العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

السياحة الإنسانية يجب أن تمثل جزءا من حياتنا

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

يقول‭ ‬الشاعر‭ ‬فاروق‭ ‬جويدة‭: ‬‮«‬إنني‭ ‬أؤمن‭ ‬عن‭ ‬يقين‭ ‬أن‭ ‬سعادتنا‭ ‬تبدأ‭ ‬داخلنا،‭ ‬وأن‭ ‬السعادة‭ ‬في‭ ‬العطاء‭ ‬ربما‭ ‬تفوق‭ ‬السعادة‭ ‬عما‭ ‬يعطيه‭ ‬الآخرون‭ ‬لنا‮»‬‭!‬

بالفعل،‭ ‬عندما‭ ‬نعيش‭ ‬لنسعد‭ ‬الآخرين،‭ ‬يرزقنا‭ ‬الله‭ ‬بآخرين‭ ‬ليسعدونا،‭ ‬وكلما‭ ‬أعطينا‭ ‬أخذنا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نطلب،‭ ‬لذلك‭ ‬تتحقق‭ ‬تنمية‭ ‬الذات‭ ‬بالتطوع‭ ‬وتنتهي‭ ‬بالنهضة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬الثقافة‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتحضرة،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬المبدأ‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬مجتمع‭ ‬دون‭ ‬تطوع‭ ‬هو‭ ‬فعليا‭ ‬مجتمع‭ ‬بلا‭ ‬حضارة‭.‬

هكذا‭ ‬نشأت‭ ‬وترعرعت‭ ‬تلك‭ ‬المرأة،‭ ‬حتى‭ ‬اتخذت‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة،‭ ‬وهي‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬بمنتهى‭ ‬الصدق‭ ‬والإيمان،‭ ‬أما‭ ‬المقابل‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تنتظره‭ ‬فهو‭ ‬شعورها‭ ‬بالراحة‭ ‬وبالمتعة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بالسعادة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المفهوم‭ ‬الحقيقي‭ ‬والجميل‭ ‬للبذل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الآخرين‭.‬

أسماء‭ ‬أحمد‭ ‬المدني،‭ ‬مدرب‭ ‬ومحاضر‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬المصرفية،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬‮«‬إل‭ ‬إس‭ ‬بي‮»‬‭ ‬الاحترافية‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬الجاد‭ ‬بالليجو‭ ‬من‭ ‬بريطانيا،‭ ‬عضو‭ ‬مؤسسة‭ ‬كاف‭ ‬التطوع،‭ ‬هي‭ ‬تؤمن‭ ‬بأن‭ ‬وعي‭ ‬الإنسان‭ ‬يقاس‭ ‬بمدى‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬للآخرين،‭ ‬وبأن‭ ‬العطاء‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬هو‭ ‬أرقى‭ ‬أنوع‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬فعملك‭ ‬الخيري‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يتحدث‭ ‬عنك‭ ‬بصوت‭ ‬مرتفع‭ ‬غدا‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬لنشاط‭ ‬والدتها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أبلغ‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬وصقل‭ ‬شخصيتها،‭ ‬وفي‭ ‬اتخاذها‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬رسالة‭ ‬سامية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬لتحقق‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ذاتها،‭ ‬ولتنتصر‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬عبر‭ ‬مشوارها،‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الملهمة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟

‭- ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬طفولتي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المحطات‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬قوي‭ ‬في‭ ‬مسيرتي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعملي‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فقد‭ ‬نشأت‭ ‬وتربيت‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬الآخر‭ ‬والفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬والدتي‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬ومهم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد،‭ ‬وكانت‭ ‬تشاركنا‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوات‭ ‬الخير‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭.‬

في‭ ‬أي‭ ‬المجالات؟

‭- ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬نشاط‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬التطوعية،‭ ‬منها‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن،‭ ‬والأسر‭ ‬المنتجة‭ ‬والمتعففة،‭ ‬والأسواق‭ ‬الخيرية‭ ‬لصالح‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬مثل‭ ‬فلسطين‭ ‬وباكستان‭ ‬والبوسنة‭ ‬والهرسك‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والفعاليات‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أتابعها‭ ‬من‭ ‬كثب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬بل‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬ممارسته‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافري،‭ ‬حتي‭ ‬بات‭ ‬يمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭  ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتي‭ ‬وفي‭ ‬دوري‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬إغاثة‭ ‬الآخر‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجنسية‭ ‬أو‭ ‬الهوية،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المدرسة‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬حافزا‭ ‬لنا‭ ‬لتأدية‭ ‬تلك‭ ‬المسؤولية‭ ‬بكل‭ ‬حماس‭.‬

 

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تلعب‭ ‬المدرسة‭ ‬اليوم‭ ‬دورا‭ ‬اجتماعيا؟

‭- ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬للمدرسة‭ ‬دور‭ ‬اجتماعي‭ ‬بارز‭ ‬مثلما‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬أيامنا،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي‭ ‬الثانوية‭ ‬أعددنا‭ ‬مهرجانا‭ ‬إنشاديا‭ ‬ضخما‭ ‬لجمع‭ ‬تبرعات‭ ‬لصالح‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬وقدمنا‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أوبريت‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬إعداده‭ ‬الطالبات‭ ‬ومعلمة‭ ‬الموسيقى،‭ ‬وبذلنا‭ ‬جميعا‭ ‬جهدا‭ ‬جبارا‭ ‬في‭ ‬الديكورات‭ ‬واختيار‭ ‬الكلمات‭ ‬والأداء‭ ‬التمثيلي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬أخرجته‭ ‬في‭ ‬أجمل‭ ‬وأبهى‭ ‬صورة،‭ ‬وأتمنى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قلبي‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إحياء‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬المدرسي‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬والذي‭ ‬نفتقده‭ ‬بشدة‭ ‬اليوم‭.‬

ما‭ ‬أجمل‭ ‬مرحلة؟

‭- ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬كانت‭ ‬لدي‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬الإعلام،‭ ‬ولكني‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬للدراسة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وكانت‭ ‬الدراسة‭ ‬معظم‭ ‬الوقت‭ ‬أون‭ ‬لاين،‭ ‬وقد‭ ‬اخترت‭ ‬تخصص‭ ‬العلوم‭ ‬الإدارية،‭ ‬وتخرجت‭ ‬مع‭ ‬مرتبة‭ ‬الشرف،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬فترة‭ ‬الجامعة‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬المراحل‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬وغيرت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬شخصيتي،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬خلالها‭ ‬أكثر‭ ‬نضجا‭ ‬في‭ ‬علاقاتي‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬وتحملي‭ ‬للمسؤولية‭.‬

هل‭ ‬واجهت‭ ‬صعوبة‭ ‬لكونك‭ ‬مسلمة‭ ‬محجبة؟

‭-‬لعل‭ ‬التحدي‭ ‬الأهم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬رغم‭ ‬تخرجي‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية،‭ ‬وهنا‭ ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬تعليمية‭ ‬مختلفة‭ ‬تماما،‭ ‬وبالطبع‭ ‬واجهت‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ولكني‭ ‬تغلبت‭ ‬عليها‭ ‬بمضاعفة‭ ‬الجهد،‭ ‬ولم‭ ‬أواجه‭ ‬أي‭ ‬تحد‭ ‬لكوني‭ ‬عربية‭ ‬مسلمة‭ ‬ومحجبة،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬كنت‭ ‬أمارس‭ ‬عقيدتي‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وأريحية‭. ‬

وبعد‭ ‬التخرج؟

‭- ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬عملت‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬وأود‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حصلت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأستاذة‭ ‬لطيفة‭ ‬عيسى‭ ‬وكيلة‭ ‬التعليم‭ ‬السابقة‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬هشام‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز،‭ ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإدارة،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬ابتعاثي‭ ‬بعد‭ ‬عامين‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬ماجستير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬المفتوحة‭.‬

أهم‭ ‬تحد؟

‭-‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬أصعب‭ ‬تحد‭ ‬يواجه‭ ‬الإنسان‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أن‭ ‬يتعرض‭ ‬للظلم،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يعجز‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬لاقى‭ ‬الخزلان‭ ‬من‭ ‬أناس‭ ‬يفترض‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يساندوه‭ ‬ويدعموه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معي‭ ‬شخصيا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬ولكني‭ ‬بالإيمان‭ ‬وبالإرادة‭ ‬تخطيت‭ ‬أي‭ ‬تحديات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬عملي‭ ‬الإنساني‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تخطي‭ ‬أي‭ ‬صعوبات‭ ‬واجهتني‭ ‬خاصة‭ ‬وإنني‭ ‬أراه‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬مادية‭.‬

ما‭ ‬رؤيتك‭ ‬الخاصة‭ ‬للعمل‭ ‬الإنساني؟

‭- ‬في‭ ‬2019‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬حدث‭ ‬قفزة‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬الإنساني‭ ‬العالمي،‭ ‬حيث‭ ‬خضت‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬سياحية‭ ‬إنسانية‭ ‬إغاثية‭ ‬وكانت‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وجيبوتي‭ ‬ثم‭ ‬المغرب‭ ‬العربي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملي‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬كاف‭ ‬التطوع‭ ‬التابعة‭ ‬لجمعية‭ ‬كاف‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وكانت‭ ‬محطة‭ ‬تغيير‭ ‬مهمة‭ ‬وجذرية‭ ‬في‭ ‬شخصيتي‭ ‬واهتماماتي،‭ ‬وتعلمت‭ ‬منها‭ ‬قيمة‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬والاهتمامات،‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الإنسانيات‭ ‬بصورة‭ ‬أعمق،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬اكتشافي‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬اليوم‭ ‬منشغل‭ ‬بالعالم‭ ‬المادي،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬لقد‭ ‬أدركت‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بمفهوم‭ ‬العالم‭ ‬الموازي‭ ‬لكوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬وبقيمة‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬نتمتع‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يفتقد‭ ‬غيرنا‭ ‬لأبسطها‭.‬

أهمية‭ ‬الرحلات‭ ‬السياحية‭ ‬الإنسانية؟

‭- ‬أن‭ ‬تتبرع‭ ‬بمبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬أو‭ ‬أشياء‭ ‬عينية‭ ‬للمحتاجين‭ ‬فهذا‭ ‬شيء‭ ‬جميل‭ ‬ولكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بتوصيلها‭ ‬بنفسك‭ ‬إلى‭ ‬المحتاجين‭ ‬إليها‭ ‬فهذا‭ ‬أجمل‭ ‬بكثير‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حفظا‭ ‬لكرامتهم‭ ‬وإشعارهم‭ ‬بإنسانيتهم،‭ ‬وجبرا‭ ‬لخواطرهم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬لهم‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬المادي،‭ ‬ولعل‭ ‬المرأة‭ ‬بطبيعتها‭ ‬التي‭ ‬خلقت‭ ‬عليها‭ ‬هي‭ ‬أروع‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بهذا‭ ‬الدور،‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الرجل‭ ‬بالطبع‭ ‬حيث‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬مسؤوليته،‭ ‬وشخصيا‭ ‬استمتعت‭ ‬بقيامي‭ ‬بهذا‭ ‬الدور‭ ‬وسط‭ ‬عوامل‭ ‬مناخية‭ ‬وظروف‭ ‬اجتماعية‭ ‬سيئة‭ ‬للغاية‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬متعة‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬متعة‭.‬

كيف‭ ‬ترين‭ ‬وعي‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬بالعمل‭ ‬الإنساني؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وعيا‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬بالعمل‭ ‬الإنساني‭ ‬وبأهميته‭ ‬ولكننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬‮«‬كاف‭ ‬التطوع‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬مهارات‭ ‬الشباب‭ ‬القيادية‭ ‬والعملية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتهم‭. ‬

أهم‭ ‬قيمة‭ ‬علمتيها‭ ‬لأبنائك؟

‭- ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القيم‭ ‬التي‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬تعليمها‭ ‬لأبنائي‭ ‬قيمة‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬المحتاج‭ ‬وليس‭ ‬الشفقة‭ ‬عليه،‭ ‬فهناك‭ ‬فرق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الاثنين،‭ ‬لأن‭ ‬التعاطف‭ ‬يترك‭ ‬أثرا‭ ‬طيبا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الإنسان،‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المتطوع‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬المعونات‭ ‬لأصحابها،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬السياحة‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الترفيهية‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬حياتنا‭.‬

وجه‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬شهادة‭ ‬‮«‬ال‭ ‬اس‭ ‬بي‮»‬؟

‭- ‬لقد‭ ‬كنت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تنال‭ ‬هذه‭ ‬الشهادة‭ ‬الاحترافية‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬الجاد‭ ‬بالليجو‭ ‬من‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬منهجية‭ ‬لأي‭ ‬برامج‭ ‬أو‭ ‬أنشطة‭ ‬تدريبية‭ ‬أقوم‭ ‬بإعدادها‭ ‬أو‭ ‬تصميمها،‭ ‬وحين‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬زاد‭ ‬بها‭ ‬الوعي‭ ‬تدريجيا‭. ‬

حكمة‭ ‬تسيرين‭ ‬عليها؟

‭- ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬أضعها‭ ‬أمام‭ ‬عيني‭ ‬دائما‭ ‬هي‭ ‬‮«‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬يعطيه‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬البعض‭ ‬الذين‭ ‬يؤكدون‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬فاقد‭ ‬الشيء‭ ‬لا‭ ‬يعطيه‮»‬،‭ ‬فالشيء‭ ‬الذي‭ ‬افتقدته‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬منحه‭ ‬للآخرين،‭ ‬وهو‭ ‬الاحتواء،‭ ‬فقد‭ ‬مررت‭ ‬بظروف‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬صعبة،‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬يحتويني،‭ ‬وهنا‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أمنح‭ ‬غيري‭ ‬هذا‭ ‬الشيء،‭ ‬وإشعاره‭ ‬بالسعادة‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬العطاء،‭ ‬والذي‭ ‬يشعرني‭ ‬شخصيا‭ ‬بالمتعة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬أي‭ ‬مقابل‭. ‬

حلمك‭ ‬القادم؟

‭- ‬مازال‭ ‬حلم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬يراودني،‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬أرى‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬وسيلة‭ ‬للوصول‭ ‬للمجتمع،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬لي‭ ‬فعليا‭ ‬من‭ ‬دونها،‭ ‬أما‭ ‬الطموح‭ ‬الأكبر‭ ‬فهو‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاستقرار‭ ‬بعد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المطبات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحملي‭ ‬لمسؤولية‭ ‬نفسي‭ ‬وأبنائي‭ ‬بمفردي‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا