سمرقند ليست مجرد مدينة، إنها رحلة عبر الزمن تروي بين أزقتها حكاية حضارات عريقة تعود الى آلاف السنين، ووجهة ساحرة تُبهر كل من يزورها. ومن الألقاب التي أطلقت على المدينة لتعبّر عن استثنائيتها، «جنة الدنيا» و«فيروزة الأرض» و«مدينة القباب الزرقاء». وقد تغنى بسمرقند الشعراء، واستوطنها العلماء، وقصدها عشاق الجمال من كل حدب وصوب. ونشأت في المدينة أولى المستوطنات البشرية، وبلغت ذروة ازدهارها في القرنين الـ 14 و15 كعاصمة للإمبراطور تيمورلنك. وتُقسّم سمرقند إلى 3 أقسام، المدينة القديمة، ومدينة العصر التيموري، والمنطقة التي بناها الروس على الطراز الأوروبي. وتنبئ المعالم التاريخية الساحرة في هذه المدينة عن همم أهلها، كالقلعة القديمة، وقصر الحاكم، والمدارس والمساجد والمساكن من العصر التيموري. وقد دانت المدينة للمسلمين في عهد القائد الإسلامي قتيبة بن مسلم الباهلي عام705 ميلادي، وازدهرت في العصر العباسي، وجعلها الخليفة المعتمد على الله عاصمة لبلاد ما وراء النهر. لُقّبت سمرقند بـ«ياقوتة الإسلام» لكونها من أغنى المدن الإسلامية بالآثار والمعالم الحضارية، وظلت عاصمة لبلاد ما وراء النهر نحو خمسة قرون حتى الثلث الأول من القرن العشرين. وكان للإسلام بصمة في آثارها تتجسد في مسجد «بيبي هانم» أو «خانوم» الذي يعتبر تحفة معمارية لا نظير لها، وقد بناه تيمورلنك تخليدًا لذكرى زوجته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك