ليست الهدايا مجرد أشياء مادية نقدمها لبعضنا بعضا في الأعياد أو أعياد الميلاد والمناسبات أو حتى من دون سبب. إنه فعل يحمل رمزية وعاطفة عميقة. وتشير عالمة النفس يلينا غوريلوفا إلى أن الهدايا تفتح الباب أمام الإنسان إلى عالم العلاقات الإنسانية والرعاية والتفاهم المتبادل. ووفقا لها، يعتبر تقديم الهدايا بمثابة الغراء الاجتماعي الذي يربط الناس معا لأن تقديم الهدية يعبر عن اهتمام الشخص بالآخرين. ويمكن أن يعبر عن اهتمامه واحترامه للشخص المتلقي ويعزز علاقته به. كما أن اختيار الهدية وتقديمها يسهم في تكوين روابط عاطفية عميقة، وهو أمر مهم وخاصة في العلاقات الدافئة، سواء كانت صداقة أو علاقات رومانسية أو روابط عائلية. وتقول: «الهدية في كثير من الأحيان هي لغة العواطف، وخاصة بالنسبة إلى أولئك الذين لا يستطيعون دائما التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، حينها تصبح وسيلة مثالية للتعبير عن الحب أو الامتنان أو الدعم؛ فمثلا يمكن أن يعتبر تقديم هدية للشخص بمناسبة عيد ميلاده الاعتراف بأهميته أو «مجرد» علامة تشير إلى الاهتمام به. وغالبا ما تكون هذه الإيماءة أكثر أهمية من الهدية نفسها، لأنها تتحدث عن مشاعر مقدم الهدية ونواياه». ووفقا لها، تثير عملية تقديم الهدايا مشاعر إيجابية لدى كل من المقدم والمتلقي. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الممارسات تطلق هرمون السيروتونين والدوبامين -هرمونات الشعور بالسعادة- ما يخلق شعورا بالرضا والفرح، ويقوي الحالة العاطفية والعلاقات الاجتماعية. وتعتبر معظم الثقافات تقديم الهدايا في مختلف المناسبات من الطقوس المهمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك