قد تكون فرصة، وقد تكون مصيدة، ولكنها في كل الأحوال تجتذب الافراد والمستثمرين.. بل حتى غير المهتمين.
بين فترة وأخرى تطالعنا وسائل الاعلام بخبر عن عرض عقار ما بسعر غير متوقع.. وغير معقول. فهل من المنطقي ان يعرض قصر أثري بعشر يورو فقط؟ او فيلا بعشرين دولارا، او منزلا كاملا بيورو فقط؟ والأدهى من ذلك ان يعرض البيت للتملك مجانا!
نعم يحدث هذا بين فترة وأخرى، والاغرب ان العارض قد يكون حكومة وقد يكون بلدية وقد يكون أفرادا. والاغرب أكثر أن الكثير من هذه العقارات لا تجد من يشتريها!
ومع وجود مبررات في بعض الحالات، مثل عرض منازل للبيع بسعر يورو واحد، لان صيانتها تحتاج إلى نحو 90 ألف يورو، فإن هذا الامر بات في حالات أخرى نوعا من التسويق الذي ينجح في جذب انتباه واهتمام الافراد والمستثمرين.
فيما يلي نستعرض نماذج من تلك العقارات التي عرضت بأسعار غير منطقية:
قصر أثري بـ 10 يورو
نعم، عرض هذا القصر الذي يعود تاريخه الى القرن 18 في منطقة غودين ببلجيكا للبيع مقابل 10 يورو فقط. وكان القصر قد سكنه رئيس الوزراء الأسبق، وأول رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة بول هنري تشارلز سباك. ويتكون من 19 غرفة نوم و8 حمامات ومسبح، ويمتد على مساحة 6700 متر مربع.
ولم يكن السعر خاضعا للمزاد او اسبقية العرض مثلا، بل كل ما على الراغب في الشراء هو الاشتراك في «يانصيب» من خلال شراء تذكرة بقيمة 10 يورو، والإجابة عن أسئلة تخص تاريخ المنزل، ومن ثم تقدير ثمنه.
فيلا مجانية
في خطوة غريبة، عرضت حكومة برلين فيلا كانت مملوكة لوزير الدعاية يوزيف غوبلز في عهد أدولف هتلر، وذلك كهدية من ولاية برلين لأي شخص يرغب في امتلاك المكان!
والحقيقة ان موقع الفيلا المهجور كان ولعقود محل جدل وخلاف حول ما إذا كان يجب إعادة توظيف أو هدم المكان الواقع في شمال العاصمة الألمانية.
وكانت برلين قد حاولت تسليم الموقع إلى السلطات الفيدرالية أو حكومة الولاية في براندنبورغ، وذلك بهدف التخلص من تكاليف الصيانة والأمن، وخاصة ان المهجور بات مغطى بالحشائش والأعشاب، وتدهور وضعه بشكل كبير. وهذا بحد ذاته عائق امام أي شخص راغب في تملك العقار. حيث تتطلب الصيانة مبالغ كبيرة.
يذكر ان الفيلا بنيت عام 1939 على مساحة 17 هكتارا وبعد الحرب العالمية الثانية تم استخدام الموقع كمستشفى، قبل ان يحوله الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية الى مركز تدريب.
منزل بيورو واحد
على الرغم من أن الأمر يبدو خيالا، الا ان البعض نجح فعلا في شراء منزل بمبلغ يورو واحد فقط في إيطاليا. ولكن ما حكاية هذه المنازل؟
هذه المنازل التي تقع في بلديات وقرى صغيرة في إيطاليا تحولت الى كلفة إضافية على البلديات وعلى ملاكها، حيث انها قديمة وتتطلب صيانة كبيرة تصل الى 90 ألف يورو، لذلك تبنت بلديات هذه القرى مشروعا ببيع الفيلا بمبلغ يور واحد فقط شريطة ان يتعهد المشتري بتجديدها على نفقته في غضون سنتين إلى أربع سنوات، إضافة إلى دفع «رسوم الضمان» التي تتراوح بين ألفي يورو إلى خمسة آلاف يورو في البداية.
لا يوجد مشترٍ
مرة أخرى في إيطاليا تتجدد فكرة بيع منازل بأسعار أقل من رمزية، ولكن الغريب انها في كثير من الأحيان لا تجد من يشتريها.
وقد يكون الهدف من عرض هذه المنازل هو الترويج لبعض الناطق والقرى والمدن. فمثلا نجحت بلدية مدينة «موسوميلي» في صقلية، في بيع منازل مهجورة للأجانب الذين يحلمون بالعيش في إيطاليا، فيما لم ينجح الامر في مدن أخرى تحاول بيع مثل هذه المنازل مثل مدينة «باتريكا» النائية التي تعود الى العصور الوسطى، ويسكنها ثلاثة آلاف شخص فقط، حيث حاولت مرارا بيع المنازل المهجورة والقديمة ولم تنجح نظرا لطبيعة المنطقة الحياة، على الرغم من جمال الطبيعة.
وكان اغلب سكان المدينة قد غادروا المنطقة بحثا عن مستقبل أفضل في مدن أخرى تاركين منازلهم فارغة لعقود. وعندما حاول عمدة المدينة بيع هذه المنازل مقابل يورو واحد لم ينجح الا في بيع منزلين فقط! وخاصة ان الكثير من هذه المنازل تعاني من مشاكل قانونية نظرا لتعدد الورثة او اختلافهم. وبعض الملاك لا يكشفون عن هويتهم للسلطات تهربا من تعرضهم لرسوم متأخرة منها التخلص من النفايات، وهي مبالغ قد تتجاوز 2500 يورو.
وعلى الرغم من ذلك هناك من هو مهووس بمثل هذه المنازل ذات اليورو الواحد مهما كانت الكلفة، فمثلا عرفت شيرلي إنجلماير ذات السبعين عاما بولعها وبحثها عن المنازل ذات اليورو الواحد وملاحقتها لهذه العروض منذ عام 2019.
منزل بدولار واحد
حمل هذا المنزل لقب أرخص منزل في العالم بعد ان عرض بمبلغ دولار واحد في مدينة «ديترويت» بولاية ميتشيغان الأمريكية، ويتكون من غرفتي نوم وحمام، وتبلغ مساحته حوالي 70 مترا مربعا.
وبالفعل ظهر المنزل معروضا للبيع بدولار واحد فقط على موقع «زيللو» المتخصص بعرض وتداول العقارات في الولايات المتحدة، وكان قد تم بيعه سابقاً مقابل 4092 دولاراً أمريكياً.
ولكن هنا تبدأ المصيدة، فحسب الوسيط العقاري الذي عرضه، فإن كل زاوية من المنزل بحاجة الى لمسة (إبداعية إصلاحية)، حيث انه يحتوي على الكثير من العيوب وهو بحاجة إلى الإصلاحات والعمل، كما أنه مقابل دولار واحد، سيحصل المشترون على ساحة مكدسة ومليئة بالأعشاب الضارة والجدران والارضيات المتهالكة.
وعلى الرغم من ذلك، يروج عارض المنزل بكل ثقة أن من يغتم هذه الفرصة سيحصل على تجربة مثيرة ورحلة مليئة بالالتواءات والانعطافات.
أما عرض السعر بدولار واحد هو جذب الانتباه أكثر مما لو وضع سعرا حقيقيا، حيث يخضع الدولار الى المزايدة. وبالفعل نجحت الاستراتيجية، حيث حصد العرض خلال ثلاثة 100 ألف مشاهدة، وتلقى 200 عرض، ووصل السعر إلى 30 ألف دولار أمريكي.
جنيهان لمنزل فخم
بعد أن فشل في بيعه بالسعر والشروط التي يرغب بها، لجأ مواطن بريطاني الى طريقة مبتكرة لبيع منزله الفخم، وذلك بعرضه مقابل جنيهين استرلينيين فحسب. وهو ما يعادل اقل من ثلاثة دولارات أمريكية.
البريطاني لم يحصل حتى على عرض واحد لشراء المنزل بالطرق التقليدية. فعرضه للبيع من خلال السحب على «اليانصيب»، والفكرة ببساطة ان يصدر نصف مليون تذكرة قيمة كل منها جنيهين إسترلينيين، ثم يجري قرعة يفوز بها أحد المشاركين. وبذلك يكون مالك المنزل قد حقق مليون جنيه إسترليني، والمالك الجديد قد دفع جنيهين فقط، فيما تبلغ القيمة السوقية للمنزل 650 ألف جنيه إسترليني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك