تتفاوت المعتقدات والطقوس والأفكار باختلاف المكان وثقافة المجتمع. ولكن هناك بعض المعتقدات الغريبة تكون مشتركة في الكثير من الدول والشعوب، ومن ذلك الرقم 13.
الكثيرون يعتبرون هذا الرقم دلالة على النحس والشؤم والتعاسة، ويتجنبونه قدر الإمكان، فلا زواج بتاريخ 13، ولا سفر في يوم يحمل هذا الرقم، بل ولا جلوس على مقعد رقمه 13. وفي بعض المستشفيات لا وجود لغرفة تحمل الرقم 13، وبعض شركات الطيران لا تدخل هذا الرقم على رحلاتها! وهناك مصانع للمصاعد الكهربائية تتيح خيار حذف رقم 13 من المصعد. وفي بعض الدول لا يقف بناء الأبراج عند الطابق الثالث عشر.
قد لا تمثل هذه الحالات مشكلة حقيقية لأنها حالات عابرة، ولكن المشكلة تتزايد عندما يرتبط الأمر بالعقارات. فمثلا يرفض الكثير من الافراد الإقامة في غرفة بفندق تحمل هذا الرقم. بل ان الكثير من الفنادق تزيل رقم 13 من قائمة غرفها، بحيث ينتقل العدد من 12 الى 14، والسبب ببساطة ان الغرفة 13 ستبقى شاغرة دائما. ليس هذا فحسب، فقد اتجهت فنادق الى الغاء الطابق 13 بالكامل!
فحسب تقرير لموقع «إنفيرس» الأمريكي، هناك أكثر من 40 مليون شخص في الولايات المتحدة يتجنبون السكن في الطابق الثالث عشر حتى لو كانت الإقامة ليلة واحدة. كما ان كل مبنى في الولايات المتحدة يتضمن الطابق 13 فإنه، يقابله ستة مبان لا تمتلك هذا الطابق، ولا يوجد حتى في المصاعد الكهربائية زر يحمل الرقم 13، ما يعني أنك تنتقل من الطابق 12 إلى 14 مباشرة.
وأشارت دراسة إحصائية لشركة CityRealty إلى ان أقل من 10% من الوحدات السكنية في مانهاتن تمتلك طابقا يحمل الرقم 13.
وقالت دراسة لشركة أوتيس الدولية لصناعة المصاعد، أن 85% من المباني والأبراج في الولايات المتحدة التي تتخطى 13 طابقًا تزيل هذا الرقم من قائمتها.
والغريب انه في بعض الأسواق العقارية مثل المملكة المتحدة، من الممكن ان يوفر المشتري أكثر من تسعة آلاف جنيه إسترليني إذا وافق على شراء عقار يحمل الرقم 13. وعلى الرغم من ذلك يفضل الكثيرون تجنب هذا التوفير.
ليس من المعلوم بدقة أصل هذه الخرافات.. أو المعتقدات. وان كان البعض يرجع أسباب التشاؤم من هذا الرقم إلى العشاء الأخير للسيد المسيح، عندما اجتمع ثلاثة عشر شخصاً على مائدة طعام قبل صلبه بحسب المعتقد المسيحي، بينما يذهب آخرون إلى أن الامر يرتبط بفرسان الهيكل حين قام ملك فرنسا فيليب الرابع بمداهمات واعتقل فرسان المعبد واتهمهم بالتجديف والمثلية الجنسية والهرطقة. وكان ذلك بتاريخ 13 أكتوبر عام 1307. ومن الاحداث التاريخية لهذا اليوم هو قُصف قصر باكنغهام ودُمر من قِبل القوات الألمانية في 13 سبتمبر عام 1940.
ويزداد نذير الشؤم إذا صادف تاريخ 13 يوم جمعة. وتشير تقديرات إلى أنّه في يوم الجمعة الثالث عشر، تتعرض الأعمال التجارية لخسائر فادحة، إذ تبلغ الخسارة ما بين 800 و900 مليون دولار، حيث لا يغادر الكثير من الناس بيوتهم في هذا اليوم خوفًا من سوء الحظ، حتى أنهم لا يقومون بأعمالهم المهمة.
الملفت هنا أن الشعب الياباني لا يعتبر الرقم 13 شؤما، بل الرقم 9، وفي إيطاليا يتشاءمون من الرقم 17. وفي الصين ينفر الكثيرون من الرقم 4.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك