العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

سخروا من مشروعي وبدأته بقرض 600 دينار وأبهرت الجميع

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ١٤ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

صاحبة مشروع منزلي لتجارة الإكسسوارات والحقائب الهندية والأفغانية اليدوية..الفنانة.. عارضة الأزياء سابقا..

بطلة قصة إنسانية وعملية ملؤها النجاح والكفاح.. سكينة محمد لـ«أخبار الخليج»:


تقول‭ ‬الكاتبة‭ ‬ليلي‭ ‬جيفتي‭ ‬اكيتا‭: ‬‮«‬من‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬الأسوأ‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يصمد‭ ‬أمام‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬ويوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬هناك‭ ‬إمكانية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحلم‮»‬‭!‬

من‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬المرأة‭ ‬القوية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تجيد‭ ‬تأدية‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فتكون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كاف‭ ‬من‭ ‬المسؤولية،‭ ‬تدوس‭ ‬على‭ ‬وجعها،‭ ‬وتسير‭ ‬قدما،‭ ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬نهج‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬العصامية‭ ‬المكافحة‭ ‬التي‭ ‬اختارت‭ ‬القوة‭ ‬نهجا،‭ ‬والإرادة‭ ‬وقودا،‭ ‬فبدأت‭ ‬من‭ ‬الصفر،‭ ‬وكافحت‭ ‬حتى‭ ‬انطلقت‭ ‬بكل‭ ‬نجاح‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الإنجاز‭ ‬والعطاء‭.‬

سكينة‭ ‬محمد،‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬استيراد‭ ‬الاكسسوارات‭ ‬والحقائب‭ ‬اليدوية‭ ‬الهندية‭ ‬والأفغانية،‭ ‬لتصبح‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬المنزلية‭ ‬النسائية‭ ‬المتألقة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬خوضها‭ ‬مشوارا‭ ‬طويلا‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬والاجتهاد،‭ ‬حيث‭ ‬تنقلت‭ ‬بها‭ ‬محطات‭ ‬الحياة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الوظيفة،‭ ‬وعالم‭ ‬التمثيل،‭ ‬واحتراف‭ ‬عرض‭ ‬الأزياء،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وجدت‭ ‬شغفها‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬عمرها‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬صيتا‭ ‬ذائعا‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬التجاري‭ ‬وعلى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

لقد‭ ‬عصرتها‭ ‬تجارب‭ ‬الحياة،‭ ‬وأسهمت‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتها،‭ ‬وكشفت‭ ‬عن‭ ‬معدنها‭ ‬ومواهبها،‭ ‬فما‭ ‬اكتسبته‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬كان‭ ‬خير‭ ‬معلم‭ ‬لها،‭ ‬بحلوها‭ ‬ومرها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬وبلوغ‭ ‬الأهداف‭ ‬ليس‭ ‬بأمر‭ ‬هين،‭ ‬وتكون‭ ‬الضريبة‭ ‬دائما‭ ‬الإصرار‭ ‬والتحدي،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬يظل‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬الإرادة‭ ‬وعدم‭ ‬الاستسلام‭ ‬لأي‭ ‬عثرات‭ ‬أو‭ ‬عقبات‭. ‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟

لقد‭ ‬كنت‭ ‬ابنة‭ ‬وحيدة‭ ‬لوالدي،‭ ‬منطوية‭ ‬على‭ ‬نفسي،‭ ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬صداقات،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬يميزني‭ ‬هو‭ ‬تمتعي‭ ‬بميول‭ ‬فنية‭ ‬عالية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬أتوقع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬الصغيرة‭ ‬أن‭ ‬أحترف‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬وكنت‭ ‬قد‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬للدراسة‭ ‬بعد‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أكمل‭ ‬مشواري‭ ‬الدراسي‭ ‬هناك‭ ‬بسبب‭ ‬مرض‭ ‬والدي‭ ‬واضطراري‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬وطني‭.‬

وبعد‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن؟

لقد‭ ‬تزوجت‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬19‭ ‬عاما،‭ ‬وبالطبع‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬شخصيتي‭ ‬قد‭ ‬نضجت‭ ‬كفاية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬الصغير،‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬عقب‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬وقد‭ ‬توقفت‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬تعليمي‭ ‬تفرغا‭ ‬لمسؤولياتي‭ ‬الأسرية‭ ‬التي‭ ‬أقدسها‭ ‬كثيرا،‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬قمت‭ ‬بدراسة‭ ‬تخصص‭ ‬تسويق‭ ‬وإدارة‭ ‬الأعمال‭. ‬وقررت‭ ‬بداية‭ ‬مشواري‭ ‬العملي‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الدراسة‭ ‬الجامعية‭.‬

 

أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية؟

أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية‭ ‬لي‭ ‬كانت‭ ‬عملي‭ ‬بوظيفة‭ ‬سكرتيرة‭ ‬أثناء‭ ‬دراستي‭ ‬بالجامعة،‭ ‬وقد‭ ‬قررت‭ ‬هذه‭ ‬البداية‭ ‬المبكرة‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقلالية‭ ‬المادية،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬راتبي‭ ‬كان‭ ‬متواضعا‭ ‬جدا‭ ‬لم‭ ‬يتعد‭ ‬60‭ ‬دينارا،‭ ‬ثم‭ ‬تنقلت‭ ‬بين‭ ‬محطات‭ ‬عملية‭ ‬عديدة‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬دخل‭ ‬مادي‭ ‬أكبر،‭ ‬لحاجتي‭ ‬للإنفاق‭ ‬على‭ ‬نفسي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬مصانع‭ ‬الأحمدي‭ ‬وتعرفت‭ ‬على‭ ‬أخت‭ ‬صاحب‭ ‬المصنع‭ ‬وهي‭ ‬مصورة‭ ‬معتمدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬والتي‭ ‬اقترحت‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬موديلا‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الذهب‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وبعد‭ ‬عرض‭ ‬إحدى‭ ‬الصور‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬البحرين،‭ ‬جاءت‭ ‬انطلاقتي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬عروض‭ ‬الأزياء،‭ ‬وبعدها‭ ‬دخلت‭ ‬مجال‭ ‬التمثيل‭.‬

كيف‭ ‬كانت‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الأضواء؟

كانت‭ ‬بدايتي‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬ليل‭ ‬البنادر‮»‬‭ ‬من‭ ‬اخراج‭ ‬عبدالله‭ ‬يوسف،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬تراثي‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬أو‭ ‬شغفي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الشهرة‭ ‬والاضواء،‭ ‬حيث‭ ‬اقتحمته‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬دخل‭ ‬مادي‭ ‬إضافي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وظيفتي،‭ ‬واستمر‭ ‬ذلك‭ ‬حوالي‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وقد‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬والتلفزيون‭ ‬السعودي‭ ‬وكذلك‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬عروض‭ ‬أزياء‭ ‬في‭ ‬دولتي‭ ‬قطر‭ ‬والامارات،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وجدت‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬وظيفتي‭ ‬وأعمالي‭ ‬الفنية،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬العروض‭ ‬كان‭ ‬عرض‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مسلسل‭ ‬يتم‭ ‬تصويره‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬مدة‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر،‭ ‬ولكني‭ ‬اعتذرت‭ ‬بسبب‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬الأسرية‭.‬

وماذا‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬العمل‭ ‬بجريدة‭ ‬الخليج‭ ‬الإماراتية؟

بعد‭ ‬أن‭ ‬تركت‭ ‬أعمالي‭ ‬الفنية‭ ‬تفرغت‭ ‬لوظيفتي،‭ ‬وسافرت‭ ‬إلى‭ ‬دولة‭ ‬الامارات،‭ ‬وعملت‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الخليج‭ ‬الإماراتية‭ ‬كمسؤولة‭ ‬قسم‭ ‬التسويق،‭ ‬وعقب‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬قررت‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬نظرا‭ ‬لظروف‭ ‬صحية‭ ‬صعبة‭ ‬مررت‭ ‬بها،‭ ‬وهنا‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬مميز‭ ‬ومختلف‭ ‬أكمل‭ ‬به‭ ‬مسيرتي،‭ ‬ووجدت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الاكسسوارات‭ ‬الهندية‭ ‬والافغانية‭ ‬اليدوية‭ ‬والحقائب،‭ ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬استيرادها‭ ‬بعد‭ ‬دراسة‭ ‬شاملة‭ ‬عن‭ ‬جدوى‭ ‬المشروع،‭ ‬وقد‭ ‬تزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭.‬

متى‭ ‬جاءت‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لمشروعك؟

مع‭ ‬إطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬حسابي‭ ‬على‭ ‬الانستجرام‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬إيجابية‭ ‬ومدهشة‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬تقريبا،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬بقرض‭ ‬مالي‭ ‬لم‭ ‬يتعد‭ ‬600‭ ‬دينار،‭ ‬وجميعنا‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬التسوق‭ ‬أون‭ ‬لاين‭ ‬حقق‭ ‬ازدهارا‭ ‬كبيرا‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وقد‭ ‬أشرفت‭ ‬على‭ ‬مشروعي‭ ‬كاملا‭ ‬بنفسي،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬استيراد‭ ‬الاكسسوارات‭ ‬والحقائب‭ ‬والتعبئة‭ ‬والشحن‭ ‬والتصوير‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور،‭ ‬وكان‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬بضاعتي‭ ‬هو‭ ‬التفرد‭ ‬والتميز‭ ‬والجودة،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬قطعة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬موديل،‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬للإكسسوارات‭ ‬أو‭ ‬الحقائب،‭ ‬وشيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬بدأ‭ ‬الاقبال‭ ‬على‭ ‬الشراء‭ ‬من‭ ‬البحرينيات‭ ‬يزداد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مقتصرا‭ ‬تقريبا‭ ‬على‭ ‬الآسيويات‭ ‬بل‭ ‬واكتشفت‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الجنسيات‭ ‬يعشقن‭ ‬المشغولات‭ ‬الهندية‭ ‬والافغانية‭ ‬لدقتها‭ ‬وجمالها‭ ‬ويتباهين‭ ‬بارتدائها،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬بمثابة‭ ‬رسالة‭ ‬لمن‭ ‬كانوا‭ ‬يستهزئون‭ ‬بمشروعي‭ ‬ويتوقعون‭ ‬فشله‭.‬

وما‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة؟

رسالة‭ ‬انتصار‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬سخر‭ ‬من‭ ‬مشروعي‭ ‬حين‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬فكرته،‭ ‬فكثيرون‭ ‬أبدوا‭ ‬سخريتهم‭ ‬من‭ ‬الفكرة،‭ ‬وتوقعوا‭ ‬فشلها،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬ألتفت‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬آراء‭ ‬محبطة،‭ ‬بل‭ ‬مثلت‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬حافزا‭ ‬قويا‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬المشروع،‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬أنني‭ ‬أبهرت‭ ‬الجميع،‭ ‬ودحضت‭ ‬كل‭ ‬تنبؤاتهم،‭ ‬فأنا‭ ‬أتمتع‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬العناد‭ ‬الإيجابي‭ ‬ومواجهة‭ ‬أي‭ ‬تحد‭ ‬بكل‭ ‬صلابة،‭ ‬واليوم‭ ‬فخورة‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬بما‭ ‬حققته،‭ ‬وكانت‭ ‬مشاركتي‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬ديرتي‭ ‬البحرين‭ ‬خطوة‭ ‬أعتز‭ ‬بها‭ ‬كثيرا‭. ‬

أشد‭ ‬محنة‭ ‬وأصعب‭ ‬قرار؟

أشد‭ ‬محنة‭ ‬مررت‭ ‬بها‭ ‬كانت‭ ‬فقدان‭ ‬الأب،‭ ‬فأنا‭ ‬وحيدة‭ ‬والداي‭ ‬ومرتبطة‭ ‬بهما‭ ‬بشدة،‭ ‬وكان‭ ‬عليّ‭ ‬أن‭ ‬أتعايش‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الصدمة‭ ‬ولعل‭ ‬الصعوبة‭ ‬التي‭ ‬أواجهها‭ ‬دوما‭ ‬هو‭ ‬إقامتي‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وبعدي‭ ‬عن‭ ‬الوطن‭ ‬ووالدتي‭ ‬التي‭ ‬تقيم‭ ‬بالبحرين،‭ ‬أما‭ ‬أصعب‭ ‬قرار‭ ‬اتخذته‭ ‬فكان‭ ‬تكوين‭ ‬أسرة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬لأنني‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تستمر،‭ ‬وعلى‭ ‬المرء‭ ‬ألا‭ ‬يستسلم‭ ‬عند‭ ‬أي‭ ‬ظروف‭ ‬أو‭ ‬عثرات‭ ‬قد‭ ‬تصادفه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الحياة،‭ ‬والأهم‭ ‬أن‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وأن‭ ‬يسعى‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬أي‭ ‬مساعدة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭.‬

ماذا‭ ‬وراء‭ ‬الطلاق‭ ‬المبكر‭ ‬بين‭ ‬الشباب؟

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬عدم‭ ‬النضوج‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬فشل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الزوجية‭ ‬اليوم،‭ ‬لذلك‭ ‬أنصح‭ ‬أي‭ ‬فتاة‭ ‬بألا‭ ‬تتسرع‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬صغير،‭ ‬وأن‭ ‬تنهي‭ ‬تعليمها‭ ‬الجامعي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬الارتباط،‭ ‬وأن‭ ‬تعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬حفل‭ ‬وبهجة‭ ‬ومتعة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وتوافق‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وتضحية،‭ ‬والمهم‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬الاستقلالية‭ ‬المادية‭ ‬ولا‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الآخرين،‭ ‬وللأسف‭ ‬نرى‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬منغمسا‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العصرية،‭ ‬حتى‭ ‬أنها‭ ‬خلفت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإيجابيات‭ ‬المتحققة‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬إنكارها،‭ ‬ولذلك‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الآباء‭ ‬مسؤولية‭ ‬مضاعفة‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬ببقائهم‭ ‬مع‭ ‬أبنائهم‭ ‬مدة‭ ‬أطول،‭ ‬ونقصد‭ ‬هنا‭ ‬التواجد‭ ‬الإيجابي‭.‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

الحكمة‭ ‬التي‭ ‬أضعها‭ ‬دوما‭ ‬أمام‭ ‬عيناي‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬لو‭ ‬تجري‭ ‬جري‭ ‬الوحوش‭ ‬غير‭ ‬رزقك‭ ‬ما‭ ‬تحوش‮»‬‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬أعير‭ ‬المنافسة‭ ‬أي‭ ‬اهتمام،‭ ‬وأرضى‭ ‬دائما‭ ‬بالربح‭ ‬المعقول‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬مستويات‭ ‬مدخول‭ ‬الزبائن،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬تجارتي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬بضاعة‭ ‬كمالية‭ ‬جمالية‭ ‬وليست‭ ‬أساسية‭.‬

حلمك‭ ‬القادم؟

لله‭ ‬الحمد‭ ‬حققت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حلمت‭ ‬به‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي،‭ ‬فقد‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬أمثل‭ ‬وأن‭ ‬أصبح‭ ‬عارضة‭ ‬أزياء‭ ‬وأن‭ ‬أمتلك‭ ‬مشروعا‭ ‬خاصا‭ ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬ما‭ ‬أردت‭ ‬بفضل‭ ‬الخالق‭ ‬والجهد‭ ‬والتعب‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنين،‭ ‬وكل‭ ‬أملي‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬أتوسع‭ ‬في‭ ‬مشروعي‭ ‬وأن‭ ‬أخرج‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬الإطار‭ ‬المحلي‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا