القراء الأعزاء،
بالسرعة التي بدأنا نألفها مؤخرا انتهى عام وبدأ عام آخر، وها نحن في الأيام الأولى من عام 2025، نتحسس الطريق نحو شيء من الفرح الذي قد يكون جاء بصحبة العام الجديد، فعلى الصعيد الوطني بدأ العام بفرحة وطنية رياضية حققها فريق منتخب البحرين لكرة القدم في خليجي 26، ولا أعلم ختامها وقت كتابة هذا المقال، ولكنني أسأل الله تمام الفرحة للجمهور البحريني عند قراءته.
وقد انتقيت لمقال اليوم أسلوب الإضاءات التي ربما تجعله خفيفاً وتسمح في الوقت نفسه بتسليط الضوء على عدة مواضيع –تستحق الاهتمام -في آن واحد وبشكل موجز.
إضاءة أولى
من الإضاءات المهمة والتي تستحق الإشادة والتقدير هو الصورة المشرّفة التي ظهر بها أعضاء منتخب البحرين الوطني والتي حظيت بتقدير كبير من نشطاء السوشيال ميديا، ليس فقط على الصعيد الحرفي والتقني للعب ولكن على صعيد أكثر أهمية وهو الروح الأسرية التي كانت تسود العلاقة بين أعضائه، وهو ليس بالأمر الغريب، ولكن اللاعبين أسهموا مجتمعين بتقديم البحرين كما هي في واقعها، ومثّلوا تآخي وتوّاد نسيجها المجتمعي وفق أصوله المتّبعة بفطرته السليمة وإرثه الحضاري القائم على سموّ النفس وعُلوّ الأخلاق وفق مبادئ الطيب والجود والسماحة والتسامح والتعايش الديني، فكانوا سفراء حقيقيين للبحرين حتى وإن كانوا دون حقائب دبلوماسية، ليوجهوا رسالة للعالم بأن هذه هي أخلاق أهل البحرين ومن يُقيم فيها.
إضاءة ثانية
احتفالات البحرين باليوبيل الفضي لجلوس صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وبالعيد الوطني المجيد، كانت متميزة وتليق بعظمة المناسبة، والجميل فيها أنها احتفت بالأماكن وبثقافتها، بكل تفاصيل هذه الثقافة وأهمها ثقافة المعمار والمباني، بما يتضمنه ذلك من حسّ وطنيّ عالي المستوى، لذا وُفّق المنظمون لفعالية ( ليالي المحرق ) جداً في هذا المهرجان الذي حظي بنسبة عالية من الزوار من داخل وخارج البحرين، ولم يضاهيها في مثل هذا الكم من الزوار سوى سباق الفورمولا ربما، أما مهرجان (ريترو المنامة) والذي أتوق لزيارته قبل انتهاء فترته الزمنية –وقد يتحقق ذلك غدا بمشيئة اللهً، فإن مشاهداتي لفعالياته عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت مُبهجة جداً، ومنبئة بجهود تستحق التقدير والإشادة.
إضاءة ثالثة
بمناسبة الاحتفال بتولي سمُوّه مقاليد الحكم في إمارة دبي كتب قائلاً: (تعودنا كل عام في الرابع من يناير استبدال احتفالات يوم الجلوس وتخصيصها بشكل مختلف، وأحب تخصيص يوم الرابع من يناير هذا العام لزوجي الشيخة هند بنت مكتوم، رفيقة دربي، وعوني وسندي وظهري في هذه الحياة وهي أم الشيوخ التي كانت وستبقى الصديقة والرفيقة والرقيقة، والشيخة هند من أرحم الناس بالناس وأكثرهم عطاءً وحباً للخير، وهي عمود بيتي، وأساس أسرتي، وداعمي الأكبر طوال مسيرتي، أمنيتي الأكبر يا هند أن يحفظك الله ويسعدك ويديم بيننا المحبة يا أول العمر وأجمله ويا روح دبي ونبضها وفرحتها، وأدعو الجميع للوفاء لمن يستحق الوفاء.. الوفاء لرفيقة الدرب.. وسندنا في هذه الحياة.. وخير الناس هو خيرهم لأهله كما يقول نبينا الكريم).
ويا له من تكريم ويا لها من بداية عام !!، فقد كان ذلك أجمل ما قرأته اليوم، حيث جاء في سياق لفتة نبيلة ضاربة في عمق الإنسانية والشاعرية والوفاء والتراحم من لدن سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة - حاكم دبي رجل المبادرات الاستثنائية والفكر الاستثنائي، احتفاء وتكريماً لقرينته الأصيلة تحت شعار (شكراً الشيخة هند)، وليس ذلك بمستغرب على سموّه وهو الشاعر الذي يُحرّك ساكن قريحته المواقف، وهو الحاكم الذي وقف مع الشعراء ودعمهم بسخاء، فلا ينسى أحدنا مسابقة (لغز الشيخ محمد بن راشد المكتوم) والتي استمر يشحذ بها همم وقريحة الشعراء في الوطن العربي بأكمله، وشاعر بهذا العطاء هو بلا شك كتلة من المشاعر والأحاسيس التي تعززها نشأته ونخوته وفروسيته وفكره ورؤاه التي نقلت إمارة دبي إلى العالمية بثبات وإصرار وعزم، فمُبارك للشيخة هند وشكراً للشيخ محمد بن راشد لكونه قائداً مُلهماً.
وسأكون متفائلة وأقول ربما بشائر العام الجديد تنبئنا بخير كثير على أصعدة كثيرة، على أساس من مقولة (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وكل عام وأنتم بخير أيها الأعزاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك