غدا ستودع النمسا ويودع العالم أقدم صحيفة يومية في العالم بعد 320 عاما من صدورها، وهي الصحيفة النمساوية «فينر تسايتونج»، اذ ستصدرالصحيفة في الغد آخر نسخة ورقية.
الحكومة النمساوية كانت قد قررت وقف إصدار النسخة المطبوعة للصحيفة النمساوية العريقة التي تعتمد على أموال دافعي الضرائب في نهاية يونيو الحالي وإطلاق موقع الصحيفة الجديد على شبكة الإنترنت في مطلع يوليو.
واقر البرلمان النمساوي في وقت سابق مشروع قانون يضع نهاية لصدور الصحيفة المملوكة للدولة مطبوعة بشكل يومي، ويحولها إلى منصة رقمية ومركز تدريب للصحفيين.
تأسست الصحيفة في عام 1703، وفي عام 2004 قالت الرابطة العالمية لناشري الأخبار إنه بحلول ذلك العام صنفت الصحيفة النمساوية أقدم الصحف الورقية في العالم لا تزال متداولة. وعرف عن الصحيفة انها تقدم محتوى سياسيا وثقافيا رصينا منذ صدورها.
ويرجع سبب تحول الصحيفة اليومية إلى الفضاء الافتراضي إلى إنهاء العمل بقانون نشر الإعلانات الإلزامية الخاصة بالميزانيات العمومية والبيانات والتقارير المالية السنوية للشركات والمنشورات الإلزامية الأخرى في الصحيفة الرسمية، ونشرها مستقبلا عبر منصة الإعلان والمعلومات الرقمية الجديدة للحكومة.
وقالت رئيسة تحرير الصحيفة جوديث بلفكي: تأسست صحيفة فيينر تسايتونج عام 1703، وكان من المفترض أن تحتفل هذا الصيف بعيدها الـ320، كما واكبت العديد من الأحداث، وهي شاهد حيّ على ما جرى.
وأضافت: »هنا طُبع نصّ إعلان حقوق الإنسان. وهنا أيضا شخصيات عظيمة مثل موزارت وبيتهوفن روّجوا لأعمالهم. هي ببساطة ضمير التاريخ الذي أفتقده شخصيًا لدى الساسة«.
ولقي قرار وقف الصحيفة الورقية معارضة كبيرة من النخب وأحزاب المعارضة المختلفة، لكن أحزاب الائتلاف الحاكم قررت المضي قدما فيه حتى النهاية، ووضع حد لصدور الصحيفة بشكلها اليومي المطبوع. وقال مفوض الاتحاد الأوروبي السابق فرانز فيشلر، منحدر من الحزب النمساوي الحاكم: من أين جاءت الحكومة بالشجاعة والجرأة لوضع حد لهذه المؤسسة التي يبلغ عمرها 320 عاما؟ مضيفًا: لم تعد الديمقراطية في النمسا آمنة كما كانت في السابق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك