رأي أخبار الخليج
تحية لرجال الشرطة الأوفياء
في إطار احتفالات بلادنا بالأعياد الوطنية يأتي الاحتفال بيوم الشرطة ليحتل مكانة خاصة ومتميزة في قلوب وعقول كل أبناء البحرين، لما تمثله الشرطة ورجالاتها الأوفياء من أهمية بالغة في مسيرة الوطن، وما تقوم به من أدوار وطنية مخلصة في حفظ أمن واستقرار البلاد.
إن الاحتفال بيوم الشرطة هو مناسبة وطنية للتعبير عن مشاعر الاعتزاز والامتنان من جانب كل مؤسسات الدولة وجموع شعب البحرين تجاه الدور الحيوي الذي تلعبه المؤسسة الأمنية في توفير الأجواء المواتية لاستمرار عجلة التقدم والتنمية والازدهار في البحرين.
ولا شك أن الجميع يدرك الأهمية البالغة لاستتباب الأمن في نجاح خطط التطور الحضاري والتنموي للشعوب، ولعل من أبرز من أفاض في التأصيل لهذا المفهوم رئيس البنك الدولي ووزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت ماكنمارا الذي اعتبر أن «الأمن هو مفتاح التنمية».
ومن هذا المنظور يتعين أن نُقدّر عاليا الدور المحوري الذي تلعبه الشرطة والمؤسسة الأمنية في البحرين في تعزيز الشعور بالأمن والأمان داخل البلاد، وفي الوقت ذاته فإن هذا الوضع الأمني المستقر يشكل ركيزة مهمة في جعل البلاد مركز جذب للاستثمارات الخليجية والعالمية، الأمر الذي انعكس إيجابيا خلال السنوات الماضية في سرعة تطور الاقتصاد البحريني وتحقيق التعافي الاقتصادي والنجاح في تحقيق خطة التوازن المالي.
وعندما ننظر إلى مسيرة الشرطة البحرينية فلا بد أن نعبر عن اعتزازنا بالتطور الكبير الذي حققته خصوصا في عهد جلالة الملك وفي إطار مشروعه الإصلاحي الوطني الكبير الذي نقل بلادنا إلى آفاق واسعة من التطور والازدهار.
وقد عبّر عن ذلك بجلاء وصدق الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في كلمته في الاحتفال بيوم الشرطة البحرينية، حين قال: «لقد أدركنا أهمية الحاجة إلى تطوير نهجنا الأمني لمواكبة تلك الطموحات الوطنية الكبرى، وبدأنا بمراجعة مفهومنا الشرطي وتحديد مسؤوليتنا الرئيسية، إذ باشرنا بتعديل الهياكل التنظيمية من أجل دفع عملية التطوير والتحديث مع التركيز على بناء العنصر البشري».
لقد كان من ملامح التطور والتحديث في مسيرة الشرطة البحرينية الاهتمام بتعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية مع أبناء الشعب لتكون مهمة ترسيخ الأمن في البلاد في إطار تكاملي بين الشعب وجهاز الشرطة، كما واكب ذلك العناية بتأهيل رجل الشرطة ليكون شرطيا عصريا بكل معاني الكلمة، عبر دورات تدريبية مكثفة وبعثات خارجية متواصلة من أجل الإلمام بكل التطورات الحديثة في العمل الشرطي.
كما واكب ذلك العمل على تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في إطار العمل الشرطي، بحيث أصبحت الشرطة البحرينية مثالا إقليميا وعالميا للالتزام بالمعايير الإنسانية والأخلاقية والقيم الحضارية في التعامل مع المواطنين والمقيمين.
وفي هذا الإطار كانت التجربة الناجحة والمتميزة للبحرين في تطبيق مبادرة «العقوبات البديلة» التي حظيت باهتمام عالمي وإشادات مستمرة من كل منظمات حقوق الإنسان في العالم والمؤسسات الأمنية الدولية، وهي مبادرة تمت برعاية كاملة من جلالة الملك لتجعل من البحرين منارة في قيم التسامح والحكم الرشيد وإعلاء مكانة الإنسان في كل المجالات.
وإذا كانت هذه مناسبة للتعبير عن كل مشاعر الفخر والاعتزاز بالشرطة ورجال الأمن في بلادنا فإننا لا ننسى شهداء الواجب من رجال الشرطة الأوفياء الذين ستظل تضحياتهم الغالية في ضمير كل أبناء البحرين، سائلين العلي القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته مع الشهداء والصديقين والأبرار.
فكل التحية والتقدير لرجالات الشرطة الأوفياء الساهرين على أمن البلاد في يوم عيدهم، الذين بفضل جهودهم المخلصة ستظل البحرين واحة للأمن والأمان وأرضا للرقي الحضاري والازدهار.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك