إيذانًا ببدء حقبة جديدة من النمو الاقتصادي والتغيير الاجتماعي، بدأت المملكة العربية السعودية بتوظيف الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها القوى العاملة النسائية، حيث تضاعفت نسبة السعوديات العاملات ثلاث مرات منذ عام 2013، لتصل إلى 30%. وبحسب صحيفة «مونيتور» المهتمة بأخبار الشرق الأوسط، يعدّ هذا التحول الملحوظ أحد الإنجازات البارزة لرؤية 2030؛ وهو برنامج إصلاح شامل بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد السعودي، بعد سنوات من المحافظة الدينية. ويمكن أن يعزى التحول النموذجي بالقوى العاملة في السعودية إلى عدة عوامل رئيسة، فقد أدت زيادة فرص النساء في الحصول على التعليم إلى تمكينهن من ممارسة مهن كانت تعتبر ذات يوم محظورة. بالإضافة إلى ذلك، أسهم انخفاض متوسط عدد الأطفال لكل امرأة سعودية، من أكثر من سبعة في السبعينيات إلى 2٫8 في السنوات الأخيرة، في زيادة مشاركة الإناث في القوى العاملة. كما يتجلى هذا التحول في التطلعات بين النساء السعوديات من جميع الأجيال، إذ تسعى الشابات السعوديات الآن إلى ممارسة المهن المرغوبة، ما يعكس تحولًا أساسيًّا في الأعراف المجتمعية، بعد أن أصبح بقاء المرأة في المنزل هو الاستثناء وليس القاعدة. وأضافت الصحيفة أن هذا التحول نحو الأسر ذات الأجور المتعددة قد دفع النمو الاقتصادي، إذ أصبحت المرأة السعودية مستقلة وتسهم في نفقات الأسرة؛ ما أدى إلى بعض التعديلات الثقافية والمجتمعية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك