجية -التي تحمل شعار (المستقبل.. خليجي) - تعتبر لبنة إضافية أخرى تضاف إلى سلسلة الإنجازات المحققة، للوصول إلى التكامل الخليجي المشترك المنشود.
وأكد البديوي أن هذه القمة تمثل منصة رائدة لتنسيق الرؤى والمواقف حيال القضايا الإقليمية والدولية إذ ستشهد مناقشة ملفات استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتسعى إلى دعم جهود التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق مصالح شعوب دول المجلس.
مشددا البديوي على أن مجلس التعاون الخليجي يظل نموذجا مميزا للعمل الجماعي والتكامل إضافة إلى بناء جسور التواصل مع شركائه الإقليمين والدوليين لضمان الأمن والاستقرار في العالم أجمع.
أعضاء الهيئة الاستشارية الخليجية
وفي تصريحات خاصة لـ«أخبار الخليج» من أعضاء الهيئة الاستشارية الخليجية من مملكة البحرين، أكدت سبيكة خليفة الفضالة عضو مجلس الشورى عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن انعقاد اجتماع الدورة الخامسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها دولة الكويت في الأول من ديسمبر 2024م، والتي تجمع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، لمناقشة المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ترسّخ العمق التاريخي للعلاقات الخليجية وتفتح الآفاق نحو مستقبل زاخر بالتنمية والنهضة لدول مجلس التعاون، منوهًة بالأهداف التي تسعى دول مجلس التعاون لتحقيقها بما يدعم المصالح المشتركة ويصون المواطنين الخليجيين، ويعزز أمن واستقرار دول الخليج العربي.
وعلى هامش مشاركتها في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الخامسة والأربعين، أشادت الفضالة بتطلعات مجلس التعاون بشأن اتخاذ قرارات تسهم في الدفع بمسيرة المجلس، وتحقيق آمال وطموحات شعوب دول المجلس، مؤكدة أن «قمة الكويت» تنعقد في ظل تطورات إقليمية ودولية هامة، وهذا ما يتطلب مضاعفة الجهود للحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة وتعزيز التنسيق والتعاون بين دول المجلس لدعم هذه الجهود المبذولة للحفاظ على الوضع الأمني على المستوى الإقليمي.
وأشارت الفضالة إلى أن المواضيع المدرجة على جدول أعمال المجلس، والمتعلقة بمتابعة تنفيذ قرارات المجلس، والتوصيات والتقارير التي أعدتها اللجان الوزارية والمجالس المتخصصة والأمانة العامة في كافة مجالات التعاون الخليجي المشترك، تعكس حجم التعاون الخليجي المشترك لتوسيع شراكاته وحواراته الاستراتيجية مع العديد من الدول على المستوى الاقتصادي والأمني والاجتماعي لتحقيق المصالح المشتركة.
من جانبه، أكّد عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي النائب أحمد السلوم رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس النواب، أن القمة الخليجية 45 التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة، خرجت ببنودٍ مهمة على صعيد التكامل الاقتصادي بين دول المجلس ودعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.
وقال السلوم إن القمة الخليجية ركزت على تسريع إنجاز عدد من المشاريع الاستراتيجية المشتركة الكبرى، أبرزها مشروع الربط الكهربائي، واستكمال تنفيذ مشروع خط السكة الحديدية المشترك، إضافة إلى الدفع بمجالات التعاون المالي والاقتصادي والتجاري والجمركي والاستثماري والسياحي ومجالات النقل والمواصلات والطيران، والطاقة، والبيئة والتكنولوجيا، والتعليم، والشباب والرياضية والثقافة والإعلام والفنون، إلى جانب التعاون الأمني والعسكري والأمن السيبراني، وجهود مكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة.
وذكر أن من أبرز الأجندة المطروحة على القمة الخليجية، تطورات العمل الخليجي المشترك وبرنامج عمل هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية، إلى جانب تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول مجلس التعاون، واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة.
كما أشار إلى ان دول مجلس التعاون حريصة كل الحرص من خلال اجتماعات القادة من أصحاب الجلالة والسمو، على التأكيد الدائم بشأن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة ودعم رخاء شعوب دول المجلس، وتعزيز علاقات المجلس مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية انطلاقاً من دور مجلس التعاون كركيزة أساسية للحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، وتعزيز دور المجلس في تحقيق السلام والتنمية المستدامة وخدمة التطلعات السامية للأمتين العربية والإسلامية.
مشيرًا إلى حرص دول مجلس التعاون على احترام مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، استناداً للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية، وأن أمن دول المجلس رافد أساسي للأمن القومي العربي، وفقاً لميثاق جامعة الدول العربية.
من جانبه أكد السيد حس عيد بوخماس عضو الهيئة الاستشارية الخليجية رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب، أن انعقاد القمة الخليجية في دورتها الـ 45 في الكويت تأتي في أولويتها بطرح ملف الأمن الإقليمي وتعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع في لبنان وسوريا واليمن والعراق، لافتاً إلى أن الشعوب الخليجية تترقب مخرجات القمة في دولة الكويت على المستوى الأمني للمنطقة وكذلك ما قد يعود على دول التعاون من منافع في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات. وذكر بوخماس أن البحرين تحرص على مشاركة شقيقاتها بدول مجلس التعاون مساعي تحقيق النماء والاستقرار والأمن لشعوب دول المجلس، مشيداً بالوقت نفسه بالتنظيم المميز لدولة الكويت في استضافة القمة الخليجية وما وفرته من امكانات ضمن دورها الايجابي في مجلس التعاون وعلى المستوى الإقليمي والدولي في تعزيز الروابط بين الدول بهدف تحقيق الأمن والاستقرار. ولفت عضو الهيئة الاستشارية بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي إلى إن منظومة مجلس التعاون تمكنت من تحقيق الرخاء لشعوب الخليج لتصبح أنموذجاً عربياً وإقليمياً وعالمياً بالمؤشرات الاقتصادية والحقوقية والمعيشية والتكنولوجية، ودول تتمتع بالأمن والاستقرار وأسس التعايش والسلام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك