مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
الإنجازات تتحدث عنا في هذا اليوم الغالي
غدا تحل ذكرى عزيزة على نفس كل بحريني وبحرينية، ألا وهي الاحتفال بالعيد الوطني المجيد إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، وذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، التي تتزامن هذا العام مع اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم في البلاد.
ونحن من الجيل الذي تشرّب حب الوطن منذ نعومة أظفاره، والذي عاصر محطات هذا الوطن الغالي، وعثراته، وأمجاده.
ومع مرور الزمن، أدركنا أن الوطن هو السند، هو الحضن الدافئ، هو المنارة التي ترنو إليها سفينة العمر، مهما طال السفر.
قد يتصور البعض أن هذه الكلمات تأتي من قبيل المبالغة، لكني أقول لأبنائنا وأحفادنا، الذين ربما غابت عنهم هذه القيم في زحام التطور التكنولوجي الذي أزاح الحدود وسعى لتكريس مفهوم المواطنة العالمية، إن التمسك بالوطن هو المفتاح الذي يقود صاحبه إلى أرقى مراتب المجد.
ولعل ما نشهده من تحولات جذرية في منطقتنا العربية في السنوات الأخيرة لهو أكبر دليل على أهمية الاعتزاز بالانتماء إلى هذا الوطن الغالي البحرين الذي يوفر لأبنائه الاستقرار والأمن، ويسعى لتحقيق الازدهار لهم.
تأتي الأعياد الوطنية لنقف بصدق مع أنفسنا، ونبرز مكانة مملكتنا العزيزة التي تقدم نموذجًا إقليميًّا ناجحًا يُحتذى به في شتى المجالات، بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم، الذي أرسى أسس هذا الصرح الشامخ، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الذي يبذل جهودا كبيرة ومتواصلة لترسيخ مكانة مملكة البحرين وتحقيق تطلعات شعبها الكريم نحو مزيدٍ من التقدم والرخاء والازدهار.
في هذا اليوم المجيد إنجازاتنا تتحدث عنا، وهي مناسبة نتوج من خلالها المسيرة المظفرة لقائد هذا البلد على مدار 25 عاما، نجح خلالها في أن يضع المملكة في المكانة التي تستحقها إقليميا ودوليا.
ونحن إذ ننظر إلى عام 2024، وما حفل به من تقلبات عاصفة في منطقتنا العربية، يشهدها القاصي والداني، يجب علينا أن نعتز بحكمة القيادة ورؤيتها ومبادراتها على الصعيدين الداخلي والخارجي، التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها قيادة تضع مصلحة شعبها على رأس الأولويات من أجل ضمان التنمية المستدامة لأبناء هذا الوطن وأجياله القادمة.
المبادرات الملكية الرائدة كرّست صون المصالح الوطنية العليا في دولة المؤسسات وسيادة القانون، وعززت نهج التسامح والتعايش، ومراعاة البعد الإنساني، وهو ما أكدته مراسيم العفو الملكي الشامل الأكبر في تاريخ المملكة، التي منحت المستفيدين منها فرصة إيجابية لتصحيح سلوكياتهم، واستعادة دورهم البنّاء في المجتمع عبر احترام القانون والتحلي بروح المواطنة الصالحة، بما يُعمّق روح الولاء والانتماء الوطني والشراكة المجتمعية، وهو ما يؤكد أن البحرين تعلي من قيم احترام حقوق الإنسان، وتكرّس الحفاظ على النسيج المجتمعي، وترابط وتكاتف أبناء البحرين جميعًا.
وتشهد مسيرة النهضة البحرينية مواصلة الجهود التنموية الحثيثة لإكمال مسيرة التحديث والتطوير لتبقى البحرين دائمًا نموذجًا متحضرًا ووطنًا متقدمًا، من خلال حرص ملكي على متابعة مسيرة الوطن على درب التطور والرقي.
والرؤية الملكية السامية لبناء نموذجنا البحريني الفريد قامت على تعزيز الاستثمار في المواطن في مجالات التعليم والصحة والأمن والعدالة، وهو ما جعل المملكة ضمن الدول الأكثر تقدما وفق مؤشر التنمية البشرية في العالم الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إذ احتلت مملكة البحرين المرتبة الـ35 على مستوى العالم، متقدمةً 7 مراكز كاملة مقارنةً بآخر نسخة من التقرير في عام 2020، وهو ما يعكس الإرادة السياسية في مواصلة نهضة هذا البلد.
وعلى الصعيد الإقليمي، لا يمكننا أن ننسى نجاح مملكة البحرين في استضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين للمرة الأولى في تاريخها، تلك القمة التي تشكل علامة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك، والجميع يلمس الجهود الضخمة التي يبذلها جلالة الملك المعظم خلال رئاسته للقمة العربية من أجل الدفاع عن قضايا الأمة العربية، ومبادرة جلالته لعقد مؤتمر دولي للسلام لإيجاد حل لقضية العرب الأولى وهي فلسطين.
وعلى الصعيد العالمي، تحظى البحرين بتقدير دولي واسع من الشرق والغرب؛ فقد شهدنا خلال هذا العام زيارة تاريخية لجلالة الملك المعظم للصين في مايو الماضي، شهدت الاتفاق على إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، هذه الزيارة التي جاءت في أعقاب لقاء مهم لجلالة الملك المعظم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولم ينصرم العام إلا وكان هناك لقاء تاريخي يجمع بين جلالة الملك المعظم وجلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، الذي منح جلالته وسام «فارس الصليب الأعظم الملكي الفيكتوري»، الذي يعد من أعلى الأوسمة التي يمنحها ملك المملكة المتحدة، في اعتراف دولي بجهود ملك البحرين في ترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام في العالم.
هذا غيض من فيض، وقليل من كثير من المنجزات التي تحققت على مدار هذا العام في جميع المجالات، وأقول بصدق لكل البحرينيين والبحرينيات، عليكم أن تفخروا بهذا الوطن التليد، وهذا يكون من خلال التكاتف والالتفاف حول القيادة الحكيمة الواعية بمصالح شعبها.
وأقول إلى كل مسؤول، إن عليك مسؤولية كبيرة في إعلاء المصلحة العليا للوطن، من خلال العمل الجاد المخلص في أداء واجباتك، لتبقى راية الوطن عالية خفاقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك