العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

أحارب السرطان بكل قوة والتفاؤل يمنحني السلام الداخلي

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٠ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

أول بحرينية تحصل على جائزة لؤلؤة البحرين.. صاحبة خمسة إصدارات.. اختصاصي أول إعلام في المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية إيمان عبدالرزاق الخاجة لـ«أخبار الخليج»:


من‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬الأديب‭ ‬العالمي‭ ‬شكسبير‭ ‬عن‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل‭: ‬‮«‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬التفاؤل‭ ‬قد‭ ‬يصنع‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مستحيلا‮»‬‭!‬

حقا،‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إيجابيا،‭ ‬ويتذكر‭ ‬أن‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬التفاؤل‭ ‬قد‭ ‬يخلق‭ ‬ألف‭ ‬طريق‭ ‬نحو‭ ‬العطاء‭ ‬والسعادة،‭ ‬فهو‭ ‬يضاعف‭ ‬القوة،‭ ‬ويبني‭ ‬النجاح،‭ ‬ويجعل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬جميلا‭ ‬من‭ ‬حولنا‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬تستشفه‭ ‬بالفعل‭ ‬حين‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬وجه‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬البشوش،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تفارقه‭ ‬الابتسامة‭ ‬حتى‭ ‬عند‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬الآلام‭ ‬والأوجاع،‭ ‬وكأنها‭ ‬تقول‭ ‬لنفسها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬فرحا‭ ‬ينتظرها‭ ‬عند‭ ‬أطراف‭ ‬الطريق‭ ‬وخلف‭ ‬تلك‭ ‬الأبواب‭ ‬المغلفة‭.‬

إيمان‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬الخاجة،‭ ‬اختصاصي‭ ‬أول‭ ‬إعلام‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬لؤلؤة‭ ‬البحرين،‭ ‬صاحبة‭ ‬خمسة‭ ‬إصدارات‭ ‬هي‭ ‬‮«‬رواحل‮»‬،‭ ‬و«مرسى‮»‬،‭ ‬و‮«‬شغف‮»‬،‭ ‬و«متكأ‮»‬،‭ ‬و«على‭ ‬ناصية‭ ‬الشعور‮»‬،‭ ‬مثلت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المحافل‭ ‬والفعاليات‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬أطلقت‭ ‬بودكاست‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬نبض‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬لتحقق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الأمان‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للآخرين‭ ‬لتؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬الذي‭ ‬صنعت‭ ‬منه‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بامتياز‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

ما‭ ‬سر‭ ‬ابتسامتك‭ ‬الدائمة؟

‭- ‬أنا‭ ‬إنسانة‭ ‬إيجابية‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬درجة،‭ ‬لا‭ ‬أتخيل‭ ‬نفسي‭ ‬دون‭ ‬ابتسامة‭ ‬على‭ ‬وجهي‭ ‬طول‭ ‬الأوقات،‭ ‬فكلي‭ ‬أمل‭ ‬تجاه‭ ‬مستقبل‭ ‬أجمل،‭ ‬صحيح‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ماذا‭ ‬يخبئ‭ ‬لي‭ ‬الغد‭ ‬ولكني‭ ‬خبأت‭ ‬له‭ ‬التفاؤل،‭ ‬ودائما‭ ‬أستمد‭ ‬سعادتي‭ ‬من‭ ‬إسعاد‭ ‬الآخرين‭ ‬وإحداث‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرسالة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬عاهدت‭ ‬نفسي‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تربيت‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬غرست‭ ‬والدتي‭ ‬بداخلي‭ ‬حب‭ ‬الخير‭ ‬والعطاء‭ ‬وكانت‭ ‬لي‭ ‬مشاركات‭ ‬ومساهمات‭ ‬مجتمعية‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬مبكر‭ ‬للغاية‭.‬

ومتى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالكتابة؟

‭- ‬لقد‭ ‬عشقت‭ ‬الشعر‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬وكنت‭ ‬مدمنة‭ ‬على‭ ‬سماعه‭ ‬وعلى‭ ‬كتابته،‭ ‬كما‭ ‬اعتدت‭ ‬على‭ ‬تدوين‭ ‬يومياتي‭ ‬وتسجيل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخواطر‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬تمتعي‭ ‬بميول‭ ‬أدبية،‭ ‬وحين‭ ‬أنهيت‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬قررت‭ ‬الالتحاق‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬لدراسة‭ ‬الإعلام‭ ‬والتصميم،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬عملي‭ ‬التطوعي‭ ‬نافذة‭ ‬لدخول‭ ‬عالم‭ ‬الوظيفة‭.‬

 

أهم‭ ‬إصداراتك؟

أثناء‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بأنشطة‭ ‬اجتماعية‭ ‬متنوعة‭ ‬لذلك‭ ‬التحقت‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬تقريبا‭ ‬لممارسة‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬مهنية‭ ‬واحترافية،‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬أصدرت‭ ‬كتابي‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬رواحل‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬شجعني‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الكاتب‭ ‬القدير‭ ‬علي‭ ‬الشرقاوي،‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬لي‭ ‬المؤسسة‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬لخوض‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬للأرامل‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬والمواصلة‭ ‬في‭ ‬مسيرتهم‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬وتفاؤل،‭ ‬ثم‭ ‬أصدرت‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬مرسى‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬يضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬لبعض‭ ‬الأيتام‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المؤسسة‭ ‬منذ‭ ‬طفولتهم‭ ‬وحتى‭ ‬الكبر،‭ ‬واستعرضت‭ ‬خلاله‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللحظات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬مروا‭ ‬بها‭ ‬وكيف‭ ‬تم‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬نور‭ ‬قد‭ ‬يهتدي‭ ‬به‭ ‬غيرهم‭ ‬عبر‭ ‬مشوارهم،‭ ‬وحين‭ ‬أبدى‭ ‬بنك‭ ‬الأسرة‭ ‬إعجابه‭ ‬وتقديره‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬طلب‭ ‬منا‭ ‬تأليف‭ ‬كتاب‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬شغف‮»‬‭ ‬عن‭ ‬المشاريع‭ ‬المتناهية‭ ‬الصغر‭ ‬وبداية‭ ‬انطلاقها‭. ‬

والإصدار‭ ‬الرابع؟

الإصدار‭ ‬الرابع‭ ‬كان‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬متكأ‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬الأهم‭ ‬والأقرب‭ ‬إلى‭ ‬قلبي،‭ ‬ويمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬حلما‭ ‬تأخر‭ ‬تحقيقه‭ ‬بعض‭ ‬الشيء،‭ ‬وقد‭ ‬استعرضت‭ ‬خلاله‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬لبعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬التقيتها‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬عنها‭ ‬المجتمع،‭ ‬واكتشفت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬صمت،‭ ‬وحرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬عبر‭ ‬رسالة‭ ‬للقارئ‭ ‬مفادها‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬تلا‭ ‬ذلك‭ ‬تأليف‭ ‬كتاب‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬على‭ ‬ناصية‭ ‬الشعور‮»‬‭ ‬وتم‭ ‬ذلك‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وتحدثت‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬نصوص‭ ‬ومقالات‭ ‬وتجارب‭ ‬أدبية‭ ‬متنوعة‭ ‬وقد‭ ‬شاركت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬معارض‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭.‬

أصعب‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بك؟

‭- ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬إصابتي‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬مررت‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬رحلتي‭ ‬معه‭ ‬تشمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحطات،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬غيرت‭ ‬من‭ ‬نظرتي‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬الحياة،‭ ‬كما‭ ‬دفعتني‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬ورغم‭ ‬أنني‭ ‬مازلت‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬الأولى‭ ‬منها،‭ ‬فإنني‭ ‬تعلمت‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأهمية‭ ‬تمتعي‭ ‬بالتريث‭ ‬وبالهدوء‭ ‬وبالثبات‭ ‬الانفعالي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطواتي،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬إصابة‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬العائلة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬كانت‭ ‬الصدمة‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

الدرس‭ ‬المستفاد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة؟

أهم‭ ‬شيء‭ ‬خرجت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الصعبة‭ ‬هو‭ ‬تمتعي‭ ‬بالقوة،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬نضجا‭ ‬عند‭ ‬تعاملي‭ ‬مع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬والمواقف،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬تقبلت‭ ‬الأمر‭ ‬وتعايشت‭ ‬معه،‭ ‬ودائما‭ ‬أتسلح‭ ‬بالدعاء‭ ‬وبالتسبيح‭ ‬للتغلب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مشاعر‭ ‬سلبية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشعرني‭ ‬بالسلام‭ ‬الداخلي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استمراري‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬مني‭ ‬شخصية‭ ‬إيجابية‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود‭. ‬

أهم‭ ‬إنجازاتك‭ ‬التطوعية؟

‭- ‬نظرتي‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬وسيلة‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الهموم‭ ‬والأوجاع،‭ ‬ومصدر‭ ‬لتعلم‭ ‬مهارات‭ ‬القيادة‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وهو‭ ‬يؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬التكاتف‭ ‬والتكافل‭ ‬واللحمة‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الأزمات‭ ‬والشدائد‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والتي‭ ‬أعتز‭ ‬به‭ ‬كثيرا‭ ‬تأسيس‭ ‬فريق‭ ‬‮«‬ومضة‭ ‬أمل‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬أثناء‭ ‬المرحلة‭ ‬الجامعية‭.‬

وأجمل‭ ‬التجارب؟

‭- ‬أما‭ ‬أجمل‭ ‬التجارب‭ ‬الخيرية‭ ‬فكانت‭ ‬رحلتي‭ ‬الإغاثية‭ ‬إلى‭ ‬الأردن‭ ‬والتي‭ ‬أدركت‭ ‬خلالها‭ ‬قيمة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النعم‭ ‬التي‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬لنا‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نحمده‭ ‬ونشكره‭ ‬عليها،‭ ‬وكذلك‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الرحلة‭ ‬أحدثت‭ ‬نقلة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬شخصيتي‭ ‬وبمسيرتي‭ ‬التطوعية،‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬اخترت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬التي‭ ‬أعددتها‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الإطار‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬موضوعها‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬الانستجرام‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬تسخير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭ ‬والاستفادة‭ ‬الإيجابية‭ ‬منها‭. ‬

أسعد‭ ‬اللحظات؟

‭- ‬من‭ ‬أسعد‭ ‬اللحظات‭ ‬التي‭ ‬عشتها‭ ‬ولا‭ ‬تنسى‭ ‬بل‭ ‬حفرت‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬رهبة‭ ‬كبيرة‭ ‬كانت‭ ‬خلال‭ ‬تمثيل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬يوم‭ ‬اليتيم‭ ‬العربي‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بتمثيل‭ ‬وطني‭ ‬خير‭ ‬تمثيل‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفعالية‭ ‬المهمة‭ ‬والتي‭ ‬أوصلنا‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬دور‭ ‬البحرين‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

‭- ‬مبدئي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬الإيمان‭ ‬بأن‭ ‬سعادة‭ ‬المرء‭ ‬تتحقق‭ ‬وتعلو‭ ‬بالعطاء،‭ ‬لذلك‭ ‬أسعى‭ ‬دائما‭ ‬لإدخالها‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملي‭ ‬الخيري،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬ابتسامتي‭ ‬الدائمة،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أتمتع‭ ‬بقناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأهمية‭ ‬النظر‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬نعم،‭ ‬وعدم‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الشيء‭ ‬المفقود،‭ ‬ومن‭ ‬المبادئ‭ ‬الأخرى‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بها‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬إطلاق‭ ‬الأحكام‭ ‬جزافا‭ ‬على‭ ‬الآخرين،‭ ‬فكل‭ ‬شخص‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬بحدوده‭ ‬ولا‭ ‬يقحم‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬تخص‭ ‬غيره،‭ ‬وللأسف‭ ‬بتنا‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬نشعر‭ ‬بالإنسانية‭ ‬رغم‭ ‬وجودها‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬الشر‭ ‬بصورة‭ ‬غالبة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭. ‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬ماذا‭ ‬يهدد‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد؟

‭- ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬مفهومين‭ ‬خاطئين‭ ‬خطيرين‭ ‬يتم‭ ‬الترويج‭ ‬لهما‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬الأول‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬المرأة‭ ‬المستقلة‮»‬‭ ‬والآخر‭ ‬ما‭ ‬يسمي‭ ‬بـ«اعتزل‭ ‬ما‭ ‬يؤذيك‮»‬،‭ ‬وهما‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تصحيح‭ ‬فوري،‭ ‬فمصطلح‭ ‬الاستقلالية‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬مع‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬مرعبة،‭ ‬حيث‭ ‬تعتقد‭ ‬الفتاة‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬بمفردها‭ ‬تستطيع‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬والاستغناء‭ ‬التام‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شخص،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬يتنافى‭ ‬مع‭ ‬الفطرة‭ ‬البشرية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اعتزال‭ ‬ما‭ ‬يؤذي‭ ‬الشخص‭ ‬قد‭ ‬يقوده‭ ‬إلى‭ ‬استسهال‭ ‬الهروب‭ ‬عند‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬وعدم‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الحلول‭ ‬أو‭ ‬البدائل‭ ‬أو‭ ‬المخارج،‭ ‬وهذا‭ ‬خطأ‭ ‬كبير‭ ‬يقع‭ ‬فيه‭ ‬الكثيرون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭. ‬

حلم‭ ‬ضائع؟

‭- ‬يمكنني‭ ‬الجزم‭ ‬بأنه‭ ‬ليست‭ ‬لدي‭ ‬أحلام‭ ‬ضائعة،‭ ‬وذلك‭ ‬لحرصي‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬ووضع‭ ‬أهداف‭ ‬محددة‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬أسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬نحو‭ ‬بلوغها،‭ ‬وأحمل‭ ‬معي‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬للعام‭ ‬التالي‭ ‬وهكذا،‭ ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأن‭ ‬الطموحات‭ ‬تتحقق‭ ‬في‭ ‬توقيتها‭ ‬المناسب‭ ‬بتدبير‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين،‭ ‬والمهم‭ ‬هو‭ ‬الشعور‭ ‬بالرضا‭ ‬والإيمان،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬بذل‭ ‬أقصى‭ ‬جهد‭ ‬لنيل‭ ‬ما‭ ‬نتمنى،‭ ‬والتركيز‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الذات،‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬عثرات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬مشوارنا،‭ ‬وعدم‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬العطاء‭ ‬مهما‭ ‬واجهنا‭ ‬من‭ ‬تحديات‭.‬

طموحك‭ ‬القادم؟

‭- ‬أتمنى‭ ‬امتلاك‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬بالأعمال‭ ‬اليدوية‭ ‬أمارس‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬شغفي‭ ‬بصورة‭ ‬احترافية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬بمشيئة‭ ‬الخالق،‭ ‬وأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬طموح،‭ ‬فكل‭ ‬عوامل‭ ‬النجاح‭ ‬متوافرة،‭ ‬هي‭ ‬فقط‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬السعي‭ ‬والإيمان‭ ‬بقدراتها‭ ‬والدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والمقربين‭ ‬لها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا