الطلاق في أغلب الأحيان يمثل الحزن وليس الفرح فهو معول هدم للأسرة وشتات لأفرادها
تكون حفلة الطلاق انتقاماً للذات وقد تكون انتقاماً من الآخر، هناك من طلقت وهي مظلومة أو ندمت بعد طلاقها ولا تريد تذكر يوم طلاقها، الطلاق يحدث بعد خلل في الاختيار والحوار والتواصل.
على الرغم من أن الابتهاج والاحتفال بالطلاق يخالف بشكل جذري ثقافة وطبيعة المجتمع الخليجي، لكن هذا المجتمع أخذ يشهد أكثر من ذلك وصولاً إلى إقامة حفلات للاحتفاء بالطلاق!
بحسب البحث الذي أجراه موقع «الخليج أونلاين» القطري تكون هذه الحفلات مختلفة بحسب تفضيلات الأفراد وظروف الطلاق نفسها؛ ففي البعض منها، تقام حفلات داخل قاعات خاصة تجمع الأهل والأصدقاء لتقديم الدعم للشخص المنفصل، والبعض الآخر منها تقام داخل المنازل ويكون فيها عدد المدعوين محدوداً.
وتشهد بعض من هذه الحفلات إقامة الولائم رفقة حفل بهيج، تتخلله الموسيقى والأغاني وتوزيع الهدايا، وتوثق في منشورات على مواقع التواصل.
لكن بشكل عام، في الثقافة الخليجية، يعدّ الطلاق موضوعاً حساساً، ويمكن أن يكون مصدراً للإحراج للأطراف المعنية، لذا يفضل بعض الأشخاص الابتعاد عن إقامة حفلات الطلاق بشكل علني مهما كان الطلاق مريحاً لهم.
وبشكل عام أيضاً، تتمسك الكثير من العائلات في الخليج بالتقاليد الاجتماعية والدينية، ودائماً ما ينصاعون لتوجيهات الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالطلاق والتعاطي معه.
.. وتعليق من «أخبار الخليج»
تتسم المجتمعات العربية عموما والخليجية خاصة، بإعلاء قيمة الأسرة باعتبارها أساس المجتمع، وذلك انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي، الذي يؤكد أن الزواج أساسه المودة والرحمة بين الزوجين، وعندما يستحيل العيش بينهما تطبق قاعدة «إِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ»، بحيث يكون الطلاق وسيلة لحماية طرفي العلاقة الزوجية من الوقوع في مشكلات تهدد مفهوم الأسرة.
ولكن من الظواهر الاجتماعية التي تشكل تهديدا للأسرة الخليجية، هو أن البعض بات يستغل رابط الزوجية لإعاقة حقوق المرأة، مستغلين طول أمد التقاضي في المحاكم الشرعية، وبالتالي هدر سنوات من عمر المرأة، وهي عالقة بين قاعات المحاكم الشرعية، لذا فإن ما نراه اليوم من إعلان حفلات للطلاق، هو انعكاس لحالات الكبت التي عاشتها النساء بحثا عن الخلاص من هذا القيد الذي يعيق حياتها.
هذه مؤشرات تلزم المجتمعات الخليجية والقائمين على القضاء الشرعي فيها بمراجعة الذات، من أجل تحقيق العدالة الناجزة في قضايا الطلاق والرؤية والحضانة، باعتبارها إحدى الوسائل والضمانات التي تحمي القيم الأسرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك