العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٩ - الاثنين ٢٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

التعليقات السلبية في المنصات الإلكترونية

أول‭ ‬السطر‭:‬

العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭.. ‬ما‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة،‭ ‬والمشاريع‭ ‬والمبادرات،‭ ‬النوعية‭ ‬والمبتكرة‭ ‬والجديدة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬والمختصة،‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة؟

 

التعليقات‭ ‬السلبية

‭ ‬في‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭:‬

التسلط‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭.. ‬التنمر‭ ‬الإلكتروني‭.. ‬الطاقة‭ ‬السلبية‭.. ‬الاستياء‭ ‬والتحلطم‭.. ‬البلطجة‭ ‬الإلكترونية‭.. ‬جميعها‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬المنتشرة‭ ‬والمتفشية‭ ‬في‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭.. ‬هي‭ ‬ظاهرة‭ ‬عربية‭ ‬عموما،‭ ‬وخليجية‭ ‬ومحلية‭ ‬خصوصا‭.‬

ربما‭ ‬بعض‭ ‬أسبابها‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬والكلام‭ ‬و«التنفيس‮»‬‭.. ‬ربما‭ ‬بعضها‭ ‬بسبب‭ ‬ضيق‭ ‬مساحات‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭.. ‬ربما‭ ‬بعضها‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬‮«‬خالف،‭ ‬تذكر‭ ‬وتشتهر‮»‬‭.. ‬وبعضها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬التسقيط‭ ‬والتحبيط‮»‬‭ ‬لأغراض‭ ‬وغايات‭ ‬متعددة‭.. ‬وبعضها‭ ‬لأن‭ ‬الخبر‭ ‬المنشور‭ ‬والصورة‭ ‬الموضوعة‭ ‬مثيرة‭ ‬ومستفزة‭.. ‬وبعضها‭ ‬بسبب‭ ‬تعمد‭ ‬صاحب‭ ‬الحساب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬نشر‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬المواضيع‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬صياغتها‭ ‬بعنوان‭ ‬أكثر‭ ‬استفزازا،‭ ‬وتحريضها‭ ‬على‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬السلبية،‭ ‬لتحقيق‭ ‬‮«‬الترند‮»‬،‭ ‬وزيادة‭ ‬المتابعين،‭ ‬وجلب‭ ‬المعلنين‭. ‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬الملاحظ،‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬نشره‭ ‬ووضعه‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬يعقبه‭ ‬تعليقات‭ ‬سلبية‭ ‬تصب‭ ‬جام‭ ‬غضبها‭ ‬واستنكارها‭ ‬على‭ ‬الخبر‭ ‬ذاته،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬التعليق‭ ‬بكلام‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬السياق،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بجهود‭ ‬ومبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬رسمية‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭.‬

والملاحظ‭ ‬كذلك،‭ ‬أن‭ ‬التعليق‭ ‬السلبي‭ ‬يولد‭ ‬ويشجع‭ ‬على‭ ‬تعليقات‭ ‬سلبية‭ ‬أخرى،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬الرأي‭ ‬الإيجابي‭ ‬والمخالف‭ ‬لتلك‭ ‬التعليقات‭ ‬تناله‭ ‬سهام‭ ‬النقد‭ ‬والتشكيك،‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الشخصانية‮»‬‭..!!‬

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يحصل‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬‮«‬قروبات‭ ‬الواتساب‮»‬‭.. ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬محلا‭ ‬لنشر‭ ‬وتداول‭ ‬الأخبار‭ ‬والمعلومات‭ ‬حتى‭ ‬غير‭ ‬الدقيقة‭ ‬منها،‭ ‬ثم‭ ‬كيل‭ ‬النقد‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬والشرشحة‮»‬‭ ‬في‭ ‬أصحابها‭ ‬والنيل‭ ‬منهم،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬‮«‬حوض‭ ‬الأسماك‮»‬‭ ‬حينما‭ ‬تضع‭ ‬لها‭ ‬الطعام،‭ ‬فترى‭ ‬هجوم‭ ‬الأسماك‭ ‬على‭ ‬الطعام‭ ‬وفتكه‭ ‬بشراسه،‭ ‬فيما‭ ‬الأسماك‭ ‬الصغيرة‭ ‬تحترم‭ ‬نفسها‭ ‬وحجمها،‭ ‬وترجو‭ ‬السلامة،‭ ‬وتدرك‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬خاسرة،‭ ‬والخوض‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬معروفة‭ ‬نتائجه‭ ‬وعواقبه‭ ‬مسبقا‭.‬

خذ‭ ‬مثلا،‭ ‬لو‭ ‬نشر‭ ‬خبر‭ ‬في‭ ‬منصة‭ ‬إلكترونية‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬الإسكان‮»‬‭ ‬بتدشين‭ ‬مشروع‭ ‬إسكاني،‭ ‬فستجد‭ ‬أن‭ ‬التعليقات‭ ‬السلبية‭ ‬تضرب‭ ‬بالمشروع‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬تقرأ‭ ‬تفاصيل‭ ‬الخبر،‭ ‬وسيصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مسائل‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالمشروع‭ ‬الإسكاني،‭ ‬وتحوله‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬سياسي،‭ ‬وإسقاطات‭ ‬غير‭ ‬وطنية‭.‬

الطاقة‭ ‬السلبية‭ ‬مؤذية‭.. ‬والانفلات‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬فوضى‭.. ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬البعض‭ ‬يمارس‭ ‬التعليق‭ ‬السلبي‭ ‬‮«‬من‭ ‬راسه‮»‬‭ ‬وبحسن‭ ‬نية،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬‮«‬موجه‮»‬‭ ‬لنشر‭ ‬الاستياء‭ ‬العام،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬بث‭ ‬التحلطم،‭ ‬ومحاولة‭ ‬التغلغل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬منصة‭ ‬إلكترونية‭ ‬وهذا‭ ‬‮«‬أخطر‮»‬‭.   ‬

 

آخر‭ ‬السطر‭:‬

منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬وفي‭ ‬جامع‭ ‬الخير‭ ‬بالبسيتين،‭ ‬يقوم‭ ‬الشيخ‭ ‬الجليل‭ ‬والمربي‭ ‬الفاضل‭ ‬جاسم‭ ‬علي‭ ‬ربيعة‭ ‬وأهالي‭ ‬الجامع،‭ ‬بتنظيم‭ ‬برنامج‭ ‬أسبوعي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬خميس‭ ‬يتضمن‭ ‬الصيام‭ ‬والتصدق،‭ ‬وزيارة‭ ‬مريض‭ ‬أو‭ ‬الاتصال‭ ‬به‭ ‬والاطمئنان‭ ‬عليه،‭ ‬وتشييع‭ ‬جنازة‭ ‬وزيارة‭ ‬المقبرة،‭ ‬واعتكاف‭ ‬فجر‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭.. ‬وأعلم‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مساجد‭ ‬وجوامع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تقوم‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬وأكثر‭.. ‬فجزاهم‭ ‬الله‭ ‬جميعا‭ ‬كل‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬الخير‭.. ‬ومثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬يستحقون‭ ‬الثناء‭ ‬والإشادة‭ ‬والتقدير‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا