أول بحرينية تحصل على مرتبة الشرف الأولى من حكام عالميين في عرض أزياء السفارة الفرنسية بالمملكة..
مصممة الأزياء وصاحبة مشروع للتجميل.. سمية فيصل عبدالمجيد لـ«أخبار الخليج»:
يقول رونالد اسبورت «إذا لم تحاول أن تفعل شيئا أبعد مما قد أتقنته.. فأنت لن تتقدم أبدا»!
نعم، هي عشقت فن تصميم الأزياء حتى درجة الإتقان، ولم تكتف بذلك بل سعت إلى التميز والتفرد، الأمر الذي أهلها لتحتل مرتبة الشرف الأولى في عرض أزياء نظمته السفارة الفرنسية بالمملكة شاركت فيه 16 مصممة بحرينية، الأمر الذي أحدث نقلة من التغيير الإبداعي لموهبتها التي ولدت بها بالفطرة، فبعد سنوات من التحليق في سماء الممكن، استطاعت الخروج من هذه الدائرة حين منحها حكام عالميون هذا الشرف الذي جعلها تسطع في عالم الأزياء.
سمية فيصل عبدالمجيد، مصممة أزياء عصامية، انطلق مشروعها من معرض صغير في منزلها، وتطور طموحها إلى أن أصبحت سيدة أعمال شهيرة لتصميم الأزياء تملك بصمة خاصة بها لتؤكد تجربتها أن ما يحصل عليه المرء إنما هو نتيجة جهد وعمل دؤوب ومثابرة، وأن الإبداع وليد الجرأة.
فكم هو رائع أن يفك المبدع شفرة مواهبه في أعماقه، أما الأروع فهو أن يقدم إبداعه بشكل غير مألوف، كي يحتل مكانة خاصة تحت الشمس، فكيف بدأت الرحلة؟
وما أهم المحطات؟
وماذا عن أصعب التحديات؟
وأسئلة أخرى كثيرة نجيب عنها في الحوار التالي:
متى بدأت موهبة تصميم الأزياء؟
لقد بدأت موهبة تصميم الأزياء تظهر لدي في عمر مبكر للغاية، فمنذ الطفولة كنت دائما أحرص على اختيار ثيابي بحيث تكون مميزة ومتفردة، كما برعت في تخيل التصاميم في ذهني، حتى أن المقربين لي كانوا يلجؤون لي لاختيار ملابسهم، خاصة في المناسبات، ويصطحبوني معهم إلى الخياط، وهكذا. وقد كان أملي هو دراسة هذا المجال إلا أنه لم يكن متوفرا حينئذ بالبحرين، فقررت دراسة تخصص المحاسبة المالية في المرحلة الجامعية، وذلك نظرا إلى حبي للرياضيات بشكل عام، وبعد التخرج أصبح لدي مبلغ متواضع من المال وأطلقت مشروعي الخاص.
كيف كانت البداية؟
بعد تخرجي حدث أن تزوجت في الفترة نفسها، وكنت قد اعتدت على ارتداء كافة ملابسي من صنعي، وكانت بداية مشروعي متواضعة للغاية، حيث انطلق من معرض في بيتي كان يضم حوالي 40 قطعة من تصميمي، وفوجئت برد فعل إيجابي للغاية، وإشادة كبيرة من كل الزائرين، حتى وجدت الجميع يقترحون عليّ أن أستفيد من موهبتي هذه بشكل أوسع، فقمت بدراسة جدوى لتطوير مشروعي وافتتحت محلا لتصميم وبيع الأزياء، وبالفعل بدأت بالجلابيات ثم الفساتين، وما يميز تصاميمي هو المزج بين الطراز الهندي والبحريني، كما أدخلت التطريز والشك على أزيائي، وتوسعت في عملي شيئا فشيئا، بعد أن بدأت بمساعدة عامل واحد فقط.
بصمتك الخاصة؟
ما يميز تصميماتي هو الحرص دائما على الحافظ على الأصالة، حيث استلهم من التراث البحريني والهندي والعماني والإماراتي، مع إضافة لمسة حديثة، كما أحاول إضافة لمسة خاصة من خلال أسلوب التطريز والنقش، وغالبا يضم أي زي قطعتين، بحيث يمكن ارتداؤه بشكل مختلف، فضلا عن الإقدام على تصميم ملابس واقعية وليست مجرد صرعات أو فرقعات لا تصلح للاستخدام كما يحدث مع كثير من أشهر المصممين العالميين.
كيف تم إتقان فن تصميم الأزياء؟
لقد علمت نفسي بنفسي، فالموهبة قد تكون أحيانا أهم من الدراسة، خاصة في أي شيء يتعلق بالفن، المهم هو وجود الشغف، وإثبات الذات في المجال الذي أجد فيه نفسي، وقد استفدت من دراسة المحاسبة في إدارة مشاريعي، علما بأنني أطلقت مشروعا آخر مكملا لمشروع الأزياء، حيث يقع في الإطار نفسه، وهو صالون وسبا للتجميل، وحاولت من خلاله وضع لمسات خاصة بي كذلك.
ماذا عن المنافسة؟
بالطبع هناك منافسة شديدة في هذا المجال، وذلك لوجود كم كبير من المصممات البحرينيات الرائعات، وقد كنت في السابق أشعر بالضيق عند تقليد تصميماتي أحيانا من قبل البعض، أما اليوم أجد نفسي أنظر إلى ذلك بشكل مختلف، وأعتبره نوعا من التميز والنجاح، علما بأن صاحب التصميم الأصلي يظل له لمساته وجودته الخاصة، وما زادني ثقة في نفسي هو حصولي على مرتبة الشرف الأولى كأول بحرينية تحقق هذا الإنجاز في معرض السفارة الفرنسية الذي شارك فيه حوالي 16 مصممة كلهن يتمتعن بموهبة وفن وذوق عال، وبتحكيم عالمي ضم مصممين للماركات العالمية الشهيرة، وقد أبهرت الجميع بأزيائي وتصميماتي المميزة.
حدثينا عن التصميم الفائز؟
لقد شاركت في هذا المعرض بأكثر من تصميم، وكان التحكيم على تصميم واحد مستوحى من التراث الهندي، فالمعروف أن هناك تاريخا طويلا من التجارة بين البحرين والهند، وأن طائر الطاووس يعتبر من التراث الهندي الأصيل، ويتم وضعه أحيانا كديكور في الأعراس، وقد استوحيت فكرة التصميم من هذا الطائر، وتم تطريز شكله في اليدين، وحرصت على إمكانية ارتداء هذه القطعة بأكثر من طريقة، لذلك حظي التصميم بإعجاب المحكمين حتى الإبهار، وكانت مفاجأة جميلة لي تحقيق هذا الإنجاز رغم جودة الأعمال المشاركة معي في هذا الحدث.
أهم تحدٍ عبر مشوارك؟
لا شك أنني واجهت الكثير من التحديات أهمها كانت تتعلق برأس المال في البداية، لذلك قررت أن أبدأ مشروعي بصورة متواضعة وبرأسمال معقول، وبعد تسع سنوات من الكفاح والجهد والمثابرة والسعي نحو التفرد، جاء الحصاد جميلا، وتتويجا لهذا المشوار الطويل، ويمكن القول إن هذه الجائزة تمثل بالنسبة إليّ خطوة وضعت قدمي على أول طريق العالمية، وهو حلم يراودني بشدة طوال مسيرتي.
ماذا علمتك تجربتك في الحياة؟
لقد علمتني مهنتي عبر السنين أهمية التحلي بالمرونة والصبر والمثابرة عند التعامل مع الآخرين، وهم عادة شخصيات متنوعة ومختلفة من حيث الثقافات والطبقات، وهناك درس هام عملتني إياه الحياة، ألا وهو عدم التوقف عند صغائر الأمور أو التفاهات، والتسامح دائما مع الغير، وذلك لأن الحياة زائلة، ويمكن خلال لحظة واحدة أن تتبدل الأحوال تماما بالنسبة إلى أي شخص.
أهم قيمة حرصتِ على غرسها في أبنائك؟
لقد حرصت دوما على غرس قيمة التواضع والبساطة في نفوس أبنائي، وعلى التأكيد على عدم المباهاة أو التفاخر بما يملكونه أمام الآخرين، وعلى التحلي بالقدرة على حماية أنفسهم من سلبيات التكنولوجيا الحديثة التي تمثل خطرا على الجيل الجديد بشكل عام، وما أكثرها اليوم، حيث أراها سلاح ذا حدين، صحيح أنها قد أفادتني كثيرا في تحقيق الصيت والشهرة والتواصل، ولكني أتعامل معها بحذر شديد، وأستخدمها فقط في كل ما يتعلق بعملي فقط، بعيدا عن أسرتي أو حياتي الخاصة.
مَنْ وراء نجاحك؟
لا شك أن زوجي له فضل كبير فيما حققته اليوم من بعد الخالق سبحانه وتعالي، فقد ساندني وشجعني كثيرا عبر مسيرتي الطويلة وفي كل المراحل، كذلك أهلي وصديقاتي كانوا دوما سندا كبيرا لي ودافعا كبيرا نحو الإنجاز والعطاء والتميز، حيث قدموا لي كل العون والدعم في سبيل تحقيق طموحي، وأخص بالذكر هنا أختي وهي شريكتي في مشروع صالون التجميل الذي نجح بسبب انسجام طموحنا، وتلاقي أفكارنا وموهبتنا وأهدافنا إلى حد كبير.
طموحك القادم؟
لا شك أن الطموحات والآمال لا تتوقف طالما حيينا، ولعل أهمها في المرحلة القادمة هو أن أتوسع في مشروع الأزياء، بحيث أمتلك محلا أوسع يضم عددا أكبر من الكوادر المؤهلة، كي تكتمل عوامل تحقيق حلم العالمية بالفعل، وما ينقصني حقيقة اليوم هو أن أتعلم كيفية رسم التصاميم بيدي، وبذلك تكتمل موهبتي، لأنني أصمم حاليا على المانيكان أي فكرة تأتي إلى ذهني، وأقوم بوضع لمساتي الخاصة بعد تخيلها بشكل مميز وغير مألوف، والأهم هو الحفاظ على الجودة والدقة عند التنفيذ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك