مستخدمة ركام المنازل ورماد النار المتبقي من إعداد الطعام والخبز للنازحين في أحد مراكز الإيواء، تمارس الفتاة الفلسطينية منة حمودة هوايتها المفضلة بالرسم على جدران مركز الإيواء، الذي لجأت إليه وعائلتها بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة. حمودة ابنة الـ21 ربيعًا، نزحت مع بداية الحرب من شمال القطاع إلى وسطه بمدينة دير البلح، واستقرت مع عائلتها في مركز للإيواء قريب من مستشفى شهداء الأقصى، تروي لـ«إرم نيوز» معاناتها بفقدان مرسمها وكافة معداتها بسبب الحرب.
حمودة فنانة تشكيلية تهوى الرسم منذ طفولتها، وكانت تمتلك قبل الحرب مركزًا تدريبيًا ومرسمًا في منزلها، مؤكدة أن كل ذلك تدمر بفعل الحرب الإسرائيلية التي قضت على جميع أحلامها، بما فيها المنافسة بمسابقات الرسم العالمية.
وتقول لـ«إرم نيوز» إنها تمارس هواية الرسم منذ نعومة أظفارها، وكان شغلها الشاغل إعداد اللوحات التي تحاكي السلام والأمل والحب، كما أنها كانت تعلم الأطفال الرسم في مرسمها الخاص. وأضافت: «أحلامي ذهبت أدراج الرياح ولم يبقَ شيء مما كنت أخطط له، والآن أحاول إيصال رسائل النازحين برسومات تعبر عن الواقع المأساوي الذي نعيشه.. حاولت الرسم عن الحياة الجميلة لكنني لم أنجح».
وتابعت: «لم أتمكن من رسم أية أفكار بعيدة عن واقع الحرب والدمار الذي نعيشه في قطاع غزة، خاصة أنني اضطررت إلى ترك أدواتي في منزلي شمال القطاع، واستبدلتها برماد النار المشتعلة لإعداد الطعام والخبز».
وختمت بالقول: «اليوم أحلم أن تتوقف الحرب وأعود إلى حياتي السابقة.. وجميع النازحين يأملون بالعودة إلى منازلهم.. ورسالتي للعالم برسوماتي هي أننا نريد وقف الحرب، ونحب السلام، وما نشهده في القطاع صعب للغاية».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك