تعد سلطنة بروناي معينا لا ينضب للقصص المدهشة المشوقة؛ نظرًا إلى حجمها الصغير جغرافيا وهدوئها المثير للتأمل مع مستويات ثراء هي الأعلى في العالم، فضلا عن تقاليد وعادات البلاد التي حافظت على خصوصية محلية وسط عواصف العولمة والحداثة. ولا يخرج رمضان في السلطنة التي تقطنها أغلبية مسلمة عن هذا الإطار، حيث يكتسب الشهر الفضيل هناك ملامح مختلفة عن بقية أنحاء المعمورة. ومن أبرز تلك الملامح جعل اليوم الأول من رمضان إجازة رسمية وتوافد المواطنين على قصر الحكم لتلقي الهدايا، لكن الأكثر إثارة للدهشة هو أن الصوم لا يقتصر على المسلمين، بل يمتد ليشمل بقية الشعب من أصحاب الديانات الأخرى كالبوذية والمسيحية وغيرهما كنوع من التضامن الاجتماعي وإظهار المحبة والوحدة بين مختلف الطوائف والأعراق. ومن التقاليد الرمضانية اللافتة بالبلاد حرص سلطان بروناي «حسن بلقية» المصنف عالميا باعتباره أغنى ملوك الأرض على الذهاب إلى المسجد الكبير، أي مسجد السلطان عمر علي سيف الدين، والقيام بنفسه بإعداد طعام السحور لرواد المسجد في نهاية سهرة ممتدة يتخللها الاحتفال بمقدم الشهر المبارك.
وعندما ينطلق أذان المغرب يتناول الصائمون بعض المشروبات الخفيفة ثم يذهبون إلى الصلاة في المسجد وبعد العودة يكونون على موعد مع طبق الإفطار الرئيسي الذي يتكون من مزيج غير مألوف من اللحم والسمك في مائدة يتوسطها طبق ضخم من الحساء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك