العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الثقافي

تجسدها الفنانة نور العلوي تيمنا بجدتها..
«ماما آمنة» حكواتية صاعدة تزدان بالحلم

الأحد ١٢ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

كتبت‭ ‬زهراء‭ ‬غريب‭:‬

 

‮«‬ماما‭ ‬آمنة‭ ‬ملاذي‭ ‬الآمن؛‭ ‬جدتي‭ ‬التي‭ ‬لفرط‭ ‬تعلقي‭ ‬بها‭ ‬ارتأيت‭ ‬تقمص‭ ‬شخصيتها‭ ‬وتجسيدها‭ ‬حكواتيا‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬لولا‭ ‬كلمة‭ ‬القدر‮»‬‭ ‬أفصحت‭ ‬الفنانة‭ ‬الشابة‭ ‬نور‭ ‬العلوي‭ ‬بنبرة‭ ‬أيقظت‭ ‬الذكريات‭.‬

لكن‭ ‬الحلم‭ ‬مدّ‭ ‬سطوره‭ ‬مشاكساً‭ ‬الفقد‭ ‬بعروض‭ ‬مسرحية‭ ‬تحاكي‭ ‬شخصية‭ ‬الجدة‭ ‬البحرينية‭ ‬الراحلة‭ ‬التي‭ ‬تبدع‭ ‬العلوي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬تجسيدها‭ ‬بجديلتين‭ ‬رماديتين،‭ ‬ثوب‭ ‬شعبي،‭ ‬عكاز‭ ‬خشبي،‭ ‬وقصص‭ ‬مشوقة‭ ‬تراوحت‭ ‬لغتها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الفصحى‭ ‬والعامية‭ ‬‮«‬فما‭ ‬يميّز‭ ‬شخصية‭ ‬ماما‭ ‬آمنة‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬حكواتية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬كونها‭ ‬أيضاً‭ ‬تقدّم‭ ‬عرضا‭ ‬مسرحيا‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬إخراجي‭ ‬وتأليفي‭ ‬وتمثيل‭ ‬الشباب‮»‬‭.‬

ماما‭ ‬آمنة‭ ‬بداخلي

كانت‭ ‬نور‭ ‬بصدد‭ ‬إخراج‭ ‬شخصية‭ ‬‮«‬ماما‭ ‬آمنة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬لولا‭ ‬وفاة‭ ‬الجدة‭ ‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬صدمة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬وأفقدها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الظهور‭ ‬وإخراج‭ ‬المشروع‭ ‬الحكواتي‭ ‬‮«‬لأن‭ ‬شخصية‭ ‬الجدة‭ ‬حقيقية‭ ‬وماما‭ ‬آمنة‭ ‬التي‭ ‬تمثلني‭ ‬وأشبهها‭ ‬في‭ ‬السلوكيات‭ ‬والتصرفات‭ ‬تسكن‭ ‬بداخلي؛‭ ‬فكان‭ ‬حجم‭ ‬الحزن‭ ‬والفراغ‭ ‬كبيرا،‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬شرعت‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬القصص‭ ‬ومراجعتها‭ ‬وتعديلها‭ ‬ريثما‭ ‬أستجمع‭ ‬قواي‭ ‬لإطلاقها‮»‬‭.‬

إصدار‭ ‬قصصي‭ ‬قادم

وشُغفت‭ ‬نور‭ ‬بأدب‭ ‬ومسرح‭ ‬الطفل‭ ‬فكان‭ ‬مشروعها‭ ‬قائماً‭ ‬أول‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬ورقي‭ ‬يضم‭ ‬سبع‭ ‬قصص‭ ‬تقرأها‭ ‬لاحقاً‭ ‬بعد‭ ‬الطبع‭ ‬ماما‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬فضاء‭ ‬الحكاية‭ ‬لكن‭ ‬إصدار‭ ‬الكتاب‭ ‬تعثّر‭-‬مؤقتاً‭- ‬لدواعي‭ ‬مادية‭ ‬وإجرائية‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بالعلوي‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬شخصية‭ ‬الجدة‭ ‬وكتابة‭ ‬قصص‭ ‬جديدة‭ ‬مخصصة‭ ‬للفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عروض‭ ‬مسرحية‭ ‬تقدمها‭ ‬ماما‭ ‬آمنة‭ ‬‮«‬كقصة‭ ‬الإمبراطور‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬ضمن‭ ‬المجموعة‭ ‬القصصية‭ ‬أبداً‮»‬‭.‬

الإمبراطور‭ ‬لا‭ ‬يقرأ

وقُدّم‭ ‬العرض‭ ‬الموجه‭ ‬إلى‭ ‬الأطفال‭ ‬مؤخراً‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬محفل‭ ‬ثقافي‭ ‬ضمن‭ ‬حكايات‭ ‬ماما‭ ‬آمنة‭ ‬بمشاركة‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المسرحي‭ ‬الصاعد‭. ‬ويتمحور‭ ‬حول‭ ‬إمبراطور‭ ‬يقرر‭ ‬إغلاق‭ ‬المدارس‭ ‬والمكتبات‭ ‬وحرق‭ ‬الكتب؛‭ ‬للتفرغ‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬اللعب‭ ‬واللهو‭ ‬مما‭ ‬يُفرح‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬المدينة‭. ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬يشد‭ ‬الإمبراطور‭ ‬الرحال‭ ‬برفقة‭ ‬رئيس‭ ‬حرسه‭ ‬إلى‭ ‬جزيرة‭ ‬دلمون‭ ‬المحاطة‭ ‬بالبساتين‭ ‬والبحر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب؛‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لنصيحة‭ ‬الحكيم‭ ‬في‭ ‬التوجه‭ ‬إليها‭ ‬ففيها‭ ‬زهرة‭ ‬تجعل‭ ‬قاطفها‭ ‬ينال‭ ‬الخلود‭. ‬وعند‭ ‬الوصول‭ ‬يلحظان‭ ‬وجود‭ ‬لافتة‭ ‬تحوي‭ ‬عبارات‭ ‬مكتوبة‭ ‬لكنهم‭ ‬يتركونها‭ ‬لعدم‭ ‬معرفتهما‭ ‬بالقراءة‭. ‬هنا،‭ ‬يظهر‭ ‬الرجل‭ ‬الطاعن‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬ويخبرهما‭ ‬بأن‭ ‬الجزيرة‭ ‬مليئة‭ ‬بزهور‭ ‬الخلود‭ ‬وأنه‭ ‬مخلد‭ ‬ثم‭ ‬فجأة‭ ‬يسقط‭ ‬فيموت‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬حيرة‭ ‬وشك‭ ‬الإمبراطور‭.‬

تهب‭ ‬العاصفة‭ ‬بعد‭ ‬قطفهما‭ ‬زهرة‭ ‬الخلود‭ ‬فيظهر‭ ‬الحكيم‭ ‬معاتباً‭ ‬بأن‭ ‬كان‭ ‬عليهما‭ ‬قراءة‭ ‬اللافتة‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطف‭ ‬الزهرة‭ ‬سيتسبب‭ ‬بهبوب‭ ‬عاصفة‭ ‬شديدة‭ ‬ترميهما‭ ‬إلى‭ ‬البحر؛‭ ‬ما‭ ‬يجعلهما‭ ‬يتذكران‭ ‬حديث‭ ‬الرجل‭ ‬الطاعن‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬ويدركان‭ ‬أن‭ ‬خطابه‭ ‬عن‭ ‬الجزيرة‭ ‬مخلد‭ ‬رغم‭ ‬موته‭. ‬يعود‭ ‬الإمبراطور‭ ‬إلى‭ ‬المدينة‭ ‬فيفتح‭ ‬المدارس‭ ‬وينشر‭ ‬المعرفة‭ ‬ويغدو‭ ‬قائداً‭ ‬مثقفاً‭ ‬يحبه‭ ‬الجميع‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا