العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

وقفات

{ مؤخرا‭ ‬أعلنت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أن‭ ‬مادة‭ ‬الأسبرتام‭ ‬المحلى‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬البيبسي‭ ‬الدايت‭ ‬مادة‭ ‬مسببة‭ ‬للسرطان‭ ‬رسميا‭.‬

شخصيا‭ ‬يمكنني‭ ‬القول‭ ‬بأنني‭ ‬قد‭ ‬شربت‭ ‬محيطا‭ ‬من‭ ‬البيبسي‭ ‬الدايت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طوال،‭ ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭:‬

كم‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬التأكيد‭ ‬قريبا‭ ‬على‭ ‬فعاليتها‭ ‬السرطانية؟

وإذا‭ ‬كانت‭ ‬منتجات‭ ‬البيبسي‭ ‬الدايت‭ ‬قد‭ ‬استغرقت‭ ‬هذه‭ ‬العهود‭ ‬لإثبات‭   ‬ضررها‭ ‬السرطاني،‭ ‬فماذا‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬السلع‭ ‬التي‭ ‬نتناولها‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬واعتيادي‭ ‬ومعنا‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬الذي‭ ‬نعول‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المستقبل؟‭ ‬

وماذا‭ ‬سيقدم‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬لوطنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مهددا‭ ‬في‭ ‬صحته؟

ولا‭ ‬عزاء‭ ‬لنا‭ ‬ولأبنائنا‭ ‬ولأجيال‭ ‬كاملة‭ ‬تناولت‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬بنهم‭ ‬شديد‭ ‬وبكل‭ ‬متعة‭ ‬واطمئنان‭.‬

{ طالبت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الطالبات‭ ‬البحرينيات‭ ‬الأمهات‭ ‬بفتح‭ ‬حضانة‭ ‬للأطفال‭ ‬داخل‭ ‬أسوار‭ ‬الجامعة،‭ ‬وذلك‭ ‬للتسهيل‭ ‬عليهن‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتوفيق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الدراسة‭ ‬والأمومة،‭ ‬حيث‭ ‬أعربن‭ ‬عن‭ ‬معاناتهن‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وخاصة‭ ‬حين‭ ‬يتعرض‭ ‬أبنائهن‭ ‬لمواقف‭ ‬مفاجئة‭ ‬تستلزم‭ ‬وجودهن‭ ‬بجانبهم‭ ‬بصورة‭ ‬سريعة‭.‬

نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬المهم‭ ‬والضروري‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬إيجابيا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المعنيين‭ ‬بالأمر،‭ ‬لأنه‭ ‬بالفعل‭ ‬يمثل‭ ‬ضرورة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬الطموحة‭ ‬التي‭ ‬تصارع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التسلح‭ ‬بالعلم‭ ‬وتطوير‭ ‬وإثبات‭ ‬الذات‭ ‬إلي‭ ‬جانب‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتهن‭ ‬الأسرية،‭ ‬ولذلك‭ ‬أبسط‭ ‬ما‭ ‬تستحقه‭ ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬لها‭ ‬بقدر‭ ‬المستطاع‭.‬

{ ظهرت‭ ‬مؤخرا‭ ‬أم‭ ‬لإحدى‭ ‬طالبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬فيديو‭ ‬تم‭ ‬تداوله‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬وهي‭ ‬تصرخ‭ ‬وتتذمر‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬السب‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬أحد‭ ‬الامتحانات،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬ابنتها‭ ‬بسبب‭ ‬ذلك،‭ ‬وتهدد‭ ‬وتتوعد‭ ‬بأنها‭ ‬سوف‭ ‬تنتقل‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬هناك،‭ ‬وتتباهى‭ ‬بأنها‭ ‬في‭ ‬غنى‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الشهادة‭ ‬من‭ ‬بلدها‭.‬

صراحة،‭ ‬ورغم‭ ‬تعاطفي‭ ‬معها‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬صعوبة‭ ‬تجربة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أرفض‭ ‬وبشدة‭ ‬أي‭ ‬إساءة‭ ‬للوطن‭ ‬مهما‭ ‬واجه‭ ‬المرء‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مشاكل،‭ ‬بل‭ ‬أحيانا‭ ‬كثيرة‭ ‬يغيب‭ ‬عنه‭ ‬وقت‭ ‬الانفعال‭ ‬أنه‭ ‬الأفضل‭ ‬والأكثر‭ ‬أمنا‭ ‬وأمانا‭ ‬مقارنة‭ ‬بغيره،‭ ‬وبدوري‭ ‬أوجه‭ ‬سؤالا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المواطنة‭ ‬التي‭ ‬تفتقد‭ ‬إلى‭ ‬أبسط‭ ‬معاني‭ ‬‮«‬المواطنة‮»‬‭ ‬وهو‭:‬

ما‭ ‬سر‭ ‬اختيار‭ ‬فرنسا‭ ‬تحديدا‭ ‬للانتقال‭ ‬إليها‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬لابنتك؟

وهل‭ ‬فرنسا‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬دامية‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬وأقربها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬المدينة‭ ‬الأفضل‭ ‬والفاضلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسيادتك؟

رجاء‭ ‬أنظروا‭ ‬إلى‭ ‬الإيجابيات‭ ‬التي‭ ‬يوفرها‭ ‬لكم‭ ‬الوطن،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها،‭ ‬وابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬عقدة‭ ‬الخواجة‭ ‬والترويج‭ ‬لها،‭ ‬فعصرها‭ ‬قد‭ ‬ولى‭ ‬وانتهى،‭ ‬فبنظرة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬فقر‭ ‬وبطالة‭ ‬وعنصرية‭ ‬يمكننا‭ ‬بسهولة‭ ‬أن‭ ‬نقدر‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬فيه،‭ ‬وأن‭ ‬نشكر‭ ‬الخالق‭ ‬على‭ ‬نعمه‭ ‬حتى‭ ‬تدوم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬سيدنا‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬مقولته‭:‬

‮«‬إن‭ ‬النعمة‭ ‬موصولة‭ ‬بالشكر،‭ ‬والشكر‭ ‬متعلق‭ ‬بالمزيد،‭ ‬ولن‭ ‬ينقطع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬حتى‭ ‬ينقطع‭ ‬الشكر‭ ‬من‭ ‬العبد‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا