العالم يواجه الكثير من التحديات الخطيرة والتحولات الجذرية التي يصعب التنبؤ بتداعياتها
شارك الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أمس الأربعاء، في أعمال الاجتماع الدوري لمجموعة الرؤية الاستراتيجية بين روسيا والعالم الإسلامي، والذي انعقد في العاصمة كوالالمبور بمملكة ماليزيا الشقيقة برئاسة فخامة السيد رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان الروسية رئيس المجموعة، وبحضور أنور إبراهيم رئيس وزراء مملكة ماليزيا، تحت عنوان (التفاعل بين روسيا والعالم الإسلامي في عصر التعددية القطبية الناشئة)، وسط مشاركة دولية واسعة ورفيعة المستوى.
وألقى رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية كلمة، في الاجتماع، أعرب فيها عن ترحيبه بالأعضاء، ناقلًا للجميع تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وتحيات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتمنياتهما للاجتماع بالتوفيق والنجاح. معربًا عن شكره لمملكة ماليزيا الشقيقة - حكومةً وشعبًا - على استضافة الاجتماع، وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة، منوهًا بما تشهده من نمو وتطور مطردين، وما تنعم به من تعايش واستقرار وازدهار.
وأكد «العقيدة البحرينية الراسخة بإنشاء ودعم الشراكات واسعة النطاق لتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف ليصبح التعاون بين الدول حجر الأساس في أطر أمننا الجماعي»، مشيرًا إلى مبادرات مملكة البحرين الرائدة في هذا المجال، وآخرها إطلاق جائزة الملك حمد للتعايش السلمي، ودعوة صاحب الجلالة الملك المعظم المجتمع الدولي لعقد مُؤتمرٍ دولي للسلام في الشرق الأوسط؛ وذلك في إطار نهج المملكة الثابت في دعم التعددية والتنوع الثقافي، وفي إطار رؤية جلالة الملك المعظم بأن الاحترام المتبادل لإنسانيتنا المشتركة من أسس استدامة التناغم العالمي.
وشدد على أن «التمسك بنهج السلام القائم على التعاون والتكامل بين دول العالم هو الخيار الاستراتيجي الأجدى والأصلح، مما يتطلب العمل المشترك والسعي المتواصل والحثيث من قبل الجميع لتحصين العالم وشعوبه من الحروب والصراعات والتدمير والاستنزاف، والتطرف والعنف والقتل وسوء الاستغلال، وحملات العنصرية والكراهية وتقويض الإيمان، وهو ما يستدعي إعلاء مبدأ التوافق كأساسٍ وثيقٍ لبناء قواعد دولية صلبة تصون الأرواح البريئة والكرامة الإنسانية، وتحفظ الاستقرار، وتلبي تطلعات الدول والشعوب، وتحترم إرادتها، وتستثمر في برامج التنمية، وتؤسس لنظام دولي عادل ومقبول للمساءلة والحوكمة والتعاون البناء».
وأضاف: «لا يخفى أن العالم يواجه اليوم الكثير من التحديات الخطيرة، والتحولات الجذرية، التي يصعب التنبؤ بمآلاتها وتداعياتها، لذلك فإننا نؤكد على ما تضمنته كلمة مملكة البحرين خلال المناقشة العامة لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها التاسعة والسبعين، بالحاجة الملحة للإصلاح الشامل للنظام الدولي، وصياغة إطارٍ دوليٍّ مجدَّدٍ مبني على القيم المشتركة، والتزام متجدد بتعددية الأطراف التي تعطي الأولوية لازدهار جميع الأمم، من أجل حل القضايا بالغة الأهمية، ولترسيخ وتكريس أسس العيش معًا باعتباره أنبل المساعي».
وثمَّن رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مساعي مجموعة الرؤية الاستراتيجية لتعزيز العلاقات المشتركة بين روسيا الاتحادية والعالم الإسلامي في مختلف المجالات، والبناء على منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية، والمشتركات الثقافية والدينية، خصوصًا في ظل الآفاق والفرص الرحبة والواسعة والجديرة بالاهتمام، معربًا عن تطلعه إلى «تعزيز قاعدة التوافقات الصلبة والبناءة، والشراكات الواعدة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يضع في الاعتبار التحديات المحدقة والقضايا المحورية لدى الجميع».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك