العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عن الغباء والذكاء المُستترَين

لأنني‭ ‬أتطاول‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬مرارا‭ ‬في‭ ‬مقالاتي،‭ ‬وأشكو‭ ‬من‭ ‬تعرضي‭ ‬للبطش‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬أم‭ ‬الجعافر‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أم‭ ‬عيالي،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يحسب‭ ‬أن‭ ‬زوجتي‭ ‬أُمية‭ ‬ولا‭ ‬تقرأ‭ ‬ما‭ ‬أكتبه،‭ ‬بينما‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬هي‭ ‬أنها‭ ‬فوضت‭ ‬أمرها‭ ‬لله،‭ ‬وتقول‭ ‬إن‭ ‬الشكوى‭ ‬لغير‭ ‬الله‭ ‬مذلة،‭ ‬ولنفي‭ ‬شبهة‭ ‬الأمية‭ ‬عنها‭ ‬أقول‭ ‬إنني‭ ‬تعرفت‭ ‬عليها‭ ‬وهي‭ ‬طالبة‭ ‬عندي‭ ‬خلال‭ ‬الحقبة‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬فيها‭ ‬مدرسا‭ ‬للغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬الشقيق،‭ ‬وللغرابة‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يسألني‭: ‬هل‭ ‬أنت‭ ‬متزوج‭ ‬فعلا؟‭ ‬سؤال‭ ‬سخيف‭ ‬فكأنما‭ ‬هناك‭ ‬زواج‭ ‬غير‭ ‬فعلي‭ ‬أو‭ ‬زواج‭ ‬نظري‭ ‬أو‭ ‬افتراضي‭!! (‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬فعلا‭ ‬زواج‭ ‬فعل‭ ‬مضارع‭ ‬للحال‭ ‬والمستقبل‭ ‬وهناك‭ ‬زواج‭ ‬فعل‭ ‬‮«‬ماض‮»‬‭ ‬ناقص‭ ‬وهو‭ ‬يشبه‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬‮«‬خبر‭ ‬كان‮»‬،‭ ‬وهناك‭ ‬زواج‭ ‬فعل‭ ‬أمر‭: ‬راح‭ ‬تتزوجي‭ ‬ولد‭ ‬عمك‭ ‬ورجلك‭ ‬فوق‭ ‬رقبتك،‭ ‬وزواج‭ ‬مبني‭ ‬للمجهول‭ ‬وصنف‭ ‬ممنوع‭ ‬من‭ ‬الصرف‭).‬

نعم‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭: ‬أنا‭ ‬متزوج‭ ‬جدا‭ ‬وأحترم‭ ‬زوجتي‭ ‬جدا‭ ‬وأخاف‭ ‬منها‭ ‬جدًا،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإنني‭ ‬أخفي‭ ‬عنها‭ ‬أي‭ ‬زاوية‭ ‬فيها‭ ‬مساس‭ ‬بالمرأة‭ ‬أو‭ ‬الزوجات،‭ ‬أو‭ ‬أنتقد‭ ‬فيها‭ ‬نظرتها‭ ‬للأمور‭ ‬وولعها‭ ‬العجيب‭ ‬باقتناء‭ ‬الملاءات‭ ‬أي‭ ‬الشراشف‭ ‬والأحذية،‭ ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬حظي‭ ‬فإنها‭ ‬تعتبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬رجسا‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬الشيطان،‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬فيسبوك‭ ‬أو‭ ‬فوت‭-‬بوك،‭ ‬وأحيانا‭ ‬تسألني‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬أحضر‭ ‬نسخا‭ ‬ورقية‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬مقالاتي‭ ‬معي‭ ‬إلى‭ ‬البيت،‭ ‬فأقول‭ ‬لها‭ ‬إنني‭ ‬لا‭ ‬أحصل‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬مجانية‭ ‬منها،‭ ‬وإن‭ ‬الجريدة‭ ‬صارت‭ ‬تباع‭ ‬بواقع‭ ‬4‭ ‬دولارات‭ ‬للنسخة‭   ‬‮«‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬لإهدار‭ ‬مواردنا‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الأحذية‭ ‬والشراشف‮»‬‭.‬

ونجاحي‭ ‬في‭ ‬الضحك‭ ‬على‭ ‬زوجتي،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬‮«‬استهبالها‮»‬‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الرجل‭ ‬أكثر‭ ‬ذكاء‭ ‬من‭ ‬المرأة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تآمر‭ ‬وزارات‭ ‬التربية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬الرجل،‭ ‬بجعل‭ ‬البنات‭ ‬متفوقات‭ ‬على‭ ‬الأولاد‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬كن‭ ‬متفوقات‭ ‬فعلاً‭ ‬فالغلبة‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬النهاية‭:  ‬فبعد‭ ‬الزواج‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬مقدور‭ ‬الزوج‭ ‬أن‭ ‬يضحك‭ ‬على‭ ‬عقل‭ ‬زوجته‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يلحس‭ ‬عقلها‭ ‬بالكلام‭ ‬المعسول‭: ‬أنت‭ ‬الخير‭ ‬والبركة،‭ ‬والله‭ ‬يحفظك‭ ‬لي‭ ‬ولعيالنا،‭ ‬وتعلم‭ ‬النساء‭ ‬العربيات‭ ‬أن‭ ‬الزوج‭ ‬لا‭ ‬يصبح‭ ‬لطيفا‭ ‬رقيقا‭ ‬ورومانسيا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬عمل‭ ‬‮«‬عملة‭ ‬مهببة‮»‬‭.‬

ويحكى‭ ‬أن‭ ‬رجلا‭ ‬زار‭ ‬صديقا‭ ‬له‭ ‬عجوزاً‭ ‬لشرب‭ ‬الشاي‭ ‬بالنعناع،‭ ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬مضيفه‭ ‬ينادي‭ ‬زوجته‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بعبارات‭ ‬مثل‭: ‬يا‭ ‬حبيبتي‭.. ‬نعم‭ ‬يا‭ ‬عيوني‭ (‬لو‭ ‬قلت‭ ‬لزوجتي‭: ‬يا‭ ‬عيوني،‭ ‬لخلعتني‭ ‬لأن‭ ‬عيوني‭ ‬حاجة‭ ‬تكسف‭).. ‬تعالي‭ ‬يا‭ ‬عمري‭.. ‬كم‭ ‬سكر‭ ‬في‭ ‬الشاي‭ ‬يا‭ ‬كتكوتي‭ (‬ماذا‭ ‬يعجب‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يناديها‭ ‬شخص‭ ‬بالكتكوتة؟‭ ‬وهل‭ ‬تقبل‭ ‬أن‭ ‬يناديها‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬لاحقاً‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬يا‭ ‬‮«‬دجاجة‮»‬‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬سنة‭ ‬الحياة‭ ‬ولابد‭ ‬للكتكوت‭ ‬أن‭ ‬تكبر؟‭).. ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬الضيف‭ ‬استغل‭ ‬خروج‭ ‬الكتكوتة‭ ‬لجلب‭ ‬كعكة،‭ ‬وقال‭ ‬لصاحب‭ ‬المنزل‭: ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬أنت‭ ‬تحب‭ ‬زوجتك‭ ‬وتدللها‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنكما‭ ‬متزوجان‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭!!  ‬هنا‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬العجوز‭: ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬هي‭ ‬أنني‭ ‬نسيت‭ ‬اسمها‭ ‬منذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬لها‭ ‬تكتشف‭ ‬ذلك،‭ ‬ولهذا‭ ‬أستخدم‭ ‬ألفاظ‭ ‬الدلع‭ ‬والتدليل‭!‬

ويعرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬لسن‭ ‬غبيات،‭ ‬بل‭ ‬يتغابين،‭ ‬أي‭ ‬يتصنعن‭ ‬الغباء،‭ ‬لجعلنا‭ ‬نحس‭ ‬بالتفوق،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهن‭ ‬اللواتي‭ ‬يضحكن‭ ‬علينا،‭ ‬ولكن‭ ‬الغربيين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬الشقراوات‭ ‬غبيات‭ ‬بالوراثة‭ (‬وعندنا‭ ‬تجد‭ ‬سوداء‭ ‬كأبي‭ ‬الجعافر‭ ‬وتكسب‭ ‬شعرها‭ ‬اللون‭ ‬الأشقر‭) ‬وهكذا‭ ‬عقدت‭ ‬الشقراوات‭ ‬اجتماعا‭ ‬حضرته‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬شقراء‭ ‬ليؤكدن‭ ‬أنهن‭ ‬ذكيات‭ ‬ونادت‭ ‬زعيمتهن‭ ‬واحدة‭ ‬أوقفتها‭ ‬أمام‭ ‬الميكروفون‭ ‬وسألتها‭: ‬كم‭ ‬تساوي‭ ‬30‭ ‬زائد‭ ‬30؟‭  ‬فقالت‭: ‬19،‭ ‬فشعرت‭ ‬الزعيمة‭ ‬بالحرج،‭ ‬ولكن‭ ‬آلاف‭ ‬الأصوات‭ ‬ارتفعت‭ ‬تطالب‭ ‬بمنحها‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى،‭ ‬وهكذا‭ ‬سألتها‭: ‬كم‭ ‬تساوي‭ ‬15‭ + ‬15؟‭  ‬فأجابت‭: ‬90‭ ‬وكادت‭ ‬الزعيمة‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬الخجل،‭ ‬ولكن‭ ‬الأصوات‭ ‬تعالت‭ ‬مجدداً‭: ‬أعطوها‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى،‭ ‬فسألتها‭ ‬الزعيمة‭: ‬كم‭ ‬تساوي‭ ‬2‭+‬2؟‭  ‬فقالت‭ ‬4،‭ ‬هنا‭ ‬انفجرت‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬حنجرة‭ ‬بالصراخ‭: ‬أعطوها‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا