العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٨ - الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

الاسلامي

الشهيد عبد القادر الحسيني قائد المجاهدين وبطل معركة القسطل التاريخية في فلسطين

الجمعة ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00

مرّ‭ ‬75‭ ‬عامًا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬استشهاد‭ ‬المناضل‭ ‬والمجاهد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشهيد‭ ‬عبدالقادر‭ ‬الحسيني،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬ذكرى‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬عد‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬القادة‭ ‬العسكريين‭ ‬والثوار‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وقت النكبة،‭ ‬وللرجل‭ ‬عبارته‭ ‬الشهيرة،‭ ‬التي‭ ‬خاطب‭ ‬بها‭ ‬اللجنة‭ ‬العسكرية‭ ‬التابعة‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬التاريخ‭ ‬سيتهمكم‭ ‬بإضاعة‭ ‬فلسطين،‭ ‬وإنني‭ ‬سأموت‭ ‬في‭ ‬القسطل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬تقصيركم‮»‬‭.‬

وُلد‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬موسى‭ ‬كاظم‭ ‬الحسيني‭ ‬في‭ ‬إسطنبول،‭ ‬وتختلف‭ ‬المصادر‭ ‬بشأن‭ ‬تاريخ‭ ‬مولده‭ ‬بين‭ ‬عامَي‭ ‬1908‭ ‬و1910‭ ‬نشأ‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬عرف‭ ‬المقاومة‭ ‬والجهاد،‭ ‬حيث‭ ‬عُرف‭ ‬والده‭ ‬الذي‭ ‬شغل‭ ‬مناصب‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬ورأس‭ ‬بلدية‭ ‬القدس‭ ‬بـ«شيخ‭ ‬المجاهدين‮»‬‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭.‬

درس‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬زاوية‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬القدس،‭ ‬ثم‭ ‬أنهى‭ ‬دراسته‭ ‬الأولية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ (‬روضة‭ ‬المعارف‭ ‬الابتدائية‭) ‬بالقدس،‭ ‬أتم‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬دراسته‭ ‬الثانوية‭ ‬بتفوق‭ ‬ثم‭ ‬التحق‭ ‬بعدها‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب‭ ‬والعلوم‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭  ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬لبث‭ ‬أن‭ ‬طُرد‭ ‬منها‭ ‬نظراً‭ ‬لنشاطه‭ ‬الوطني‭ ‬،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬الالتحاق‭ ‬بجامعة‭ ‬أخرى‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬بقدر‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬فتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬ودرس‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الكيمياء‭ ‬بها،‭ ‬وطيلة‭ ‬فترة‭ ‬دراسته‭ ‬لم‭ ‬يظاهر‭ ‬بنشاطه‭ ‬الوطني‭ ‬أملاً‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬التخرج،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬تحقق‭ ‬مأربه‭ ‬حتى‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬حفل‭ ‬التخرج‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجامعة‭ ‬لعنة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تبثه‭ ‬من‭ ‬أفكار‭ ‬وسموم‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬الطلاب،‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬شهادته،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تظاهرة‭ ‬كبيرة‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬رابطة‭ ‬أعضاء‭ ‬أسرة‭ ‬الطلبة‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬الحسيني‭ ‬وترأسها‭ ‬أيضاً‭ ‬وانتهى‭ ‬الأمر‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬إسماعيل‭ ‬صدقي‭ ‬بطرده‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬فعاد‭ ‬أدراجه‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬عام‭ ‬1932‭ ‬حاملاً‭ ‬شهادته‭ ‬التي‭ ‬أرادوا‭ ‬حرمانه‭ ‬منها‭.‬

بحسب‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬الأنباء‭ ‬والمعلومات‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭ (‬وفا‭)‬،‭ ‬راح‭ ‬الحسيني‭ ‬الذي‭ ‬عاد‭ ‬لاحقًا‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬يعمل‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1936‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬شبان‭ ‬فلسطينيين‭ ‬لينظموا‭ ‬وحدات‭ ‬مسلحة‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬حقها‭ ‬وأرضها،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تعرّضت‭ ‬للهجوم‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭. ‬وعُد‭ ‬الرجل‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬الثورة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭.‬

فالحسيني،‭ ‬وفق‭ ‬المصدر‭ ‬ذاته،‭ ‬أطلق‭ ‬النيران‭ ‬على‭ ‬ثكنة‭ ‬عسكرية‭ ‬بريطانية‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬بيت‭ ‬سوريك‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬القدس،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تحرك‭ ‬خلايا‭ ‬الثورة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وانضمام‭ ‬رجال‭ ‬المقاومة‭ ‬إليها‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يشير‭ ‬المناضل‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عام‭ ‬1936‭ ‬بهجت‭ ‬أبو‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬مذكراته،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القائد‭ ‬الشهيد‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬الحسيني‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬بنشاط‭ ‬واسع‭ ‬لإعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬المقاتلين‭ ‬الثوريين‭ ‬في‭ ‬جيش‭ ‬الجهاد‭ ‬المقدس،‭ ‬التنظيم‭ ‬الذي‭ ‬سيحاول‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القدس‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة‭ ‬الأخيرة‮»‬‭.‬

بدأت‭ ‬رحلة‭ ‬جهاده‭ ‬عام‭ ‬1935‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬الحثيثة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإدارة‭ ‬البريطانية‭ ‬لضمه‭ ‬تحت‭ ‬جناحها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توليته‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬الرفيعة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إيمانه‭ ‬بالجهاد‭ ‬المسلح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال‭ ‬كان‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬إغراءاتهم،‭ ‬وتأكد‭ ‬له‭ ‬صواب‭ ‬اعتقاده‭ ‬حينما‭ ‬رحل‭ ‬الشيخ‭ ‬عز‭ ‬الدين‭ ‬القسام‭ ‬شهيداً‭ ‬مدافعاً‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬فلسطين‭ ‬فخطا‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬دربه‭ ‬وراح‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1936‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬شبان‭ ‬فلسطينيين‭ ‬لينظموا‭ ‬وحدات‭ ‬مسلحة‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬حقها‭ ‬وأرضها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬للهجوم‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬1941‭ ‬شارك‭ ‬الحسيني‭ ‬العراقيين‭ ‬في‭ ‬جهادهم‭ ‬ضد‭ ‬الإنجليز‭ ‬وتمكن‭ ‬برباطة‭ ‬جأشه‭ ‬أن‭ ‬يوقف‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬البريطانية‭ ‬مدة‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬استبسل‭ ‬خلالها‭ ‬ورفاقه‭ ‬في‭ ‬المقاومة،‭ ‬اعتقل‭ ‬ورفاقه‭ ‬وقضوا‭ ‬في‭ ‬الأسر‭ ‬العراقي‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬بعدها‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬مكث‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬عامين‭ ‬في‭ ‬ضيافة‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1944‭ ‬حتى‭ ‬الفاتح‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬بعدها‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭.‬

أثناء‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬عمد‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬لإعداد‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ضد‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬فراح‭ ‬ينظم‭ ‬عمليات‭ ‬التدريب‭ ‬والتسليح‭ ‬للمقاومين‭ ‬وأنشأ‭ ‬معسكراً‭ ‬سرياً‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬قوى‭ ‬وطنية‭ ‬مصرية‭ ‬ليبية‭ ‬مشتركة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬الليبية،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬بتدريب‭ ‬عناصر‭ ‬مصرية‭ ‬أيضاً‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬فدائية،‭ ‬حيث‭ ‬شاركت‭ ‬عناصره‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬المتطوعين‭ ‬بحرب‭ ‬فلسطين‭.‬

وكذلك‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬القناة‭ ‬ضد‭ ‬بريطانيا،‭ ‬كما‭ ‬عمد‭ ‬إلى‭ ‬التواصل‭ ‬والتشابك‭ ‬مع‭ ‬قائد‭ ‬الهيئة‭ ‬العربية‭ ‬العليا‭ ‬ومفتي‭ ‬فلسطين‭ ‬أمين‭ ‬الحسيني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمويل‭ ‬خطته‭ ‬وتسهيل‭ ‬حركة‭ ‬المقاومين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬جبهات‭ ‬فلسطين،‭ ‬كما‭ ‬عمد‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬التنسيق‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المشايخ‭ ‬والزعماء‭ ‬والقادة‭ ‬داخل‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأنشأ‭ ‬معملاً‭ ‬لإعداد‭ ‬المتفجرات‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إقامته‭ ‬محطة‭ ‬إذاعية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬درة‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتشجيع‭ ‬المجاهدين‭ ‬على‭ ‬الجود‭ ‬بأنفسهم‭ ‬وقوتهم‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬نصرة‭ ‬الحق‭ ‬والحرية‭.‬

وأنشأ‭ ‬محطة‭ ‬لاسلكية‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬بيرزيت‭ ‬وعمل‭ ‬شفرة‭ ‬اتصال‭ ‬تضمن‭ ‬لهم‭ ‬سرية‭ ‬المعلومات‭ ‬وعدم‭ ‬انتقالها‭ ‬إلى‭ ‬الأعداء‭ ‬عبر‭ ‬المراسلات‭ ‬العادية،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬الحسيني‭ ‬أيضاً‭ ‬بتجنيد‭ ‬فريق‭ ‬مخابرات‭ ‬مهمته‭ ‬فقط‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬وخفايا‭ ‬وأسرار‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬لضربه‭ ‬في‭ ‬عقر‭ ‬داره،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تكوينه‭ ‬لفرق‭ ‬الثأر‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬ردعت‭ ‬وأرهبت‭ ‬المحتلين‭ ‬الصهاينة‭ ‬وقللت‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬القتل‭ ‬الممنهجة‭ ‬التي‭ ‬أذاقوها‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

استشهد‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬الحسيني‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬أبريل‭ ‬عام1948‭ ‬خلال‭ ‬معركة‭ ‬القسطل،‭ ‬وكان‭ ‬قائد‭ ‬المعركة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القسطل‭ ‬جنوب‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬ضد‭ ‬العصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬مدة‭ ‬ثمانية‭ ‬أيام‭. ‬ومعركة‭ ‬القسطل كانت‭ ‬معركة‭ ‬فاصلة‭ ‬في‭ ‬التاريخ الفلسطيني،‭ ‬وقعت‭ ‬خلال الفترة‭ ‬التي‭ ‬سبقت‭ ‬حرب‭ ‬1948‮ ‬‭(‬النكبة‭) ‬مباشرة‭ ‬وكانت‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬العسكرية‭ ‬للعصابات‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‮ ‬عملية‭ ‬نخشون،‭ ‬سقط‭ ‬فيها عبد‭ ‬القادر‭ ‬الحسيني‮ ‬أحد‭ ‬القيادات‭ ‬العسكرية‭ ‬أثناء‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القدس‭. ‬وقد‭ ‬جرت‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬قرية القسطل والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬مداخل‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬الدفاعية‭ ‬الإستراتيجية‭.‬

وكانت‭ ‬القسطل‭ ‬تشكل‭ ‬بداية‭ ‬لخطة‭ ‬يهودية‭ ‬لاحتلال‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬فلسطين‭ ‬قبل‭ ‬إنهاء‭ ‬الانتداب‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬وقام‭ ‬القائد‮ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬الحسيني‮ ‬بمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬بقوات‭ ‬فلسطينية‭ ‬متفرقة‭ ‬ومجاهدين‭ ‬بأسلحة‭ ‬قليلة‭ ‬الفعالية‭ ‬في‭ ‬الحروب،‭ ‬ولم‭ ‬تتلق‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬المقاومة‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬بعضها‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعاني‭ ‬وطأة‭ ‬الاستعمار‭. ‬لكن‭ ‬القائد‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬أخذ‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬عاتقه،‭ ‬وفي‭ ‬5‭ ‬أبريل‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬توجه‭ ‬بقواته‭ ‬البسيطة‭ ‬نحو‭ ‬القسطل،‭ ‬واستطاع‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬يحاصر‭ ‬القسطل‭ ‬وطالب‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬بدعمه‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يتلق‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يريده‭ ‬فخاطبهم‭ ‬قائلا‭: ‬إنني‭ ‬ذاهب‭ ‬إلى‭ ‬القسطل‭ ‬وسأقتحمها‭ ‬وسأحتلها‭ ‬ولو‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬موتي،‭ ‬والله‭ ‬لقد‭ ‬سئمت‭ ‬الحياة‭ ‬وأصبح‭ ‬الموت‭ ‬أحب‭ ‬إلي‭ ‬من‭ ‬نفسي،‭ ‬إنني‭ ‬أصبحت‭ ‬أتمنى‭ ‬الموت‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬الصهاينة‭ ‬يحتلون‭ ‬فلسطين‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا