رأي أخبار الخليج
الاحتفاء بمسيرة إنجازات حافلة
تعيش بلادنا هذه الأيام أجواء ابتهاج وفرح احتفالا بأعيادنا الوطنية المجيدة، فمن حقنا أن نزهو بمسيرة نجاح وازدهار عاشها أبناء شعبنا على مدى عقود متوالية، وخاصة في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي تحققت على يديه الكثير من الآمال والطموحات الوطنية التي تكفل المشروع الإصلاحي الكبير لجلالته بجعلها حقائق ساطعة ننعم بها في جميع المجالات.
فجلالة الملك قيادة وطنية ذات رؤى طموحة وأفكار مستنيرة سابقة لعصره، استطاع بها أن يضع البحرين في مصاف الدول الحديثة التي تلبي طموحات شعبها، ونجح خلال سنوات قليلة في أن يجعل من البحرين نموذجا في التطور الديمقراطي والمشاركة الشعبية والتقدم الاقتصادي والتنموي.
وسوف يسجل التاريخ لجلالته مبادراته الشجاعة والمتقدمة التي أدهشت المراقبين شرقا وغربا، حينما قال في بداية توليه مقاليد الحكم: «إنني لا أريد أن أحكم شعبي بالبندقية والدبابة»، ومن ثم دشن جلالته مشروعه الإصلاحي الديمقراطي التاريخي، وكيف واجه كل التحديات ليجعل من البحرين البلد العصري الذي يسخر كل طاقاته وموارده من أجل رفعة وتطور مستوى معيشة المواطن البحريني.
إن أي قراءة فاحصة ومنصفة لمسيرة تطور بلادنا في عهد جلالة الملك سوف تؤكد التحولات الكبرى التي شهدتها بلادنا في عهده، ويكفي أن نشير إلى تطور التجربة الديمقراطية البرلمانية، ومن يتابع المداولات والمناقشات تحت قبة البرلمان يكتشف كيف أن محورها الرئيس هو كيفية الارتقاء بحياة المواطن البحريني والعمل على التجاوب مع تطلعاته والإسراع بحل أي مشكلات تواجهه في حياته.
ولعل ما يجسد ذلك ونحن نعيش هذه الأجواء الاحتفالية ضرورة الإشارة إلى المبادرات الوطنية الآتية:
أولا: إعلان حكومة سمو ولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة المباشرة بتوزيع 6800 خدمة إسكانية على المواطنين والشروع بتسليم الوحدات الإسكانية الجاهزة في مدن شرق سترة ومدينة سلمان وشرق الحد، وهو الأمر الذي يترجم توجهات الدولة بتوفير السكن الملائم للمواطنين ووضع حلول نهائية لمشكلة الإسكان، وهو ما شهدناه من خلال التوسع في بناء المدن والمشاريع الإسكانية الجديدة في عهد جلالة الملك.
ثانيا: إعلان صندوق العمل «تمكين» تنفيذ أكبر حزمة من البرامج الجديدة الرامية إلى توظيف وتشغيل أبناء الوطن، عبر دعم توظيف 50 ألف بحريني سنويا من خلال برامج تشمل التشغيل وإعادة التأهيل والتدريب والدعم المالي بما يشكل برنامجا طموحا للقضاء على أي مظاهر لمشكلة البطالة في البلاد.
ثالثا: إعلان قرب تنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل في البلاد بدءا من مارس القادم (عام 2024)، بما سيوفره من خدمات صحية متميزة تضع حدا لما يواجهه بعض المواطنين من صعوبات في مجال تلقي الرعاية الصحية، ويحقق ثورة اجتماعية طموحة تلبي طموحات المواطنين في مجال الرعاية الطبية والصحية، ويواكب ذلك الاستمرار في برامج تطوير التعليم وتحديثها بما يحقق احتياجات سوق العمل والتحولات الكبرى في عالم اليوم في المجالات العلمية والتعليمية.
إن وطنا يعطي الأولوية في سياساته ومشروعاته لتحقيق طموحات المواطن في الإسكان والصحة والتعليم والتوظيف لهو وطن من حقنا أن نفخر به وبإنجازاته وبالانتماء إليه.
يضاف إلى ذلك الصورة المشرفة والسمعة الطيبة التي نجح جلالة الملك بسياساته الرشيدة ومواقفه الحكيمة في إبرازها لمملكة البحرين، سواء في إطار محيطنا الخليجي أو عالمنا العربي أو المحافل الدولية.
وقد لمسنا ذلك بوضوح في الآونة الأخيرة بعد النجاح في تنقية أجواء العلاقات الخليجية، فاستعادت لحمتها وتضامنها وتوافقها بما أشاع مشاعر الابتهاج والوئام في إطار الأسرة الخليجية الواحدة.
ورغم كل ما تحقق من إنجازات ومكتسبات حضارية نزهو بها جميعا في عهد جلالة الملك فإن الجميع يستذكر المقولة الخالدة لجلالته: «إن أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد»، وهو ما يعني أن بلادنا تتمتع بقيادة ذات طموحات بلا حدود، ما يجعلنا دائما أكثر تفاؤلا وإصرارا على بناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا ونماء وتطورا حضاريا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك