أحيانًا ينفد صبر الآباء من تصرفات أطفالهم، فتراهم يميلون إلى استخدام نبرة صوت عالية للتعامل معهم وردعهم عن أفعالهم. وبهذا الخصوص، يقول عالم النفس العصبي الأمريكي الدكتور ألدريش تشان لمجلة «بيو واو» إن الصراخ على الأطفال ليس تصرفًا عابرًا، بل قد تنتج عنه عواقب وخيمة. ويؤكد الدكتور تشان أن الأطفال يشعرون بالخوف عند صراخ أحد والديهما عليهم، فتبدأ أدمغتهم بالاستجابة للضغط النفسي من خلال إطلاق هرمون التوتر الكورتيزول، الذي يؤثر بشكل سلبي على عدة مناطق في الدماغ، ما ينتج عنه تأثر أجزاء من الدماغ بهرمون الكورتيزول، وأول جزء منها هو قشرة الفص الجبهي؛ وهي المنطقة المسؤولة عن التفكير واتخاذ القرارات والتنظيم العاطفي. ويقول الدكتور تشان: «يمكن أن تصبح قشرة الفص الجبهي أقل نشاطًا خلال لحظات التوتر الشديد، وهذا يضعف قدرة الطفل على التفكير أو اتخاذ قرارات عقلانية».
وشدد: «بمعنى آخر، لو صرخت على طفلك لأنه تصرف بطريقة خاطئة فقد يؤدي ذلك إلى إضعاف قشرة الفص الجبهي، ما ينتج عنه تصرف غير مقبول آخر».
وتتأثر منطقة أخرى موجودة في جذع الدماغ بمعادلة الاستجابة للكورتيزول والإجهاد، وهي الجزئية المسؤولة عن إنتاج السيروتونين (مادة كيميائية تلعب دورًا في تنظيم حالتك المزاجية). وأكدت دراسة أجريت عام 2010 نُشرت في دليل علم الأعصاب السلوكي أن الإجهاد له تأثير سلبي على النقل العصبي السيروتونيني. ويقول الدكتور تشان: «الصراخ يمكن أن يؤثر على توازن الناقلات العصبية في الدماغ؛ لأن الإجهاد المفرط وإفراز الكورتيزول يمكن أن يؤثرا على تنظيم الناقلات العصبية مثل السيروتونين، المهم لتنظيم المزاج».
وفي النهاية حذر الدكتور تشان من تأثيرات الصراخ على أدمغة الأطفال، مؤكدًا أن هذا التصرف له عواقب وخيمة على صحتهم العقلية، أبرزها عدم الاستقرار العاطفي، وصعوبة تكوين علاقات الثقة، وزيادة العدوانية، والتحدي والاندفاع ومشاكل في الانتباه والتركيز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك