في عالم كرة القدم، حيث تختلط الأحلام بالتحديات والطموحات بالإنجازات، برزت «روان العلي» كواحدة من أبرز نجمات الكرة النسائية البحرينية، حيث بدأت مسيرتها من أزقة «الفريج» وجدران منزلها، لتشق طريقها بثبات نحو ميادين الاحتراف الخارجي، وتحقق إنجازات مشرفة في ملاعب الكرة، كان آخرها تمثيل نادي اتحاد النسور السعودي في دوري الدرجة الأولى.
وفي هذا الحوار الخاص مع «ملحق أخبار الخليج الرياضي» تفتح نجمة المنتخب الوطني للسيدات قلبها وتروي حديث بداياتها، وأبرز المحطات في مشوارها الكروي، وطموحاتها المستقبلية، والدروس المستفادة من رحلة مليئة بالتحديات والانتصارات.
وتعد حكاية روان العلي هي حكاية ملهمة لكل رياضية بحرينية، ورسالة جديرة بالاهتمام لكل واحدة تسعى لصنع بصمتها في عالم الرياضة، وتشق طريقها نحو رحلة فريدة من الإبداع والتميز.
- كيف بدأت علاقتكِ بكرة القدم؟
بدأت علاقتي بكرة القدم منذ أن كان عمري 8 سنوات، حيث كنت ألعب مع أخي الكبير في المنزل وفي «الفريج». في تلك الفترة انضممت إلى لعبة التايكوندو بمركز الدوي تحت إشراف الأستاذ عبدالله الدوي، وكنت واحدة من قلة قليلة من الفتيات في الفريق.
قبل بدء التمارين كنا نلعب كرة القدم بشكل غير رسمي، وكنت البنت الوحيدة التي تشارك الأولاد. وجدت نفسي أتميز بينهم، وكنت أستمتع كثيرًا، ما جعلني أحرص على الذهاب مبكرًا للمشاركة في التقسيمات.
بعد ذلك واصلت رحلتي في التايكوندو حتى حصلت على الحزام الأسود وشاركت في بطولات محلية ودولية. وفي عام 2014 خلال زيارة مدرب منتخب السيدات لكرة القدم للمدارس حمد محمد النصف تم اختياري للمشاركة في بطولة غرب آسيا تحت 14 عامًا، ومن هناك انطلقت مسيرتي الكروية حتى اليوم.
- حدِّثينا عن يومكِ الرياضي؟
يومي يعتمد على جدول منظم ومخطط له مسبقًا، وخاصة في فترات التدريبات المكثفة. عادةً أبدأ يومي بتمرين صباحي خفيف أو جلسة في الصالة الرياضية، يليها تمرين رئيسي في المساء.
أخصص وقت الظهيرة أو الساعات المتأخرة من الليل للأمور الشخصية خارج نطاق الرياضة. وبالنسبة إلى نظامي الغذائي ألتزم أكثر خلال البطولات والمباريات لضمان الأداء الأمثل.
- كيف وفّقتِ بين الدراسة وممارسة كرة القدم؟
في المدرسة كان الأمر أسهل بفضل دعم المعلمين، حيث كانوا يتعاونون معي أثناء سفري للمباريات أو في أوقات الامتحانات. لكن التحديات ظهرت مع دخولي جامعة البحرين، وخاصة في السنتين الأولى والأخيرة، حيث كانت متطلبات الدراسة أصعب وأكثر، ورغم ذلك تمكنت من تحقيق التوازن بعد فترة من التحديات ورفعت مستواي الدراسي، حتى تخرجت بتخصص نظم المعلومات.
- هل حصلتِ على دعم من الأهل لممارسة كرة القدم؟
في البداية كان هناك بعض التحفظات من أفراد العائلة بسبب التقاليد، لكن أسرتي المباشرة كانت داعمة جدًا. أخي، أختي، ابنة عمتي، وأصدقائي كانوا دائمًا بجانبي، يشجعونني ويحضرون مبارياتي سواء عبر الشاشة أو في الملاعب.
- من هو الشخص الذي اكتشف موهبتكِ؟
المدرب حمد محمد النصف كان الشخص الذي اكتشف موهبتي عندما رآني ألعب في المدرسة، وهو من اختارني للانضمام إلى المنتخب، وكانت تلك البداية الفعلية لمسيرتي الرياضية.
- كيف ترين مستوى الدعم والاهتمام بالرياضة النسائية في البحرين؟
الشيخة حصة بنت خالد آل خليفة هي الداعمة الأولى لكرة القدم النسائية في البحرين، وهناك تطور واضح في مستوى الاهتمام مقارنة بالسابق. ومع ذلك، نحتاج إلى مزيد من الخطط التطويرية والمشاركات الدولية لتعزيز مستقبل الرياضة النسائية.
- من هي أقرب اللاعبات إليكِ؟
أقرب لاعبة إلي في المنتخب هي أميرة سوار.
- هل تتذكرين أول مباراة دولية لعبتها؟
نعم، كانت عندما كنت في الثالثة عشرة من عمري، أي بعد أسبوعين فقط من انضمامي إلى المنتخب. لعبنا في بطولة غرب آسيا تحت 14 عامًا في عمان، وسجلت هدفين ضد منتخب قطر، وكانت تجربة لا تُنسى.
- في رأيكِ من هي أفضل لاعبة بحرينية؟
بالنسبة إلي، الشيخة العنود آل خليفة هي الأفضل. أعتبرها قدوة لي، وأتمنى أن أصل إلى مستواها من حيث المهارة، والأخلاق، والتواضع.
- ما الذي يحتاج إليه منتخب السيدات في البحرين للتطور؟
من أهم الأمور التي يحتاج إليها المنتخب هي إقامة دوري ثابت ومستمر، وزيادة عدد المباريات والمعسكرات المحلية والدولية لاكتساب المزيد من الخبرة والاحتكاك.
- ما هي استعدادات منتخب السيدات لتصفيات آسيا؟
استعداداتنا تضمنت فترة تحضيرية مكثفة استمرت مدة 4 أشهر، شملت تمارين يومية في فترتين صباحية ومسائية، بالإضافة إلى أربع مباريات ودية، اثنتين منها مع الكويت واثنتين مع المنتخب الإندونيسي. وسنسافر إلى تايلاند قبل أسبوع من التصفيات للاستعداد الأمثل لخوض التصفيات.
- ما هي أهدافكم في التصفيات؟
هدفنا هو التأهل لبطولة آسيا وتقديم أداء مشرف. نطمح إلى حسم المباريات الثلاث الأولى ضد لبنان، والعراق، وفلسطين، رغم صعوبة المجموعة التي تضم فرقًا قوية.
- ما هي أبرز إنجازاتكِ؟
* تسجيل أهداف دولية في عمر 13 عامًا.
* الفوز بجائزة أفضل لاعبة في Manchester United Soccer School في عمر 14 عامًا.
* المشاركة في كأس العالم العسكري بأمريكا عام 2018.
* التتويج ببطولة الخليج مرتين متتاليتين 2019 و2022.
* تحقيق المركز الثاني في بطولة غرب آسيا النسخة السادسة عام 2019.
* الاحتراف في الدوري السعودي الدرجة الأولى منذ 2022 حتى الآن.
- ما هي طموحاتكِ المستقبلية؟
طموحي هو الاحتراف في أوروبا والوصول إلى أعلى مستويات كرة القدم النسائية عالميًا.
- ما نصيحتكِ للمرأة البحرينية التي ترغب في دخول المجال الرياضي؟
ستواجهين دائمًا التعليقات السلبية والانتقادات، لكن لا تدعيها تؤثر عليكِ. كوني قوية واستكملي طريقكِ بثقة. نحن قادرات على التوفيق بين كل جوانب حياتنا والنجاح فيها.
- كلمة أخيرة؟
أشكر كل من دعمني وشجعني طوال مسيرتي، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع. شكرًا لجريدة «أخبار الخليج» على هذا الحوار الرائع.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك