العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

في معرض القاهرة الدولي للكتاب
الشاعر المصري محمد الشحات يطلب بأن يضعوا قصائده فوق قبره!

السبت ١٧ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

طلب‭ ‬الشاعر‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬الشحات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ديوانه‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬يحمل‭ ‬رقم‭ ‬24‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬دواوينه‭ ‬الشعرية‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬عام‭ ‬1974‭ ‬بديوانه‭ ‬الأول‭ (‬الدوران‭ ‬حول‭ ‬الرأس‭ ‬الفارغ‭) ‬بوضع‭ ‬القصائد‭ ‬فوق‭ ‬قبره،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ديوانه‭ ‬الجديد‭ (‬ضعوا‭ ‬القصائد‭ ‬فوق‭ ‬قبري‭) ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬الأدهم‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع،‭ ‬ويضاف‭ ‬الى‭ ‬سلسله‭ ‬اصدارات‭ ‬الشاعر‭ ‬بمعرض‭ ‬القاهرة‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬المقام‭ ‬حاليا‭ ‬بالقاهرة‭.‬

يقول‭ ‬الناقد‭ ‬التونسي‭ ‬أصيل‭ ‬الشابي‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الديوان‭ ‬واللاّفت‭ ‬للانتباه‭ ‬إنّ‭ ‬هاته‭ ‬الغربة‭ ‬تتعمّق‭ ‬شعريّا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬سرد‭ ‬مرهف‭ ‬شفيف‭ ‬يتلقّف‭ ‬اليومي‭ ‬والبسيط‭ ‬والهامشي‭ ‬ليعيد‭ ‬صياغته‭ ‬صياغة‭ ‬رمزيّة‭ ‬تدهشنا‭ ‬بأنّ‭ ‬غربة‭ ‬الشاعر‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬غربة‭ ‬عن‭ ‬الناس،‭ ‬وإنّما‭ ‬هي‭ ‬فيما‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬غربة‭ ‬عن‭ ‬الجسد‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬ويسمع‭ ‬ويتنفّس‭ ‬ويشمّ‭ ‬به،‭ ‬لذلك‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬‮«‬يكتب‭ ‬في‭ ‬دفتره‮»‬‭: ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬وجهي‭/ ‬فيما‭ ‬حاول‭/ ‬أن‭ ‬ينفلت‭/ ‬ويهرب‭/ ‬ويغلق‭ ‬كلّ‭ ‬مداخله‭) ‬ص25‭. ‬وها‭ ‬هي‭ ‬هاته‭ ‬الغربة‭ ‬تتأكّد‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬‮«‬ضعوا‭ ‬القصائد‭ ‬فوق‭ ‬قبري‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الحدّ‭ ‬الذي‭ ‬يجاور‭ ‬فيه‭ ‬الموت‭ ‬الحياة‭ ‬ويُحيط‭ ‬بها‭. ‬والموت‭ ‬هنا‭ ‬له‭ ‬صياغات‭ ‬متنوّعة،‭ ‬أبرزها‭ ‬الوصيّة‭ ‬بصيغة‭ ‬الجمع‭ ‬هاته‭ ‬على‭ ‬غلاف‭ ‬الديوان‭ ‬‮«‬ضعوا‭ ‬القصائد‭ ‬فوق‭ ‬قبري‮»‬‭ ‬فالقصائد‭ ‬في‭ ‬عمومها‭ ‬وصايا‭ ‬صريحة‭ ‬أو‭ ‬ضمنيّة‭ ‬يدركها‭ ‬القارئ‭ ‬العربي‭ ‬والغربي‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬السواء‭ ‬لما‭ ‬للوصيّة‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬والثقافة،‭ ‬إنّه‭ ‬منحى‭ ‬يؤكّده‭ ‬كذلك‭ ‬الإهداء‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭: ‬‮«‬إلى‭ ‬حفيدي‭ ‬رامي‭ ‬إسلام‭ ‬الشحّات،‭ ‬لا‭ ‬تنس‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬قصائدي‭ ‬فوق‭ ‬قبري‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬الشابي‭ ‬خلال‭ ‬قراءته‭ ‬للديوان‭ ‬يجعلنا‭ ‬محمّد‭ ‬الشحّات‭ ‬ونحن‭ ‬نقرأ‭ ‬شعره‭ ‬نواجه‭ ‬ذواتنا‭ ‬ونرهف‭ ‬السمع‭ ‬لتجربة‭ ‬الذات‭ ‬المتكلّمة‭ ‬أوّلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأمّل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة،‭ ‬هاته‭ ‬التفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تهرب‭ ‬سريعا‭ ‬بلا‭ ‬رجعة‭ ‬أو‭ ‬تتخفّى‭ ‬وراء‭ ‬المألوف‭ ‬والهامشي،‭ ‬وثانيا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإنصات‭ ‬للتجربة‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬والتقاط‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬تزخر‭ ‬به،‭ ‬هذا‭ ‬الألم‭ ‬الذى‭ ‬يدفع‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬تجاوزه‭ ‬في‭ ‬هاته‭ ‬الانعطافة‭ ‬وفي‭ ‬هاته‭ ‬الانعطافة‭ ‬الأخرى‭ ‬وفي‭ ‬غيرها‭ ‬بلا‭ ‬توقّف،‭ ‬فالذات‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تزحزح‭ ‬عنها‭ ‬الغربة‭ ‬الموجعة‭ ‬وتحاول‭ ‬أن‭ ‬تواجه‭ ‬هشاشة‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬متحوّل‭ ‬يستحيل‭ ‬فيه‭ ‬المعلوم‭ ‬مجهولا‭ ‬والقريب‭ ‬بعيدا‭ ‬والحميمي‭ ‬غريبا،‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يخاصم‭ ‬فيه‭ ‬الحاضر‭ ‬الماضي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا