العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا يشارك الغرب في حرب إبادة غزة؟

بقلم: د. رمزي بارود

الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠٢٤ - 02:00

ظل‭ ‬الكثيرون‭ ‬يسهبون‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬خلفته‭ ‬الحرب،‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الصارخة‭ ‬التي‭ ‬تطول‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتجاهل‭ ‬المتعمد‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقانون‭ ‬الإنساني،‭ ‬فيما‭ ‬ينظر‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬مختلف‭ ‬كل‭ ‬الاختلاف‭. ‬إنه‭ ‬منظور‭ ‬الأرباح‭.‬

وبالنسبة‭ ‬الى‭ ‬تجار‭ ‬الحرب،‭ ‬فإن‭ ‬الألم‭ ‬والبؤس‭ ‬الجماعي‭ ‬اللذين‭ ‬ينتشران‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬دول‭ ‬بأكملها‭ ‬ويفتكان‭ ‬بشعوبهما‭ ‬إنما‭ ‬يتلاشيان‭ ‬أمام‭ ‬الصفقات‭ ‬المربحة‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات،‭ ‬والمتأتية‭ ‬من‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭.‬

أما‭ ‬المفارقة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فهي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أبرز‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يسهلون‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬العالمية،‭ ‬ولولاهم‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مع‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تقول‭ ‬أكاديمية‭ ‬جنيف،‭ ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬بحثية‭ ‬قانونية،‭ ‬إنها‭ ‬تراقب‭ ‬حاليًا‭ ‬حوالي‭ ‬110‭ ‬نزاعات‭ ‬مسلحة‭ ‬نشطة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬تدور‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬إما‭ ‬تتفاقم‭ ‬أو‭ ‬تمولها‭ ‬أو‭ ‬تديرها‭ ‬القوى‭ ‬أو‭ ‬الشركات‭ ‬الغربية‭ ‬المتعددة‭ ‬الجنسيات‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬110‭ ‬نزاعات‭ ‬مسلحة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬يدور‭ ‬45‭ ‬صراعا‭ ‬مسلحا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬و35‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقيا،‭ ‬و21‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬آسيا،‭ ‬وستة‭ ‬نزاعات‭ ‬مسلحة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وفقا‭ ‬للأكاديمية‭.‬

إن‭ ‬أسوأ‭ ‬هذه‭ ‬الصراعات‭ ‬المسلحة‭ ‬وأكثرها‭ ‬دموية‭ ‬تجري‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفقر‭ ‬المناطق‭ ‬وأكثرها‭ ‬عزلة‭ ‬وهشاشة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

ولتقدير‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬المستقبلي‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬أجرت‭ ‬مجلة‭ ‬لانسيت،‭ ‬إحدى‭ ‬المجلات‭ ‬الطبية‭ ‬الأكثر‭ ‬احتراما‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بحثا‭ ‬شاملا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬إحصاء‭ ‬القتلى‭ ‬في‭ ‬غزة‭: ‬صعب‭ ‬ولكنه‭ ‬ضروري‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬استندت‭ ‬المجلة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬المعلن‭ ‬حتى‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬قتلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬37,396‭ ‬فلسطينيا،‭ ‬بحسب‭ ‬التقارير‭.‬

كان‭ ‬الرقم‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬لانسيت‭ ‬مرعبا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المجلة‭ ‬الطبية‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬استنتاجاتها‭ ‬استندت‭ ‬إلى‭ ‬تقديرات‭ ‬متحفظة‭ ‬للوفيات‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬مقابل‭ ‬الوفيات‭ ‬المباشرة‭ ‬التي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬تنتج‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭.‬

ولو‭ ‬أمكن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬للحرب‭ ‬بتاريخ‭ ‬19‭ ‬يونيو،‭ ‬فإن‭ ‬7.9%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬قضوا‭ ‬نحبهم‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬وتداعياتها‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬186‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬أو‭ ‬أكثر‮»‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمجلة‭ ‬لانسيت‭.‬

لا‭ ‬يموت‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بسبب‭ ‬فيروس‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعقبه‭ ‬أو‭ ‬كارثة‭ ‬طبيعية،‭ ‬بل‭ ‬يموتون‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استمرارها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شحنات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬الأسلحة،‭ ‬والتي‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬التدفق‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬والتنديدات‭ ‬الدولية‭.‬

في‭ ‬يوم‭ ‬26‭ ‬يناير‭ ‬2024،‭ ‬قررت‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬لديها‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وفي‭ ‬20‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬أضاف‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬كريم‭ ‬خان،‭ ‬صوته،‭ ‬متحدثاً‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬عن‭ ‬أعمال‭ ‬‮«‬إبادة‮»‬‭ ‬متعمدة‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬استمرت‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬التدفق،‭ ‬وكان‭ ‬معظمها‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيسي‭ ‬للأسلحة‭ ‬هو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تليها‭ ‬ألمانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وبريطانيا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بأنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تجميد‭ ‬إمدادات‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬الكيان‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الحكومات‭ ‬تواصل‭ ‬إيجاد‭ ‬محاذير‭ ‬قانونية‭ ‬لتأخير‭ ‬الحظر‭ ‬التام‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭.‬

تصر‭ ‬إيطاليا،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬‮«‬الأوامر‭ ‬الموقعة‭ ‬مسبقًا‮»‬،‭ ‬وعلقت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬معالجة‭ ‬تراخيص‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬‮«‬في‭ ‬انتظار‭ ‬مراجعة‭ ‬أوسع‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تظل‭ ‬واشنطن‭ ‬المورد‭ ‬الرئيسي‭ ‬للأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وقع‭ ‬البلدان‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بتلقي‭ ‬38‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭.‬

وهذه‭ ‬هي‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬توقيعها‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تغطي‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2018‭ ‬إلى‭ ‬2028‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬دفعت‭ ‬الحرب‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬التزامهم‭ ‬الأصلي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تخصيص‭ ‬26‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أخرى‭ (‬17‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬جيدًا‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬ضحايا‭ ‬غزة،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقديرات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭. ‬والأطفال‭.‬

وعلى‭ ‬هذا‭ ‬فحين‭ ‬تحث‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بينما‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬إغراق‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬المنطق‭ ‬يبدو‭ ‬معيباً‭ ‬تماماً‭ ‬ومنافقاً‭ ‬تماماً‭.‬

وينطبق‭ ‬نفس‭ ‬النفاق‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬معظمها‭ ‬غربية،‭ ‬والتي‭ ‬تتظاهر‭ ‬بوقاحة‭ ‬بأنها‭ ‬مدافعة‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والسلام‭ ‬الدولي‭.‬

ووفقا‭ ‬لمعهد‭ ‬ستوكهولم‭ ‬الدولي‭ ‬لأبحاث‭ ‬السلام‭ (‬SIPRI‭)‬،‭ ‬فإن‭ ‬أكبر‭ ‬عشرة‭ ‬مصدرين‭ ‬للأسلحة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2019‭ ‬و2023‭ ‬تشمل‭ ‬ست‭ ‬دول‭ ‬غربية‭. ‬وتمتلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحدها‭ ‬حصة‭ ‬تبلغ‭ ‬42%‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬العالمية،‭ ‬تليها‭ ‬فرنسا‭ ‬بنسبة‭ ‬11%‭.‬

ويبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الست‭ ‬الكبرى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الحصة‭ ‬العالمية‭.‬

إذا‭ ‬أخذنا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬المسلحة‭ ‬تجري‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي،‭ ‬فإن‭ ‬الاستنتاج‭ ‬الواضح‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬الذي‭ ‬يزعم‭ ‬أنه‭ ‬يناصر‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭ ‬هو‭ ‬نفس‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬يغذي‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬المسلحة‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭.‬

لكي‭ ‬يتولى‭ ‬الجنوب‭ ‬العالمي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مستقبله،‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يحارب‭ ‬هذا‭ ‬الظلم‭ ‬الواضح‭. ‬ولا‭ ‬يمكنهم‭ ‬السماح‭ ‬لقاراتهم‭ ‬بالاستمرار‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬كمجرد‭ ‬أسواق‭ ‬للأسلحة‭ ‬الغربية‭.‬

ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تراق‭ ‬دماء‭ ‬العرب‭ ‬والأفارقة‭ ‬والآسيويين‭ ‬والأمريكيين‭ ‬الجنوبيين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬اقتصادات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭.‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬سوف‭ ‬يتطلب‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬العالمية،‭ ‬ولكن‭ ‬التدفق‭ ‬الحر‭ ‬للأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬سوف‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬آلة‭ ‬الحرب،‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬السودان‭ ‬ومن‭ ‬الكونغو‭ ‬إلى‭ ‬بورما‭ ‬وما‭ ‬وراءها‭.‬

وبوسع‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬الزعم‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تحترم‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وأن‭ ‬بورما‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تحترم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬الفائدة‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الكلمات‭ ‬عندما‭ ‬يستمر‭ ‬الغرب‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬سلاح‭ ‬القتل،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مساءلة‭ ‬أخلاقية‭ ‬أو‭ ‬قانونية؟

 

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا