أكثر من 9 مليارات درهم سنويا عوائد القطاع الرياضي في دبي وأسهم في توفير 105 آلاف فرصة عمل
العوائد الاقتصادية من استضافة السعودية لبطولة كأس العالم قد تتجاوز «17 مليار دولار»
٦١مليون دينار عائدات الكويت من بطولة «خليجي زين 26»
تقرير: فاضل منسي
أسهمت استضافة الكويت لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم «خليجي 26» في تحقيق انتعاش اقتصادي ملحوظ، حيث عززت من الحركة التجارية، وشهدت القطاعات السياحية والترفيهية ارتفاعاً كبيراً في العوائد.
ومع تدفق آلاف المشجعين من مختلف دول الخليج والعراق، استفادت المنافذ الحدودية والفنادق والمطاعم وشركات النقل، وشركات التحويلات المالية من الطلب المتزايد، ما أدى إلى توفير فرص عمل جديدة وتنشيط الأسواق المحلية.
ولم يكن هذا الحدث الكبير مجرد فعالية رياضية، بل كان بمنزلة دفعة اقتصادية محورية أظهرت قدرة الكويت على الاستفادة من الفعاليات الإقليمية لتعزيز التنمية الاقتصادية، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة لمستقبل الاستثمارات في قطاعي الرياضة والسياحة.
كما لم يقتصر أثر البطولة على الحضور الجماهيري أو الأداء الرياضي، بل امتد إلى إنعاش قطاعات متعددة داخل الاقتصاد الكويتي، ما يبرز أهمية الفعاليات الكبرى في تحفيز النمو المحلي.
وكشفت التقارير الاقتصادية المصاحبة للبطولة أن العائد المالي الإجمالي للحدث بلغ 61 مليون دينار كويتي، مع معدل إنفاق يومي للجمهور بلغ 118 دينارًا، مما يعكس القيمة الاقتصادية الكبيرة لهذه الفعالية.
كما استقطبت البطولة 69 ألف زائر من مختلف الدول الخليجية والعربية، حيث دخل 44.9% منهم عبر المطارات الكويتية، بينما قدم الباقون عبر المنافذ البرية، ما يعكس التأثير السياحي الإيجابي للبطولة.
وإلى جانب ذلك، بلغ عدد المستفيدين من الفعاليات المختلفة المرتبطة بالبطولة حوالي 4.2 ملايين شخص، مما يدل على التفاعل الواسع من الجماهير المحلية والزوار مع الحدث.
وحظيت البطولة بتغطية إعلامية استثنائية، حيث تم نقل المباريات عبر عشر قنوات رياضية، وسجلت أكثر من 16 مليون مشاهدة تلفزيونية، مما يعكس الاهتمام الكبير من الجماهير الخليجية والعربية بالمنافسات.
كما لعبت الحملات التسويقية دورًا بارزًا في تعزيز انتشار البطولة، حيث تم الاعتماد على وسائل إعلانية متنوعة شملت الصحف والشوارع، إلى جانب الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وإنستغرام، بالإضافة إلى إطلاق أغانٍ رياضية خاصة بالبطولة ساهمت في رفع مستوى الحماس الجماهيري.
وعلى مستوى الحضور الجماهيري، شهدت البطولة تفاعلًا كبيرًا، حيث تابع المباريات من المدرجات 400 ألف متفرج، بمعدل 26 ألف متفرج لكل مباراة، مما يعكس الشعبية الواسعة للبطولة في دول الخليج.
وجاء الحضور الجماهيري من مختلف الدول الخليجية، حيث تصدرت الكويت القائمة بـ 188 ألف مشجع، فيما بلغ عدد الجماهير السعودية 84 ألف مشجع، و36 ألف مشجع من عمان، و35 ألف مشجع من البحرين، و25 ألف مشجع من العراق، و13 ألفًا من الإمارات، و11 ألفًا من قطر، و5 آلاف من اليمن، ما يعكس الطابع الخليجي المميز للبطولة وأجواءها الحماسية.
وبحسب تصريحات رئيس مجلس إدارة اتحاد الفنادق الكويتية غازي النفيسي ارتفعت نسب إشغال الفنادق إلى 100% خلال البطولة، وهو ما يعد قفزة كبيرة مقارنة بالمعدلات السنوية المتواضعة التي تراوحت بين 25% و30% على مدى السنوات الأربع الماضية.
ومع وجود نحو 16 ألف غرفة فندقية، سجل الإقبال على المطاعم الفندقية زيادة كبيرة، حيث تجاوزت نسب إشغالها 70% مع زخم كبير على المطاعم الشهيرة بتقديم الأطباق الخليجية والعربية.
ومع الزيادة في الطلب أكدت مصادر لصحيفة «الراي» ارتفاع أسعار الغرف الفندقية بنسبة 40% مقارنة بأسعارها في الأيام الاعتيادية، بينما شهدت المطاعم زيادة بنسبة 25%، وقد جاءت هذه الزيادة مدفوعة جزئياً بالارتفاع العام في الأسعار بسبب التضخم، وكذلك بموجب قاعدة العرض والطلب.
وأوضح النفيسي أن الفعالية لم تكتفِ برفع الإيرادات الفندقية فحسب، بل أبرزت أيضاً قدرة الكويت على استقبال زوار من مختلف دول العالم.
وعلى صعيد المطاعم أكد رئيس اتحاد المطاعم فهد الأربش أن الحدث ترك أثراً واضحاً على المطاعم والمقاهي الشعبية، خاصة في منطقة المباركية، وقد شهدت بعض المطاعم زيادة في المبيعات وتمديد ساعات عملها لاستيعاب الطلب المرتفع، مدعومة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة تسويقية فعالة لاستهداف الجمهور.
كما لم يقتصر النشاط الاقتصادي على الفنادق والمطاعم فقط، بل شمل الأسواق التقليدية في الكويت، وخاصة سوق المباركية، حيث شهدت حركة المحلات التجارية زيادة كبيرة بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بالوضع المعتاد.
المملكة العربية السعودية
كشف خبراء مختصون في الاقتصاد الرياضي عن أن بطولة كأس العالم التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية في عام 2034 سيكون لها أثر اقتصادي وسياحي هائل، بل يتخطى ذلك إلى مكاسب كبرى للبلاد خلال السنوات العشر المقبلة التي تسبق المونديال وما بعدها.
وحسب تقرير نشرته «ستراتيجك جيرز»، فقد حصد مونديال قطر عام 2022 مبلغ «17 مليار دولار»، وقال الدكتور أيمن فاضل، عضو مجلس الشورى وعميد كلية الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة سابقاً، إن الأثر الاقتصادي لكأس العالم على المملكة سيكون كبيراً، نظراً لمشاركة 48 منتخباً حول العالم، حيث سيحقق مكاسب في الجانب السياحي والنقل والسكن وغيرها من الأمور المتعلقة بهذا الجانب، إذ سيصل المسؤولون والجماهير من جميع أنحاء المعمورة لمتابعة هذا الحدث الكروي الكبير.
وأضاف فاضل، الذي ترأس النادي الأهلي السعودي سابقاً: «كما تابعنا الأرقام الأخيرة من استضافة دولة قطر الشقيقة في عام 2022 وكيف أن الأرقام وصلت إلى 17 مليار دولار بعدد المنتخبات الأقل وفي مساحة جغرافية أصغر، فهذا يعني بكل تأكيد أن الآثار الاقتصادية الواضحة والمباشرة لاستضافة السعودية كأس العالم ستكون كبيرة وبارزة ولا تتوقف على جانب معين، بل ستكون لها مكاسب على المدى البعيد، وهي من أسس الرؤية التي وضعتها القيادة الحكيمة الهادفة أن تكون المملكة وجهة سياحية وعالمية بارزة ويسهم الجانبان الرياضي والسياحي في اقتصاد الوطن».
وبيَّن فاضل أن أهم الأهداف يكمن في خلق فرص عمل ووظائف جديدة خلال عشر سنوات في قطاع الملاعب والفنادق والنقل وغيرها، وسيستمر الازدهار، ومع الوقت سيكون أكبر، كما أن التعريف بالسياحة السعودية سيكون واسعاً بالموازاة مع مشاركة 48 منتخبا، فهذا يعني توسع رقعة الجانب السياحي وتنوعه.
ومن المتوقع أن تسهم استضافة كأس العالم في جذب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم، مما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنفاق السياحي وتعزيز القطاع السياحي في المملكة. وفقاً لملف ترشح السعودية، سيتم تطوير 230 ألف غرفة فندقية موزعة على المدن المستضيفة للحدث، وهي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، هذا الاستثمار في البنية التحتية سيعزز من قدرة المملكة على استقبال الزوار ويوفر فرص عمل جديدة.
علاوة على ذلك، ستلعب استضافة كأس العالم دوراً محورياً في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تشمل خطط الاستضافة بناء 11 ملعبا جديداً بمواصفات عالمية وتطوير 15 ملعباً آخر.
مملكة البحرين
قدر خبراء اقتصاديون أن العوائد غير المباشرة لمملكة البحرين من استضافة سباق الفورمولا حققت عوائد بنحو 400 مليون دولار على الأقل من استضافة السباق سنوياً.
وأكدوا أن استضافة البحرين للسباق سنوياً يدر عليها عوائد كبيرة من خلال تنشيط العديد من القطاعات.
وأوضحوا أن عوائد الفنادق والمطاعم ترتفع بنسبة 40% خلال فترة استضافة السباق مقارنة مع باقي أيام السنة، كما ترتفع نسبة الإشغال في الفنادق إلى 90% عموماً وتصل إلى 100% للفنادق القريبة من حلبة البحرين الدولية.
ونوهوا بأن البحرين عملت على إنشاء بنية تحتية متطورة تخدم الفورمولا واحد، ومنها مؤخراً مركز المعارض الجديد والقريب من حلبة البحرين الدولية، مشيرين إلى أن عوائد البحرين من هذا المشروع الاقتصادي الرياضي الناجح، تأتي عبر قطاعات مختلفة مثل الضيافة والطيران والمطاعم والمواصلات وغيرها.
الإمارات العربية المتحدة
كشف سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي في تصريح سابق «أن القطاع الرياضي حقق مكاسب جديدة عززت إسهاماته في الناتج المحلي السنوي لدبي إلى أكثر من 9 مليارات درهم سنوياً وبنسبة مئوية تبلغ 2.3% من الناتج المحلي لدبي ، كما أن القطاع الرياضي، بمختلف مجالاته، يدعم توفير 105 آلاف فرصة عمل بمختلف التخصصات وبنسبة تصل إلى 3.8% من إجمالي التوظيف في دبي.
وقال إن الرياضة أصبحت صناعة، ولها مساهمة اقتصادية مهمة، إلى جانب تكوين وتطوير الرياضيين من أبناء الوطن ومن مختلف الجنسيات، ونشر ممارسة الرياضة في أوساط المجتمع لدعم سعادة وصحة ونشاط الجميع، وقد حرصنا في مجلس دبي الرياضي على إجراء دراسة لقياس هذا النمو في مساهمة الرياضة في اقتصاد دبي، بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة العالمية المتخصصة، وذلك وفق أحدث الممارسات العالمية في إجراء هذه الدراسات، حيث تضمنت الدراسة تحليل وحساب مساهمة كل مجالات العمل الرياضي، بما في ذلك الصناعات الرياضية والسياحة الرياضية والاستثمار في الأكاديميات الرياضية وقطاع تنظيم الفعاليات الرياضية، وغيرها».
وبين استفادة القطاع الرياضي من مكانة دبي وجهة عالمية مفضلة للعيش والعمل والدراسة والاستثمار، والتشريعات الحكومية الرائدة، كما عمل مجلس دبي الرياضي على دعم نمو القطاع الرياضي وزيادة مساهمته في الناتج المحلي السنوي، من خلال تعزيز العلاقات مع المؤسسات الرياضية الدولية، وتوفير التسهيلات الداعمة لعمل منظمي الفعاليات المحلية والعالمية المختلفة والتي ساهمت في زيادة نمو قطاع تنظيم الفعاليات والأكاديميات، وكذلك تحفيز النجوم العالميين والمستثمرين على الاستفادة من توفر المنشآت الرياضية الحديثة عالمية المستوى لافتتاح أكاديميات رياضية واستضافة بطولات عالمية كبرى في مختلف الرياضات والمعسكرات التدريبية لمختلف فرق الأندية والمنتخبات والرياضيين الأبطال، وكذلك الاستفادة من فرص الاستثمار في المجال الرياضي بمختلف مجالاته، الأمر الذي ساهم في زيادة العائد الاقتصادي، وزيادة أعداد العاملين في مختلف الشركات ذات العلاقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك