أول بحرينية تتخصص في تصميم أزياء المحجبات..
صاحبة صالون شهير للتجميل.. سيدة الأعمال العصامية إيمان خليل درويش لـ«أخبار الخليج»:
يقول ألبرت أينشتاين: «الإبداع يتحقق عندما يصبح الذكاء نوعا من المتعة»!
بالفعل المرأة الذكية هي التي تتعامل مع محيطها بإدراك عالٍ وبفهم كبير، وتجيد تقييم تجاربها، وتوجيه إمكانياتها، وتحسن من توظيف الظروف، وتتحمل المسؤولية، وتحدد أهدافها التي تساعدها في تحقيق ذاتها، ومن ثم تشعر بالمتعة والارتياح!
إيمان خليل درويش، امرأة أدركت أنه من الحكمة أن تعلم كيف ومتي تقدم على أي خطوة، لذلك كان لها بصمتها الخاصة والمميزة في عالم سيدات الأعمال، حيث تفردت وتميزت في اختيارها لتصميم الأزياء للمحجبات، الذي وجدت فيه شغفها وطموحها، فجاء قرارها بالتخلي عن وظيفتها من أجل العمل الحر ليمثل مخاطرة كبيرة من أجل مشروعها الخاص الذي تألقت من خلاله.ولأنها شخصية تتمتع بالجرأة والشجاعة فقد أقدمت على افتتاح صالون للتجميل في فترة كورونا، حيث ارتأت أن فلترة السوق وخروج البعض منه قد يكون بالنسبة لها عاملا إيجابيا، وبالفعل صدقت رؤيتها، وحققت نجاحا لافتا في مشروعها الثاني، لتؤكد بذلك مقولة عبدالرحمن أبو ذكري «إن الزعم بان طموحات الإنسان وأحلامه قد تكون أكبر من قدراته.. إنما هو وهم.. فغالبا ما يكون الطموح أعظم من جرأة صاحبه.. وأكبر من إرادة الفعل لديه»..
حول هذه التجربة الملهمة كان الحوار التالي:
متى بدأت علاقتك بفن الأزياء؟
{ لقد أحببت فن الأزياء بشدة منذ صغري، وخاصة أن والدتي احترفت هذه المهنة، وقد ورثت عنها هذا الشغف، وكنت دوما استخدم بواقي الأقمشة لديها وأصنع منها بعض الملابس، ورغم دراستي لتخصص الأعمال البنكية والمصرفية بعد حصولي على بعثة دراسية في هذا المجال، وعملي في مجال التأمين حوالي خمسة عشر عاما، إلا أنني لم أجد نفسي في عملي هذا، لذلك وبعد حوالي سبع سنوات قررت إطلاق مشروعي الأول من نوعه الذي يتخصص في أزياء المتحجبات، حيث اكتشفت فيه شغفي الأول والحقيقي.
كيف كانت الانطلاقة؟
{ في البداية كان عملي منصبا على خدمة المقربين والصديقات من خلال تقديم الاستشارة لهن ومساعدتهن في اختيار ملابسهن وخاصة في المناسبات، بعد ذلك وجدتهن يقترحن عليّ احتراف تجارة الملابس، وبالفعل مارست هذه التجارة من خلال حسابي على الانستجرام، وفوجئت بأنه خلال ثلاثة أشهر وصل عدد متابعيني إلى عشرة آلاف، ثم تعاونت معي إحدى حاضنات رواد الأعمال، ومن خلالها انطلقت في عالم تصميم الأزياء، واخترت أن أتخصص في ملابس المحجبات، وقد نبع ذلك من حاجة شخصية، فقد كنت أواجه صعوبة في إيجاد الملابس المناسبة لي، نظرا لتوافرها في أماكن محدودة للغاية، وبالفعل حققت في هذا المجال التميز والتفرد، وسعدت بتلبية احتياجات هذه الفئة من النساء.
وماذا بعد الحاضنة؟
لقد ذاع صيتي من خلال الحاضنة وحققت شهرة في هذا المجال فقررت التوسع وافتتحت محلا خاصا متواضعا وبعامل واحد، ومن حوالي خمس سنوات تطور مشروعي ووصل عدد الخياطين له إلى خمسة وموظفة، وكانت خطوة مهمة في مشواري أكدت لي أن اختياري كان موفقا، حيث وجدت رد فعل ايجابيا كبيرا وزاد الاقبال على أزيائي يوما بعد يوم.
أهم تحدٍ؟
{ لا شك أنني واجهت العديد من التحديات عبر مشواري، ولعل أهمها اندلاع جائحة كورونا التي أثرت سلبا على جميع القطاعات، وتسببت في حدوث انتكاسة كبيرة في قطاع أصحاب الأعمال بشكل عام، وخاصة مع انحسار التجمعات أو الاحتفال بالمناسبات، ومع ذلك تمكنت من الصمود ولله الحمد وواصلت عملي أون لاين، بل أنني أقدمت على افتتاح مشروعي الثاني خلال تلك الأزمة.
وما هو ذلك المشروع؟
{ رغم انخفاض الدخل من مشروع الأزياء، أقدمت على افتتاح صالون خاص بي للتجميل في تلك الفترة، وذلك في وقت كان الكثيرات يغلقن مشروعاتهن، ولكني وجدت أن فلترة السوق كان عاملا إيجابيا بالنسبة لي لأن البقاء صار للأفضل، ووجدتها فرصة لأن أثبت وجودي في هذا المجال وبالفعل حققت فيه نجاحا لافتا فاق توقعاتي.
هل شعرتِ بالندم على ترك الوظيفة؟
لا، لم أشعر بالندم على قرار الاستقالة من الوظيفة والتفرغ للعمل الحر رغم كل التحديات التي واجهتني، وأذكر أن مشروعي ظل مجرد فكرة تراودني لحوالي ستة أشهر، وبعد دراسة الجدوى أطلقته بكل إصرار، ومع الوقت أدركت أن قراري هذا كان صائبا رغم أنني اتخذته في فترة كورونا ولاقيت اعتراضا من قبل الكثيرين ممن حولي ومن بعض رواد الاعمال، وبالفعل عزمت على التفرغ لمشروعي وتوسع وتطور، والتحقت بعدة دورات وكورسات لتطوير مهاراتي في هذا المجال، ويمكن القول بأن الشغف هو المحفز على النجاح، وأنه قد يكون أحيانا أهم من الدراسة التي يمكن أن تدفع صاحب العمل إلى التفكير خارج الصندوق، وهذا ما حدث معي على الصعيد الشخصي.
وماذا عن المنافسة؟
{ لا شك أن هناك منافسة في جميع المجالات، ولكن المتخصصات في تصميم وحياكة أزياء المحجبات قلة في السوق، لذلك تبقى المنافسة شديدة في قطاع تجارة الملابس الجاهزة، وقد حققت الأرباح بعد انقضاء الفترة المحددة لكل مشروع، وهي من عامين إلى خمسة، وأعتقد أن أهم شيء وراء النجاح والصمود لأي فرد هو الثقة بالنفس، والمثابرة، وشخصيا يمكن القول بأنني بدأت من الصفر، وكافحت من أجل ترك بصمة خاصة بي في عالم نساء الأعمال، من دون تلقي أي مساعدة أو دعم مادي، واجتهدت حتى أصبحت بعض المشاهير البحرينيات من زبائني.
حلم ضاع وسط زحمة الحياة؟
{ ليست هناك أحلام ضائعة، بل يمكن القول بأن هناك بعض الأحلام التي تأخر تحقيقها، وأهمها افتتاح محل خاص في مجمع تجاري كبير، والوصول إلى أسواق المنطقة، وأنا أرى أن رائدات الاعمال بالبحرين بشكل عام بحاجة إلى الدعم المعنوي أكثر من المادي، وخاصة فيما يتعلق بالإرشاد والتوجيه والاستشارة، وذلك للمساعدة في مواجهة المشاكل والتحديات التي قد تواجههن، والتي دفعت بالبعض إلى الإغلاق والتوقف والخروج من السوق.
من وراء نجاحك؟
{ زوجي هو الشريك الصامت الذي يشجعني دائما، ويقف بجانبي في كل خطوة أخطوها، فقد آمن بي وبموهبتي منذ بداية مشواري العملي، وبالفعل استطاع أن يوفر لي كل الدعم الذي كنت بحاجة إليه للوقوف على قدماي والمواصلة في طريق النجاح والتألق.
متى تفشل المرأة؟
{ كي تنجح المرأة لا بد لها من أن تحدد أولوياتها، وأن تضع خطة لتحديد أهدافها، وأنا ضد أن تتحول المرأة إلى شمعة تحترق من أجل الآخرين، لأنه كلما اهتمت بنفسها وباحتياجاتها وبصحتها النفسية، كانت قادرة على العطاء والبقاء، كما يجب ألا تتنازل عن دور الرجل في حياتها، فعلى كل طرف عليه أن يؤدي مسؤولياته ومهامه، لأن الحياة شراكة بين الرجل والمرأة، وخاصة في ظل العصر الصعب الذي نعيشه اليوم.
ما رأيك في مناداة البعض بعودة المرأة إلى المنزل؟
{ أود هنا التأكيد على أمر مهم وهو أن المرأة لم تخلق للبيت كما يتوهم أو ينادي البعض، وأن رغبتها في العمل ليس من أجل الكسب المادي فقط، وكل التجارب النسائية الناجحة من حولي تؤكد لي أن خروجها للعمل من أجل تحقيق الذات أولا وقبل كل شيء، لذلك يجب أن تختفي تلك الدعوة من الساحة لأنها باطلة وليس لها أي أساس من الصحة أو الجدوى.
ما أكبر خطر على الجيل الجديد اليوم؟
{ من المؤكد أن أكبر خطر يتهدد أبناءنا هو وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك لا بد من مراقبة أبنائنا عن بعد ووضع جدول ونظام لهم عند استخدامها، وتقنين ما يشاهدونه وما يصل إليهم وهم جالسون في بيوتهم، وأتمنى أن يمنح الآباء أبناءهم الوقت والاهتمام الكافي، وشخصيا حين شعرت بنوع من تأنيب الضمير بسبب عدم تمكني من تحقيق ذلك في فترة من الفترات بسبب متطلبات الوظيفة، عزمت على تركها والتفرغ لمشروعي كي أتحكم في جدولي ومواعيدي، بما يتيح لي الفرصة للاقتراب من أبنائي وإزالة أي حواجز فيما بيننا.
أمنية؟
{ حلمي القادم هو تحقيق الوصول إلى العالمية، وأن يصبح البراند الخاص بي علامة مسجلة عالميا، الأمر الذي أجده قريب المنال في ظل اجتهادي الشخصي، وبشيء من الصبر والمثابرة، فطالما توافر الشغف لا شيء مستحيل، فهو وقود المواصلة كما أن تحديد الأولويات أمر مهم جدا للصمود ولمواجهة أي عثرات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك