أكد وليد ابراهيم كانو نائب الأمين المالي رئيس المجموعة التنسيقية للجان القطاعية بغرفة تجارة وصناعة البحرين أهمية تبني أدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم والتعلم، مشيراً إلى العمل على تعزيز جاهزية قطاع التعليم في البحرين لمواكبة التطورات التكنولوجية وإعداد الأجيال القادمة للتميز في عالم متسارع التغيير، مشيراً إلى أن العملية التعليمية اليوم لم تعد تقليدية كما كانت في الماضي، بل باتت تعتمد بشكل متزايد على التقنيات الحديثة التي تعزز من كفاءتها وجودتها.
وأكد الجهود التي تبذلها غرفة تجارة وصناعة البحرين لتعزيز الابتكار في قطاع التعليم، ودعم تبني التكنولوجيا المتقدمة لتمكين الجيل القادم من المهارات والقدرات التي يحتاج إليها لتحقيق النجاح في عالم يزداد تطوراً وتعقيداً. جاء ذلك خلال انعقاد ندوة «الذكاء الاصطناعي في التعليم» بالغرفة، قدمتها المدربة والمستشارة العالمية في التعليم ميغان هارغريف، بحضور أكثر من 550 مشاركا من المعلمين، والأكاديميين، وخبراء التعليم من البحرين والمملكة العربية السعودية.
وأوضح البروفيسور يوسف عبدالغفار رئيس لجنة التعليم والتدريب بغرفة البحرين أن الغرفة تسعى جاهدة لتقديم حلول مبتكرة لتطوير التعليم من خلال استضافة خبراء عالميين وتنظيم فعاليات تهدف إلى تقديم قيمة مضافة للمجتمع التعليمي، مشيراً إلى أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها غرفة تجارة وصناعة البحرين لدعم قطاع التعليم والتدريب في المملكة.
وقال الدكتور أحمد عبدالكريم الكوفي نائب الرئيس لجنة التعليم والتدريب بغرفة تجارة وصناعة البحرين: «البحرين اليوم في وضع مثالي لتبني أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم، فهذه الندوة ليست مجرد استعراض للتقنيات الحديثة، بل هي فرصة حقيقية لتمكين المعلمين من اكتساب مهارات جديدة تساعدهم في تحسين نتائج الطلاب وإعدادهم لعالم مستقبلي يتسم بالتغير السريع».
وأوضح الكوفي أن استحداث أدوات تكنولوجية عصرية ومتقدمة يسهم بشكل كبير في تطوير المنظومة التعليمية، ويعزز من قدرة المعلمين والطلاب على تحقيق نتائج تعليمية متميزة، مشيراً إلى أن التحولات السريعة في التكنولوجيا تفرض على المؤسسات التعليمية مواكبتها من أجل تلبية احتياجات المستقبل، مضيفاً: «نأمل أن يتم تبني هذه الأدوات والتقنيات المتطورة من قبل القطاعات التعليمية بمختلف مستوياتها، حيث إن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة فعالة لتحسين جودة التعليم، وزيادة التفاعل بين المعلم والطالب، وتقديم حلول تعليمية مبتكرة تتماشى مع متطلبات العصر».
وتناولت الندوة عدة محاور رئيسية، حيث استعرضت المدربة العالمية ميغان هارغريف الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في التعليم، مشددة على أهمية الأدوات الذكية التي يمكن أن يستخدمها المعلمون لتحسين أداء الطلاب وتعزيز العملية التعليمية، كما تطرقت إلى منصات الذكاء الاصطناعي مثل نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) التي تتيح تصميم أنظمة ذكية تقدم حلولاً مخصصة تتناسب مع احتياجات الطلاب الفردية، ما يسهم في رفع كفاءة التعلم.
وسلطت الضوء على الأدوات الموجهة للمعلمين والطلاب، مشيرة إلى أنها تقدم حلولاً مبتكرة تُمكّن المعلمين من متابعة أداء الطلاب بشكل أكثر دقة، وتقديم ملاحظات فورية تساعد في تحسين نتائج التعلم، كما تناولت إدارة المحتوى كأحد المحاور المهمة، حيث شرحت دور الذكاء الاصطناعي في تحسين طرق تصميم المناهج الدراسية، ومتابعة الأداء التعليمي، بالإضافة إلى تقديم ملاحظات آنية تعزز التفاعل الإيجابي بين المعلم والطالب.
وشددت هارغريف على دمج الذكاء الاصطناعي مع الممارسات التربوية التقليدية لتحقيق توازن فعال بين الإمكانيات التقنية الحديثة وأساليب التعليم التقليدية، مؤكدة أن التكنولوجيا يجب أن تكون داعماً للمعلم وليس بديلاً عنه.
وأضافت هارغريف: «الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية لدعم التعليم، لكن الدور الرئيسي يظل للمعلم في توجيه الطلاب وبناء العلاقات الإنسانية الضرورية لتحقيق تعليم شامل».
وسلطت الندوة الضوء على الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في رفع كفاءة التعليم في مختلف مراحله، بدءاً من رياض الأطفال وصولاً إلى التعليم الثانوي، كما أكدت ضرورة تدريب الكوادر التعليمية وتمكينها من استخدام التكنولوجيا الحديثة بفعالية.
واختتمت الندوة بتوصيات عملية تدعو إلى دمج الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من المناهج التعليمية في البحرين، وتشجيع التعاون بين المؤسسات التعليمية المحلية والدولية لتبادل المعرفة والخبرات في هذا المجال.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك