العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

وزير الداخلية: مواجهة التطرف تتطلب تعاونا دوليا

بقلم: د. نبيل العسومي

الأحد ١١ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

درجت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬اللقاءات‭ ‬والمناسبات‭ ‬إيمانا‭ ‬بأهمية‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬توجهات‭ ‬الوزارة‭ ‬بضرورة‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬للوزارة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬وحماية‭ ‬الحريات‭ ‬العامة‭ ‬وحفظ‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭ ‬لينعم‭ ‬الجميع‭ ‬بحياة‭ ‬مستقرة،‭ ‬ومثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاركات‭ ‬هي‭ ‬استكمال‭ ‬لدور‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وجزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬واجباتها‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المشاركات‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنفيذ‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬التواجد‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافل‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعربية‭ ‬والدولية،‭ ‬ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬معالي‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬منظمة‮ ‬DARE‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيدها‭ ‬الأربعين‭ ‬بحضور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬سفير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وأول‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬إنجاز‭ ‬إضافي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬بلادنا‭.‬

يأتي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬إطلاق‭ ‬منهج‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ومكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عملية‭ ‬التحديث‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬برنامج‭ ‬مكافحة‭ ‬العنف‭ ‬والإدمان‭ ‬‮«‬معا‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬تنفذه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭.‬

وخلال‭ ‬مشاركة‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬الاحتفال،‭ ‬ألقى‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬كلمة‭ ‬منهجية‭ ‬تناول‭ ‬فيها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬الأساسية‭ ‬والمهمة،‭ ‬منها‭:‬‮ ‬

أولا‭: ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬يمرّ‭ ‬بظروف‭ ‬دولية‭ ‬صعبة‭ ‬وحقبة‭ ‬مظلمة‭ ‬نحتاج‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬تلسكوب‭ ‬الحكمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وهذه‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة،‭ ‬فبدون‭ ‬الحكمة‭ ‬وتغليب‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬الفردية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للعالم‭ ‬أن‭ ‬ينعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والسلام‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعارض‭ ‬المصالح‭ ‬والصراعات‭ ‬والخلافات‭ ‬والتناقضات،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬العقلاء‭ ‬والخيرين‭ ‬والأصدقاء‭ ‬الحقيقيين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬الإقناع‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬ينشده‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

وثانيا‭: ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والتهديدات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬والتي‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬كوكبنا،‭ ‬فمواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعنف‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بجهد‭ ‬جماعي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الجهود‭ ‬الفردية‭ ‬مهما‭ ‬عظمت‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كافية‭ ‬للتصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬والإرهابيين‭.‬

ثالثا‭: ‬إعلان‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الناجحة‭ ‬لنهج‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ومكافحة‭ ‬التطرف،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬كلمته‭: ‬هناك‭ ‬خطوة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الجماعية‭ ‬للتصدي‭ ‬للتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬تحديا‭ ‬عالميا‭ ‬يبدأ‭ ‬بتحفيز‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬المتطرفة‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬ودية‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬جماعات‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬عقلياتها‭ ‬المتطرفة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ومحاربة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يخالفهم،‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يتفق‭ ‬معهم‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأمني‭ ‬ويعوق‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬ويخلّ‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬صمام‭ ‬أمان‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬المنظمة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬‮«‬بحريننا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الشعور‭ ‬بالانتماء‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬ومفاهيم‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭.‬

رابعا‭: ‬دور‭ ‬شرطة‭ ‬المجتمع‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والشرطة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب،‭ ‬مستشهدا‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬ببرنامج‭ ‬مكافحة‭ ‬العنف‭ ‬والإدمان‭ ‬‮«‬معا‮»‬‭ ‬المعتمد‭ ‬من‭ ‬برنامج‮ ‬dare‭ ‬والذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬السلوك‭ ‬بين‭ ‬أطفال‭ ‬المدارس‭ ‬بنسبة‭ ‬56%‭ ‬منذ‭ ‬إطلاق‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2011‭.‬

خامسا‭: ‬دور‭ ‬التعليم‭ ‬لتعزيز‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وتكريس‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬لتوعية‭ ‬الناشئة‭ ‬بأهمية‭ ‬الالتزام‭ ‬بقيم‭ ‬ومفاهيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬ليكون‭ ‬جيلا‭ ‬واعيا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يتأثر‭ ‬بالأفكار‭ ‬الهدامة‭ ‬والمتطرفة‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يكونوا‭ ‬صيدا‭ ‬سهلا‭ ‬للقوى‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬غسل‭ ‬أدمغة‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال‭.‬‮ ‬

إن‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ومؤسسة‭ ‬‮«‬دير‮»‬‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعايش‭ ‬ومكافحة‭ ‬التطرف‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬للتصدي‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬ولمحاربة‭ ‬التطرف‭ ‬الذي‭ ‬يتجاوز‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭.‬

ونوه‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بدور‭ ‬السفير‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬سفير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬دورا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬معا‮»‬‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬محافظا‭ ‬للمحافظة‭ ‬الجنوبية‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬الاحتفال‭ ‬مناسبة‭ ‬طيبة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحضور‭ ‬البحريني‭ ‬والتعريف‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬وتبذلها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬مثل‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬وغيرها‭ ‬وضرورة‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬بصورة‭ ‬جدية‭ ‬وجماعية‭ ‬والقضاء‭ ‬عليها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا