العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

منظمة العمل الدولية وقوانين «الجندرة»

بقلم: عبدالهادي الخلاقي

الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬نسمع‭ ‬بمصطلح‭ ‬الجندرة،‭ ‬وقرأنا‭ ‬عن‭ ‬توجه‭ ‬70‭ ‬دولة‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬بينها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إلى‭ ‬رفض‭ ‬التصويت‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬المنظمة‭ ‬حول‭ ‬تعريف‭ ‬ومفهوم‭ ‬الإنسان‭ ‬‮«‬العامل‮»‬‭ ‬وتصنيفه‭ ‬بحسب‭ ‬اللون‭ ‬أو‭ ‬الجنس،‭ ‬والبعض‭ ‬يجهل‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية،‭ ‬فما‭ ‬القصد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التصنيف‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يُطلقون‭ ‬عليه‭ ‬بـ«الجندرة»؟‭!‬

المفهوم‭ ‬العام‭ ‬للجندرة‭ ‬تعرفه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بأنه‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجنس،‭ ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬المتغيرين‭ ‬جنسيا‭ ‬والمتحولين‭ ‬جنسيا ومحبي‭ ‬ارتداء‭ ‬ملابس‭ ‬الجنس‭ ‬الآخر‭ ‬والأشخاص‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬تعتبر‭ ‬هويتهم‭ ‬الجنسية‭ ‬‮«‬الجندر‮»‬‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يُعبر‭ ‬عنها‭ ‬مغاير‭ ‬عن‭ ‬جنسهم‭ ‬المحدد‭ ‬عندما‭ ‬ولدوا‭.‬

ومما‭ ‬يعزز‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الغربي‭ ‬تُعرف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التواصل،‭ ‬الشفهي‭ ‬أو‭ ‬الكتابي‭ ‬أو‭ ‬السلوكي،‭ ‬الذي‭ ‬يهاجم‭ ‬أو‭ ‬يستخدم‭ ‬لغة‭ ‬ازدرائية‭ ‬أو‭ ‬تمييزية‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الهوية،‭ ‬وبعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬الانتماء‭ ‬الإثني‭ ‬أو‭ ‬الجنسية‭ ‬أو‭ ‬العرق‭ ‬أو‭ ‬اللون‭ ‬أو‭ ‬النسب‭ ‬أو‭ ‬النوع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬الأخرى‭ ‬المحددة‭ ‬للهوية‮»‬‭.‬

أولاً‭: ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬هي‭ ‬منظمة‭ ‬عمالية‭ ‬هدفها‭ ‬تطوير‭ ‬العمال‭ ‬والإنتاجية‭ ‬وأمور‭ ‬المؤسسات‭ ‬وواجباتها‭ ‬الأساسية‭ ‬هي‭ ‬إعداد‭ ‬المواصفات‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬والصحة‭ ‬المهنية،‮ ‬وتقييم‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والتحسينات‭ ‬الممكنة‭ ‬في‭ ‬الآليات‭ ‬المتبعة‭ ‬في‭ ‬وزارتي‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وهيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬لمنع‭ ‬نزاعات‭ ‬العمل‭ ‬وحلها‭ ‬ومراجعة‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬وكالات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الأخرى‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬انحرفت‭ ‬في‭ ‬مهامها‭ ‬الرئيسية‭ ‬وباتت‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القبول‭ ‬بقانون‭ ‬الجندرة‭ ‬وفرض‭ ‬قيم‭ ‬وسلوكيات‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭.‬

ومن‭ ‬الأمثلة‭ ‬التي‭ ‬توضح‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬أن‭ ‬العامل‭ ‬لديه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬ارتداء‭ ‬ما‭ ‬يناسبه‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬كأن‭ ‬يرتدي‭ ‬الذكر‭ ‬لباس‭ ‬الإناث‭ ‬أو‭ ‬يستخدم‭ ‬مساحيق‭ ‬التجميل‭ ‬الخاصة‭ ‬بالنساء،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬الخارجة‭ ‬عن‭ ‬الأعراف‭ ‬وتخالف‭ ‬الطبيعة‭ ‬البشرية،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬والعاملين‭ ‬تقبل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بل‭ ‬وتهيئة‭ ‬الأجواء‭ ‬المناسبة‭ ‬له‭ ‬وألا‭ ‬يُعاقب‭ ‬العامل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ومبدأهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬الهوية‭ ‬الجنسية‭ (‬الجندر‭) ‬ترتبط‭ ‬بإحساس‭ ‬الفرد‭ ‬بنفسه‭ ‬وإحساسه‭ ‬بأنه‭ ‬ذكر‭ ‬أو‭ ‬أنثى،‭ ‬وأن‭ ‬هوية‭ ‬الشخص‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬توجهه‭ ‬الجنسي‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بحماية‭ ‬القانون،‭ ‬وقد‭ ‬تختلف‭ ‬هوية‭ ‬الأشخاص‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عن‭ ‬جنسهم‭ ‬عند‭ ‬الولادة،‭ ‬والجندر‭ ‬مصطلح‭ ‬ظهر‭ ‬للتمهيد‭ ‬حتى‭ ‬يتقبل‭ ‬المجتمع‭ ‬فكرة‭ ‬التحول‭ ‬الجنسي‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الرغبة‭ ‬الفردية،‭ ‬وهذا‭ ‬التوجه‭ ‬في‭ ‬تسييس‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬باتت‭ ‬تمارسه‭ ‬المنظمات‭ ‬الغربية‭ ‬جميعها‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظماتها‭ ‬المتخصصة‭ ‬مثل‭ ‬اليونسكو‭ ‬ومنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬واليونيسف،‭ ‬واللجان‭ ‬الفرعية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬وتبني‭ ‬عليه‭ ‬تقاريرها‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

البحرين‭ ‬رفضت‭ ‬الحملات‭ ‬الممنهجة‭ ‬التي‭ ‬تقودها‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والقوى‭ ‬العالمية‭ ‬والتي‭ ‬تروج‭ ‬لفاحشة‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مجتمعنا‭ ‬مجتمع‭ ‬منفتح‭ ‬وقيمنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬تحترم‭ ‬كل‭ ‬الأديان‭ ‬والمذاهب‭ ‬وتحترم‭ ‬الحريات‭ ‬الشخصية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬الترويج‭ ‬إلى‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬وإعطاء‭ ‬ممارسيه‭ ‬حقوق‭ ‬قانونية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬معينة‭ ‬وفق‭ ‬هذا‭ ‬المنطق‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مرفوض‭ ‬ومحل‭ ‬استهجان‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬المحاولات‭ ‬لتقنين‭ ‬هذا‭ ‬الشذوذ‭ ‬ورفع‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬الشواذ‭ ‬جنسياً‭ ‬وإظهارهم‭ ‬بثوب‭ ‬الضحية‭ ‬والاعتراف‭ ‬بهم‭ ‬وتشريع‭ ‬ما‭ ‬يُسمى‭ ‬حقوق‭ ‬الشواذ،‭ ‬وهذه‭ ‬أمور‭ ‬تحرمها‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتبغضها‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتنبذها‭ ‬الأديان‭ ‬جمعاء‭ ‬وهي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬ضرب‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتشوية‭ ‬رسالة‭ ‬الأديان‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا