العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

حماية الوطن.. واجب ومسؤولية

الجميع‭ ‬تابع‭ ‬ويتابع‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬خصوصا،‭ ‬والعالم‭ ‬عموما،‭ ‬من‭ ‬نزاعات‭ ‬وحروب،‭ ‬وفتن‭ ‬وأزمات،‭ ‬وتصعيد‭ ‬وتوترات،‭ ‬ومن‭ ‬آثار‭ ‬مدمرة‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬والمستقبل‭.. ‬هذا‭ ‬صراع‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ينجر‭ ‬خلفه‭ ‬أي‭ ‬عاقل،‭ ‬أو‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬شباكه‭ ‬أي‭ ‬مواطن،‭ ‬أو‭ ‬يسقط‭ ‬في‭ ‬وحله‭ ‬أي‭ ‬فرد‭.. ‬لا‭ ‬ملجأ‭ ‬ولا‭ ‬منجى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬والأخبار‭ ‬الساخنة‭ ‬سوى‭ ‬الاحتماء‭ ‬بالوطن،‭ ‬وحماية‭ ‬المجتمع‭.‬

نعم‭.. ‬علينا‭ ‬واجبات‭ ‬إنسانية‭ ‬ودينية،‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬أخلاقية‭ ‬وحضارية،‭ ‬نتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الإخوة‭ ‬الأشقاء‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬عربي،‭ ‬ومع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬إنساني،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬حقوق‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع‭ ‬والأسرة،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إعلاء‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬اعتبارات‭ ‬وانتماءات،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التلاحم‭ ‬والتكاتف‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬والأمانة،‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع‭ ‬والأسرة‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬وصرح‭ ‬به‭ ‬ودعا‭ ‬إليه‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬باليقظة‭ ‬والوعي،‭ ‬والثبات‭ ‬والتماسك‭ ‬الوطني،‭ ‬والانتماء‭ ‬للوطن،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬الجامعة‭ ‬التي‭ ‬اتسم‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬هي‭ ‬أبلغ‭ ‬رسالة‭ ‬وطنية‭.. ‬واجب‭ ‬التمسك‭ ‬بها‭.. ‬والحفاظ‭ ‬عليها‭.. ‬والدفاع‭ ‬عنها‭.‬

من‭ ‬واجب‭ ‬الإعلام‭ ‬البحريني،‭ ‬الرسمي‭ ‬والمجتمعي،‭ ‬وأصحاب‭ ‬المنابر‭ ‬الدينية،‭ ‬والمنصات‭ ‬والمواقع‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬تعزيز‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية،‭ ‬ورفض‭ ‬وشطب‭ ‬أي‭ ‬تعليق‭ ‬يسيء‭ ‬للنسيج‭ ‬المجتمعي،‭ ‬ويخرج‭ ‬عن‭ ‬السياق‭ ‬الوطني‭. ‬

نعمة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تستلزم‭ ‬الشكر‭ ‬والدعاء،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬والتطورات‭ ‬والتصعيدات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭ ‬فإن‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬والديني‭ ‬والإنساني،‭ ‬وكذلك‭ ‬هي‭ ‬المسؤولية‭ ‬التربوية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والأسرية،‭ ‬تستوجب‭ ‬إعلاء‭ ‬قيم‭ ‬الانتماء‭ ‬الخالص‭ ‬للوطن‭ ‬الغالي،‭ ‬والولاء‭ ‬التام‭ ‬للقيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬وحماية‭ ‬الأبناء‭ ‬والشباب‭ ‬من‭ ‬التهور‭ ‬والحماس‭ ‬المنفرط،‭ ‬أو‭ ‬التأثر‭ ‬بدعوات‭ ‬مغرضة‭ ‬ومحرضة،‭ ‬أو‭ ‬خطابات‭ ‬الانحراف‭ ‬وتشطير‭ ‬المجتمع،‭ ‬وفق‭ ‬انتماءات‭ ‬غير‭ ‬وطنية‭.‬

كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬تمر‭ ‬بفتن‭ ‬وأزمات،‭ ‬ولم‭ ‬يحمها‭ ‬ويصن‭ ‬مقدراتها،‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬منجزاتها‭ ‬ومكتسباتها،‭ ‬سوى‭ ‬التكاتف‭ ‬والتلاحم،‭ ‬وتماسك‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي،‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬والنظام‭.. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يسجله‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمم‭ ‬والدول‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬ويعرفه‭ ‬كل‭ ‬متابع‭ ‬وراصد‭ ‬لما‭ ‬يدور‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭.. ‬هناك‭ ‬مجتمعات‭ ‬قام‭ ‬بعض‭ ‬أفراد‭ ‬فيها‭ ‬بالخروج‭ ‬عن‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني،‭ ‬وممارسة‭ ‬أعمال‭ ‬خارج‭ ‬القانون‭ ‬والنظام،‭ ‬والانجرار‭ ‬خلف‭ ‬الشعارات،‭ ‬واستغلال‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬خارجية،‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬وقوع‭ ‬الانقسام‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وتعطيل‭ ‬مسيرة‭ ‬الأوطان‭.‬

إن‭ ‬الحكمة‭ ‬الوطنية‭ ‬تقتضي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬تكاتف‭ ‬جميع‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة،‭ ‬الرسمية‭ ‬والبرلمانية،‭ ‬والإعلامية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترسيخ‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتقوية‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية،‭ ‬ورفض‭ ‬أي‭ ‬محاولات‭ ‬للخروج‭ ‬على‭ ‬الثوابت‭ ‬الوطنية،‭ ‬أو‭ ‬إثارة‭ ‬النعرات‭ ‬الطائفية‭ ‬والانتماءات‭ ‬الحزبية‭ ‬والأفكار‭ ‬الآيديولوجية‭.‬

وإن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬بجميع‭ ‬مكوناته،‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين،‭ ‬يعيش‭ ‬التلاحم‭ ‬الوطني‭ ‬والانسجام‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬في‭ ‬كافّة‭ ‬المحطّات‭ ‬المفصلية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬حماية‭ ‬الوطن،‭ ‬والتفافه‭ ‬حول‭ ‬قيادته‭ ‬الحكيمة،‭ ‬والتمسك‭ ‬الثابت‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمواجهة‭ ‬كافة‭ ‬المخططات‭ ‬والتهديدات،‭ ‬ورفض‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعكر‭ ‬صفو‭ ‬الأمن‭ ‬والإخلال‭ ‬بالنظام‭.‬

وندعو‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬يحمي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وكافة‭ ‬دول‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الحروب‭ ‬وتداعياتها‭. ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا