انطلق مهرجان ليالي المحرّق في نسخته الثالثة وسط أجواء تحتفي بالإبداع والإلهام، حيث يستمر في جمع التراث بالفنون المعاصرة، ويشهد المهرجان هذا العام مشاركة واسعة من الفنانين البحرينيين والعالميين، الذين يقدّمون أعمالاً تعكس روح المحرّق وتاريخها العريق وتجارب بصرية متنوعة ومميزة.
وشهدت أيام المهرجان الأولى إقبالاً كبيراً من آلاف الزوار للاطلاع على الحراك الفني في المدينة من معارض داخلية وخارجية وجولات ثقافية، مما يعزز مكانة المحرّق كجزء من شبكة المدن المبدعة التابعة لليونسكو منذ عام 2019.
ويُشارك مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بمعرض للفنان عبدالرحيم شريف، في ذاكرة المكان -عمارة بن مطر، تحت عنوان «الذين نزلوا من السماء»، ومعرض للفنانة المغربية أمينة أغيزناي في بيت التراث المعماري تحت عنوان «آثار»، إضافةً لتدشين منحوتة للفنان البرتغالي ميغيل رودريغيز، بالقرب من بيت عبدالله الزايد لتراث البحرين الصحفي.
وتنظم مساحة الرواق للفنون عدداً من المعارض، بداية من معرض «سالمين غانمين (I)» على امتداد موقع مسار اللؤلؤ، بمشاركة أكثر من 30 فنانًا، مع أعمال فنية تتنوع ما بين الجداريات والأعمال التركيبية. ومعرضين آخرين منفصلين في بيت الجلاهمة وبيت فخرو، تحت عنوان «سالمين غانمين (II)» و«سالمين غانمين (III)». وتستوحي هذه المعارض إلهامها من تاريخ الغوص وصيد اللؤلؤ، ما يضيف بعدًا إبداعيًا جديدًا ويعكس علاقة الحاضر بالماضي. أما المحطة الفنية
«The Art Station»، فتشارك في المهرجان مع مجموعة من المعارض التي تضم فنانين بحرينيين وعالميين، منها معرض «وجوه المحرّق»، الذي يُقام بتعاون بين الدكتور هشام العمّال والشيخة حنان بنت حسن آل خليفة.
إضافةً لمعارض «فنّانون من جورجيا»، و«برامج الإقامة الفنية»، و«البحر الآخر». كما تُنظم المحطة مجموعة من الورش الفنية التي تتناول موضوعاتٍ مثل تصميم المجوهرات، والفن الإسلامي، والإنتاج السينمائي.
ويستضيف بيت فخرو معرضين مصغّرين بعنوان «حُجرتان» للفنانتين مريم فخرو وفرح مطر. وتستلهم مريم فخرو أعمالها من ذكريات طفولتها في بيت فخرو التاريخي، مقدمة رؤية شخصية عميقة للمحرّق كما عرفتها في الماضي، بينما تسعى فرح مطر إلى استكشاف مجموعة من الشخصيات التصويرية، عبر مشاهد من حياتها اليومية. وفي دار أمَنَة، يُقام معرض «بعض من الذات»، الذي يجمع أعمالًا عدد من الفنانين بحرينيين يتناولون من خلالها قضايا الهوية العربية وتأثير التحولات الثقافية والاجتماعية. أما بيت زويّد، فتُعرض على واجهته الخارجية صور من مسيرة الفنان، وبعض أغانيه التي اشتُهر بعا. كما تشارك مجموعة من الفنانين في معرض «دكاكين الفن»، ليستعرضوا أعمالهم في بيئة تجمعهم بشكلٍ مباشر مع الجمهور والزوار.
هذا ويستمر مهرجان ليالي المحرّق يومياً حتى 30 ديسمبر، ما بين الأحد والأربعاء من الساعة 5:00– 10:00 مساءً وما بين الخميس والسبت من الساعة 5:00 مساء وحتى منتصف الليل، ويقدّم برنامجًا شاملاً من الفعاليات التي تجمع بين التراث والحداثة والتي تمتد على طول موقع مسار اللؤلؤ لمسافة 3.5 كيلومترات، وهو موقع مدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ويتضمن برنامج المهرجان أنشطة متنوعة في مجالات الفنون والتصميم والحِرف التقليدية، كما ويستضيف أمسيات موسيقية وعروضًا فنية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل المهرجان على صناعة تجربة غنية لمحبي استكشاف الطعام من خلال أطباق بحرينية تقليدية ومأكولات عالمية، مع التركيز على دعم المشاريع المحلية عبر أسواق تجمع علامات تجارية بحرينية. كما سيكون هناك على مدار مدة إقامته أنشطة تفاعلية مثل الجولات التراثية وورش العمل المخصصة للأطفال والكبار، إلى جانب عروض سينمائية وندوات ثقافية.
ولأول مرة ضمن مهرجان ليالي المحرّق سيتمكن الجمهور من زيارة جميع بيوت المسار، حيث تفتح أبوابها وتقدّم فرصة الاطلاع على معارضها ومقتنياتها الفريدة.
ويمكن الحصول على كافة المعلومات حول برامج المهرجان ومواعيده وأماكن إقامة الفعاليات وأماكن وقوف السيارات والمشاركة في الفعاليات التي تتطلّب التسجيل، فيمكن زيارة الموقع الإلكتروني لمسار اللؤلؤ www.pearlingpath.bh أو متابعة منصّات التواصل الاجتماعي لمسار اللؤلؤ على الحساب @PearlingPath وحسابات هيئة الثقافة على @CultureBah
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك