وقت مستقطع
علي ميرزا
جبل لا تهزّه ريح
لقد تشعّبت طرق استعدادات الفرق للمنافسات الرياضية، ولم يعد الاستعداد مقتصرا على الناحيتين البدنية والفنية كما يتبادر إلى الكثيرين، بل هناك استعدادات وتحضيرات مختلفة ومتشعبة، ويأتي من ضمنها الإعداد الذهني، ونراهن على أنّ هذا الأخير يمكن أن يلخبط أوراق الفريق، ويدخل عناصره في دوّامة متى ما كان غائبا، أو لم يعر أيّ أهمية من القائمين عليه، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أنّ الإعداد الذّهني لا يترك لمن كلّ من هبّ ودبّ، وإنما يحتاج إلى أناس أصحاب اختصاص في علم النفس الرّياضي، ويملكون رصيدا من الممارسة، ونعرف أنّ ما نتحدث عنه هنا هو من صنف الكماليات بالنسبة إلى إمكانات الأندية وثقافتها، ولكن شئنا أم أبينا يبقى هذا الأمر حقيقيا وواقعيّا لا بدّ منه.
ومن المتعارف عليه، أنّ المنافسات الرياضية تخضع لضغوطات مختلفة قد تكون داخلية أو خارجية، ومن شأن هذه الضغوط أن تؤثر على عناصر الفريق بمن فيه أعضاء الجهاز الفني، وقد تأتي هذه الضغوط من جهات مختلفة من حكام من جماهير من إعلام من الفريق المنافس وغيرها من الجهات الأخرى، فكل ما ذكر يمثل مصادر ضغط تختلف نسبة كل واحد منهم عن الآخر، فهناك لاعبون على سبيل التمثيل وليس الحصر يشغلون أنفسهم بأخطاء الحكام خلال المباريات، ويتركون اللعب والفريق المنافس يسرح ويمرح في المباراة، رغم أنهم (اللاعبون) يعرفون كل المعرفة أنّ الحكم منتظر منه أن يقع في الخطأ في أي جزئية من جزئيات المباراة سواء كان في الأول أو في الوسط أو حتى في الرمق الأخير من المباراة، وقد يغيب عن هؤلاء أنهم بانشغالهم بقرارات الحكم يسببون ضغوطا على الأخير مما يخرجه هو الآخر عن جوّ المباراة ويضاعف من أخطائه متى كان قليل التجربة ولا يحسن التصرّف.
ونرى أنّ الحل الأنجع لمواجهة كل هذه الأمور وغيرها، أنّ يضع اللاعب الأداء وحده في تفكيره قبل وأثناء المباراة، ويعاهد نفسه على الأداء وتطبيق تعليمات جهازه الفني، وألا يعطي نفسه أرباع الفرص للانشغال بأمور جانبية من شأنها أن تؤثر عليه وعلى فريقه، ولكن عندما نعلق سوء أدائنا مرة على أخطاء تحكيمية، ومرة أخرى على انفلات جماهيري أو غير ذلك، فنحن ماذا فعلنا حتى نتصدّى ونقاوم كل هذه الأعاصير الضاغطة؟ فالمطلوب منا أن نعدّ أنفسنا من كل النواحي لنكون جبلا شامخا لا تهزّه الريح أنّى كان مصدرها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك