العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

براءة سيدة من سوء معاملة ابنها..
حرمه والده منها 13 عاما ثم أعاده إليها بعد تحجّر قلبها

المحامية زهرة علي.

الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

وجد‭ ‬طفل‭ ‬لم‭ ‬يكمل‭ ‬عامه‭ ‬الـ15‭ ‬نفسه‭ ‬ضحية‭ ‬والده‭ ‬الذي‭ ‬حرمه‭ ‬من‭ ‬أمه‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمره‭ ‬5‭ ‬أشهر،‭ ‬وحاول‭ ‬إعادته‭ ‬إلى‭ ‬والدته‭ ‬بعد‭ ‬13‭ ‬عاما‭ ‬ليشعر‭ ‬الطفل‭ ‬وأمه‭ ‬بالغربة‭ ‬تجاه‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬لكونها‭ ‬عاشت‭ ‬حياتها‭ ‬مع‭ ‬أبنائها‭ ‬الخمسة،‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬قد‭ ‬اعتاد‭ ‬زوجة‭ ‬أبيه‭ ‬التي‭ ‬اعتبرها‭ ‬أمه‭.‬

الواقعة‭ ‬التي‭ ‬برأت‭ ‬فيها‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأم‭ ‬من‭ ‬تهمة‭ ‬الإساءة‭ ‬للطفل‭ ‬وتعريضه‭ ‬لحالة‭ ‬سوء‭ ‬معاملة‭ ‬بدأت‭ ‬وقائعها‭ ‬بتعدد‭ ‬هروب‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الدوام،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬بلاغ‭ ‬للشرطة‭ ‬في‭ ‬اخر‭ ‬مرة‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عثر‭ ‬عليه‭ ‬وتم‭ ‬إيداعه‭ ‬مركز‭ ‬الرعاية‭ ‬والطفولة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬العودة‭ ‬مع‭ ‬أمه‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬حيث‭ ‬أُعدت‭ ‬التقارير‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬وقد‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬التهمة‭ ‬إلى‭ ‬الأم‭.‬

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬زهراء‭ ‬علي‭ ‬وكيلة‭ ‬الأم‭ ‬إن‭ ‬والد‭ ‬الطفل‭ ‬أخذه‭ ‬من‭ ‬أمه‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمره‭ ‬5‭ ‬أشهر‭ ‬ليعيش‭ ‬معه‭ ‬ومع‭ ‬زوجته،‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬13‭ ‬عام‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬موكلتها‭ ‬ابنها‭ ‬سوى‭ ‬مرتين،‭ ‬في‭ ‬الأولى‭ ‬أحضره‭ ‬والده‭ ‬لها‭ ‬وتركه‭ ‬وبعدها‭ ‬بيوم‭ ‬حضر‭ ‬وأخذه‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬تعدى‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب،‭ ‬وفي‭ ‬الثانية‭ ‬حضرت‭ ‬زوجة‭ ‬والد‭ ‬الطفل‭ ‬وتركته‭ ‬لدى‭ ‬باب‭ ‬منزل‭ ‬موكلتها‭ ‬وغادرت‭ ‬ثم‭ ‬عادت‭ ‬وأخذت‭ ‬الطفل،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬الطفل‭ ‬يخبر‭ ‬أمه‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يود‭ ‬العيش‭ ‬معها‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬أبنائها‭ ‬لكونه‭ ‬يشعر‭ ‬بأنه‭ ‬غريب‭ ‬عنهم‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أحضر‭ ‬لها‭ ‬والد‭ ‬الطفل‭ ‬وزوجته‭ ‬الطفل‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وبقي‭ ‬لديها‭ ‬أسبوعين‭ ‬حاول‭ ‬خلالهما‭ ‬الهرب‭ ‬مرارا‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬بعدة‭ ‬طرق،‭ ‬ورغم‭ ‬محاولاتها‭ ‬دمجه‭ ‬معهم‭ ‬إلا‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬يهرب‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬ومن‭ ‬المدرسة‭ ‬أثناء‭ ‬انتظارها‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬الدوام،‭ ‬وكان‭ ‬يطلب‭ ‬العودة‭ ‬للعيش‭ ‬مع‭ ‬زوجة‭ ‬أبيه‭ ‬لكونها‭ ‬من‭ ‬قامت‭ ‬بتربيته‭ ‬منذ‭ ‬صغره،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الهرب‭ ‬ولم‭ ‬تعثر‭ ‬عليه،‭ ‬فتم‭ ‬تقديم‭ ‬بلاغ‭ ‬للشرطة،‭ ‬ونقل‭ ‬الطفل‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل،‭ ‬وتبين‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬المركز‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬‮«‬رعاية‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬مجني‭ ‬عليه‭ ‬ويعاني‭ ‬مشاكل‭ ‬نفسية‭ ‬عديدة‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭.‬

وأشارت‭ ‬زهرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬وجهت‭ ‬إلى‭ ‬موكلتها‭ ‬تهم‭ ‬الاضرار‭ ‬بالطفل‭ ‬وتعريضه‭ ‬لسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬لكونه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬عامه‭ ‬الـ15‭ ‬عاما‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬المركز‭ ‬التي‭ ‬بينت‭ ‬رفض‭ ‬الطفل‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬أمه‭ ‬لكونه‭ ‬يشعر‭ ‬باختلاف‭ ‬المعاملة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬أشقائه،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أنكرت‭ ‬الأم‭ ‬أنها‭ ‬تسيء‭ ‬إليه‭ ‬او‭ ‬أضرت‭ ‬به‭ ‬ولكنها‭ ‬أكدت‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬تجاهه‭ ‬أية‭ ‬مشاعر،‭ ‬وأنها‭ ‬مدركة‭ ‬أنها‭ ‬مذنبة‭ ‬تجاه‭ ‬الطفل،‭ ‬ولكن‭ ‬زوجة‭ ‬أبيه‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ربته‭ ‬وهو‭ ‬يحبها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كونها‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬له‭ ‬أية‭ ‬مشاعر‭ ‬ولا‭ ‬يمكنها‭ ‬تحمل‭ ‬الطفل‭ ‬وسلوكياته‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يتقبلها‭.‬

من‭ ‬جانبها‭ ‬قالت‭ ‬الحكمة‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يثبت‭ ‬وقوع‭ ‬إهمال‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬المتهمة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬لم‭ ‬يعش‭ ‬او‭ ‬يقم‭ ‬معها‭ ‬حتى‭ ‬تسيء‭ ‬إليه‭ ‬وتهمله‭ ‬وأنه‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬حياته‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬وأن‭ ‬الطفل‭ ‬رافض‭ ‬البقاء‭ ‬معها،‭ ‬وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬ضحية‭ ‬لوالده‭ ‬الذي‭ ‬حرمه‭ ‬من‭ ‬أمه‭ ‬منذ‭ ‬شهور‭ ‬ولادته‭ ‬الأولى‭ ‬ثم‭ ‬أعاده‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الثالثة‭ ‬عشرة،‭ ‬ووالدته‭ ‬التي‭ ‬انتزع‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬قلبها‭ ‬فطرة‭ ‬الأمومة‭ ‬تجاه‭ ‬ابنها‭ ‬فوجدته‭ ‬غريبا‭ ‬عنها‭ ‬لا‭ ‬تربطه‭ ‬بها‭ ‬أي‭ ‬صلة‭ ‬عاطفية،‭ ‬فنتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تشتت‭ ‬الابن‭ ‬نفسيا‭ ‬نتيجة‭ ‬ما‭ ‬صنعته‭ ‬أيدي‭ ‬أبوين‭ ‬نزع‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬قلبهما‭ ‬الرحمة‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬إن‭ ‬انتفاء‭ ‬مشاعر‭ ‬المتهمة‭ ‬لابنها‭ ‬غير‭ ‬متصور‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬تلك‭ ‬الغلظة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬قلبها‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬تتشكك‭ ‬في‭ ‬ارتكابها‭ ‬للجرم‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬من‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬الطفل‭ ‬للخطر‭ ‬وسوء‭ ‬المعاملة،‭ ‬وأن‭ ‬تلك‭ ‬الغلظة‭ ‬وتحجر‭ ‬المشاعر‭ ‬لا‭ ‬يشكلان‭ ‬جريمة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعاقب‭ ‬عليها،‭ ‬ولهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهمة‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬اتهام‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا