اختلفت آراء طلائع الفرنسيين الذين حضروا فيلم «نابليون» للمخرج ريدلي سكوت بعد إطلاقه هذا الأسبوع، إذ لاحظ بعضهم ضخامة العمل، وأخذ عليه آخرون في المقابل «الأخطاء التاريخية» التي «يحفل بها»، واعتبروه مسيئاً إلى شخصية وطنية، فيما جاء موقف النقاد مائلاً إلى الفتور. وقال كليمان بيّيه بعد مشاهدته الفيلم في سينما «بارادي» في فونتينبلو بجنوب باريس: «إنه هراء! لا، لم يعجبني». ورغم إقراره بأن المخرج البريطاني تمكّن «بشكل جيد إلى حد ما» من تحقيق التحدي المتمثل في «سرد حياة نابوليون في ساعتين وأربعين دقيقة»، لم تقنعه على الإطلاق مشاهد المعارك التي تُعدّ مع ذلك أبرز ما في الفيلم. أما جاك لوك الذي امتنع عن ذكر شهرته فوصف الفيلم بأنه «خيبة أمل كبيرة»، وانتقد «الأخطاء التاريخية» فيه و«مهاجمته نابليون»، الذي يتولى دوره الممثل جواكين فينيكس. ولم يخفِ ريدلي سكوت في الفيلم إعجابه بقصة الإمبراطور الذي سَكِر بانتصاراته في المعارك وحملاته العسكرية الظافرة، واشتهر ببراعته في فن الحرب، وأشعل نار الحروب في أوروبا. وأشار موقع «آلو سينيه» المتخصص إلى أن نقاد الصحافة الفرنسية قابلوا الفيلم بردود فعل متباينة مماثلة، إذ لم تجاوز العلامة التقييمية للفيلم 2,9 على 5. ولاحظ عدد من المؤرخين الفرنسيين أن ريدلي سكوت تصرّف بحرّية كبيرة في القصة التاريخية، واتهمه بعضهم حتى بالتحيّز البريطاني المعادي لنابليون. وانتقد المؤرخ باتريس غينيفيه في مجلة «لوبوان» الأسبوعية «الصورة الكاريكاتورية» التي أعطاها الفيلم عن نابوليون «كغول كورسيكي طموح، متفاخر ومتجهّم، ومثير للاشمئزاز أيضاً في علاقته مع زوجته جوزفين» التي تؤدي دورها فانيسا كيربي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك