أول بحرينية كاتبة دراما تلفزيونية.. صاحبة تسع مؤلفات أدبية.. حاصلة على الجائزة الفضية بمهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون.. مدير المشاريع في المنظمة الدولية للفن الشعبي.. أمين عام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي.. حاصلة على شهادة تطوير مهني من جامعة هارفارد.. أصدرت مجموعة من البحوث العلمية نشرت في مجلات عالمية، وكتاب باللغة الإنجليزية عن تطوير مناهج الرياضيات في مدراس المستقبل.. رئيسة قسم الرياضيات والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصال بكلية البحرين للمعلمين.. د. معصومة علي المطاوعة لـ«أخبار الخليج»:
يقول الفيلسوف اليوناني سقراط: «عندما تثقف رجلا تكون قد ثقفت فردا.. وعندما تثقف امرأة فإنك تثقف عائلة بأكملها»!
بالفعل المرأة المثقفة قوة وسند لمجتمعها، وشريك فعال لتنميته وتقدمه وتطوره، فما بالنا لو كانت تجمع بين الثقافة وملكة الكتابة، هنا بالطبع تصبح مؤهلة لأن تلعب دورا كبيرا في التنوير عبر مناقشة أهم القضايا المجتمعية.
لقد ظهر مصطلح المرأة الكاتبة منذ القرن السابع عشر الميلادي من خلال الدور الذي لعبته بعض النساء المثقفات في الصالونات الأدبية ومن قبل ذلك في عصر التنوير، وتعد كتابات المرأة بشكل عام انعكاس لتغير حالها إلى الأفضل، وأعظم ما توصف به هو أن تصبح مبدعة ومعطاءة في هذا المجال الهام والصعب الذي اختارت أن تشق طريقها فيه لتسطر ملكتها بين الكلمات والحروف.
د. معصومة علي المطاوعة، رئيسة قسم الرياضيات والعلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصال في كلية البحرين للمعلمين، أمين عام مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، رئيسة المشاريع في المنظمة الدولية للفن الشعبي، صاحبة العديد من المؤلفات والبحوث الهامة، امرأة وجدت شغفها في الكتابة منذ نعومة أظفارها، فكانت أول بحرينية تكتب الدراما التلفزيونية، إلى جانب عملها في حقل التربية والتعليم وممارستها لهوايات متعددة.
لعل أهم الإنجازات عبر مشوارها كان قدرتها على تحقيق طموحاتها وأهدافها من دون تقصير في أي من واجباتها، والتوفيق بين أمور حياتها العملية والأسرية وإبداعاتها الأدبية والتي بلغت ثمانية مؤلفات والبقية تأتي.
هي ترى أن كتاباتها تمثل حريتها في أسمى وأجمل معانيها وأصدق صورها، فهي تكتب لإنسانيتها ولمجتمعها وفق رؤيتها الخاصة للأشياء والقضايا المجتمعية، ولازال في جعبتها الكثير، لذلك لم يأت حصولها على العديد من الجوائز والتكريمات من فراغ بل عن كل جدارة واستحقاق، الأمر الذي أهلها لاختيار جامعة ييل الأمريكية لتدريس مؤلفاتها وسيرتها ضمن المناهج.
حول هذه التجربة النموذجية كان الحوار التالي:
حدثينا عن نشأتك؟
أنا من أبناء محافظة المحرق، وأنتمي بشدة لها، وكان لنشأتي بين أذقتها تأثير كبير على مسيرتي، وهذا ما يبدو جليا في مؤلفاتي، وخاصة فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية البسيطة، وقد نشر أول عمل لي في الصف الأول الإعدادي وكانت قصة بعنوان «الحمال الصغير» وذلك في مجلة صدى الأسبوع بعد عودتها للإصدار عام 2000، ومن بعدها تم تخصيص صفحة لي بها لنشر قصصي القصيرة، هذا فضلا عن ممارسة هواية كتابة الشعر وفن الرسم وغيرها من المجالات ولكن شغفي الحقيقي والأساسي كان في كتابة القصة.
ماذا عن أول رواية؟
لقد توجهت لدراسة الرياضيات في المرحلة الجامعية رغم ميولي الأدبية، وذلك بسبب النظرة إلى ضرورة أن يلتحق المتفوقون بالمسار العلمي في ذلك الوقت، وأثناء دراستي بالجامعة تم نشر أول رواية لي بعنوان «وتحطمت القيود» وكانت تدور حول المشاعر الجميلة والنزيهة في فترة المراهقة، ثم شرعت في كتابة عدد من القصص وجمعتها ونشرتها في مجلة صدى الأسبوع عبر الصفحة الثابتة التي تم تخصيصها لأعمالي.
وبعد التخرج؟
بعد التخرج في الجامعة عملت بالصحافة المحلية خلال فترة انتظار الوظيفة، ومع الوقت ارتبطت بشدة بهذا المجال، وحين توظفت كمعلمة واصلت مشواري الصحفي، ثم حصلت على رسالة الماجستير من لبنان في مجال التربية، وعقبها على رسالة الدكتوراه من جمهورية مصر العربية عن التربية والإدارة التربوية، وأثناء ذلك قمت بتأليف ثمان مؤلفات أدبية تم نشرها.
متى تم كتابة أول عمل درامي تلفزيوني؟
في عام 2003 قمت بكتابة أول عمل درامي تليفزيون تحت اسم «بقايا رماد»، للمخرج جمال الشوملي، وكان رد الفعل إيجابي للغاية، بعدها كتبت عمل بعنوان «صور من الحياة» وشاركت به في مهرجان خليجي، وحصلت على الجائزة الفضية وكانت أول جائزة لي، كما كان لي أعمال أخرى هامة خارج البحرين.
مثل ماذا؟
لقد كتبت عمل لتلفزيون أبوظبي تحت عنوان «هواجس»، وكنت الخليجية الوحيدة التي شاركت في عمل «سوب اوبرا» من إنتاج قناة إم بي سي من بين أربع كتاب، وكان يشمل 250 حلقة، كذلك كان لي تجربة ممتعة في تقديم حلقة من برنامج كلام نواعم الشهير.
أهم ما يميز أعمالك؟
أهم ما يميز كتاباتي الدرامية أنها تتناول قضايا اجتماعية بحتة وتقدم الحلول والمعالجة، كذلك حرصي على توصيل رسالة محددة عبر كل عمل، ولا شك أن عملي في مجال الرياضيات قد أسهم في تشكيل الحبكة الدرامية فكلا المجالين يرتبطان ببعضهما ويصبان في الإطار والاتجاه نفسه.
حدثينا عن علاقتك بالمنظمة الدولية للفن الشعبي؟
التحاقي بالمنظمة الدولية للفن الشعبي جاء بعد حصولي على دعوة من رئيسها للانضمام إلى فريقها، وكان ذلك في 2018، علما بأنها تعمل في 150 دولة حول العالم، وهي تبذل جهودا كبيرة في تقديم الكثير من الدعم للعديد من المشاريع بتلك الدول، ومن خلال عملي بها حصلت على عدد من التكريمات نظرا لدوري في هذا الصدد.
كيف ترين الفن الشعبي اليوم؟
أرى أن الكثير من دول العالم تبذل جهودا كبيرة من أجل الحفاظ على الفن الشعبي بها انطلاقا من تمسكها بالتراث والفولكلور، وأقرب مثال على ذلك دول مثل المكسيك والبرازيل والأرجنتين، حيث يتم تدريس ذلك ضمن المناهج الدراسية، بل في كثير من الأحيان يتم الاعتماد عليه كمصدر قومي للدخل، وهو ما نأمل تحقيقه على أرض المملكة التي تتميز بفنها الشعبي الأصيل.
دورك في مركز عبدالرحمن كانو؟
كان انضمامي إلى مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في عام 2002 وهو خطوة مهمة في مسيرتي، حيث بدأت به كعضو ثم أصبحت أحد أعضاء مجلس الإدارة، ثم أمين عام المركز عام 2022، وقد ساهمت في تنظيم الكثير من الفعاليات والإشراف عليها وحاولت إحداث نوع من التطوير في الدور الذي يقوم به وخاصة أنه الأول من نوعه بالمملكة فيما يتعلق بكم ونوع النشاط الذي يمارس من خلاله.
إلى أي مدى ينتشر الوعي بالعمل الثقافي التطوعي؟
هناك وعي بأهمية العمل الثقافي ونشر الوعي به، وشخصيا أستمتع كثيرا بهذا الدور التطوعي الذي يخدم المجتمع، وأتمنى أن تبذل جهود أكبر فيما يتعلق بغرس ذلك في نفوس الشباب والتركيز على قيمة العطاء بدون مقابل لديهم، فاليوم نرى انحسارا في هذا النوع من الأعمال لدى الجيل الجديد وذلك لانشغاله الشديد ببناء المستقبل، ويبقى المسؤول الأول هنا هو الآباء الذين يجب أن يقوموا بتأصيل هذا الشيء لدى أطفالهم منذ نعومة أظافرهم.
وعن التحدي الأصعب ؟
لعل أصعب تحدي واجهني عبر مسيرتي هو إمكانية إحداث الموازنة بين مسؤولياتي المختلفة، وعدم تضحيتي بأي منها، فالجمع بين مهامي المنزلية والأسرية والوظيفية والأدبية لم يكن بالشيء الهين بل أحتاج مني مهارة في كبيرة في إدارة الوقت.
أجمل المحطات والإنجازات؟
يكفيني فخرا أن أكون رائدة العمل الدرامي النسوي بالمملكة، كذلك كان حصولي على عدد من الجوائز والتكريمات في أكثر من محفل محلي ودولي من أهم الإنجازات عبر مشواري، إلى جانب نشر بحوثي العلمية في مجلات عالمية، وإصدار كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان تطوير مناهج الرياضيات في مدارس المستقبل، وكتابة سبعة مسلسلات درامية تم إنتاجها في تلفزيون البحرين وأبوظبي وإم بي سي، فضلا عن إعداد سيناريو فيلم الاحتفال بيوم المرأة البحرينية لعام 2018، ومن أهم المحطات المحببة لي كتابة فيلم في حفل جائزة عيسى للخدمة الإنسانية، وكم أسعدني اختيار جامعة «ييل» الامريكية لتدريس سيرتي ومؤلفاتي لطلابها من غير الناطقين باللغة الإنجليزية أنا والأديب الراحل عبدالله خليفة.
عوامل نجاحك؟
أنا مؤمنة بشدة بأن الأرزاق من عند الخالق، لذلك لا أحزن على أي شيء تمنيته ولم يتحقق، ولعل أهم عوامل نجاحي هو التخطيط بامتياز، وتحديث الأهداف والسعي لتحقيقها مهما واجهني من عثرات، والقناعة بأهمية النجاح الجماعي وبالعمل ضمن فريق، وأهم شيء هو التصالح دوما مع النفس والشعور بالرضا.
حلمك القادم؟
من الطموحات المستقبلية التي أسعى حاليا لتحقيقها هو الوصول إلى لقب الأستاذية، ومواصلة أعمالي البحثية، وكذلك الدرامية التي بلغت ثمانية مؤلفات أدبية وكتاب علمي واحد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك