العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٦٩ - الاثنين ١٦ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٦ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العواطف الإنسانية ودورها في ازدهار المجتمع

بقلم: محيي الدين بهلول

السبت ١٠ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

يقال‭ ‬إن‭ ‬الحب‭ ‬غالبا‭ ‬تنجم‭ ‬عنه‭ ‬هموم‭ ‬ومشكلات‭ ‬وأحيانا‭ ‬يحدث‭ ‬ضجيجا‭ ‬ومجالا‭ ‬للقيل‭ ‬والقال‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لولا‭ ‬الحب‭ ‬لماتت‭ ‬النفوس‭ ‬وذبلت‭ ‬الأغصان‭ ‬على‭ ‬الأشجار‭ ‬وجفت‭ ‬الأنهار‭ ‬والينابيع،‭ ‬فالحب‭ ‬تصفو‭ ‬به‭ ‬الحياة‭ ‬وتستمر،‭ ‬ولغالبية‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬بقاع‭ ‬الدنيا‭ ‬الواسعة‭ ‬نقول‭: ‬‮«‬إن‭ ‬للحب‭ ‬وجودا‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬دقيقة،‭ ‬فالحب‭ ‬في‭ ‬معناه‭ ‬عواطف‭ ‬صادقة‭ ‬تعيش‭ ‬بيننا‭ ‬وعلى‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض‮»‬‭.‬

ذلك‭ ‬إن‭ ‬العاطفة‭ ‬هي‭ ‬المحرك‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬الحياة‭ ‬وإذا‭ ‬استثمرها‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الخير‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬ضدها‭ ‬أو‭ ‬يستطيع‭ ‬المساس‭ ‬بها‭.‬

فالحب‭ ‬العاطفي‭ ‬موجود‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخلوَ‭ ‬منه‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬امرأة‭ ‬أو‭ ‬رجلا،‭ ‬فقد‭ ‬يتغير‭ ‬شكل‭ ‬الحب‭ ‬أو‭ ‬أدواته‭ ‬أو‭ ‬طرق‭ ‬التعبير‭ ‬عنه،‭ ‬ولكنه‭ ‬لا‭ ‬يختفي‭.‬

إذا‭ ‬فالعاطفة‭ ‬باقية‭ ‬بقاء‭ ‬الشعر‭ ‬والغناء‭ ‬والأحاديث‭ ‬العاطفية‭ ‬ستستمر‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬سنن‭ ‬الحياة،‭ ‬فالحب‭ ‬يشكل‭ ‬ضرورة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬للإنسان‭ ‬فهو‭ ‬دائما‭ ‬من‭ ‬حاجاته‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬إليها‭ ‬للأمان‭ ‬والاستقرار‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬يشعر‭ ‬الإنسان‭ ‬بافتقاد‭ ‬شيء‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬قد‭ ‬يسبب‭ ‬اضطرابات‭ ‬وقلقا‭ ‬نفسيا‭ ‬يصيب‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

وإذا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الحب‭ ‬العاطفي،‭ ‬فعلينا‭ ‬ألا‭ ‬ننسى‭ ‬حب‭ ‬الأسرة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ (‬حب‭ ‬الأم‭) ‬وكذلك‭ ‬الأولاد‭ ‬فالإنسان‭ ‬يزدهر‭ ‬بالحب‭ ‬كما‭ ‬تزدهر‭ ‬الطبيعة‭ ‬وتولد‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬فالحب‭ ‬دائما‭ ‬يأتي‭ ‬بالفرح‭ ‬وليس‭ ‬بالحزن،‭ ‬بأي‭ ‬أيام‭ ‬هادئة‭ ‬وليست‭ ‬عاصفة‭.‬

فطبيعة‭ ‬الحب‭ ‬مثل‭ ‬طبيعة‭ ‬الكون‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه،‭ ‬أما‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بكلمة‭ ‬الحب‭ ‬ولا‭ ‬يستمتعون‭ ‬بها‭ ‬تماما‭ ‬مثل‭ ‬الذين‭ ‬يأتيهم‭ ‬الربيع‭ ‬ولا‭ ‬يشعرون‭ ‬به،‭ ‬وقد‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬الشيء‭ ‬الكثير‭.‬

إن‭ ‬الدلالة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للحب‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬هي‭ ‬الكشف‭ ‬الفريد‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أن‭ ‬يوصلنا‭ ‬إلى‭ ‬القيم‭ ‬الصادقة‭ ‬فمع‭ ‬الحب‭ ‬يولد‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أسرة‭ ‬،‭ ‬وتتلاشى‭ ‬كل‭ ‬الأشياء‭ ‬والمشكلات‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭.‬

فالحب‭ ‬الصادق‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المرأة‭ ‬للرجل‭ ‬والعكس‭ ‬هو‭ ‬حماية‭ ‬وجدار‭ ‬يظلل‭ ‬ويحمي‭ ‬سقف‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬وحتى‭ ‬تبقى‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬أمان‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تعلم‭ ‬علم‭ ‬اليقين‭ ‬أن‭ ‬بالغضب‭ ‬الشديد‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الزوجة‭ ‬والزوج‭ ‬أن‭ ‬يفكرا‭ ‬تفكيرا‭ ‬سليما‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭.‬

لذلك‭ ‬فالنفس‭ ‬المطمئنة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬الأمور،‭ ‬فكلاهما‭ ‬يحتاج‭ ‬أن‭ ‬يشعر‭ ‬بالآخر‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬ويدرك‭ ‬أنه‭ ‬الإنسان‭ ‬الوحيد‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬نجاح‭ ‬واستقرار‭ ‬الأسرة‭ ‬والباحث‭ ‬دائما‭ ‬عما‭ ‬يجلب‭ ‬السعادة‭ ‬والفرح‭ ‬لكل‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شعور‭ ‬حقيقي‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬وترجمة‭ ‬أمينة‭ ‬لمعنى‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬الحياة‭.‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬فإن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬الزوج‭ ‬أو‭ ‬الزوجة‭ ‬بمثابة‭ ‬أصدقاء‭. ‬فالحب‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬سليمة‭ ‬يحتاج‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬فهو‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬السعادة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يبعد‭ ‬الوساوس‭ ‬والشكوك‭ ‬والخوف‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬ثلاثية‭ ‬من‭ ‬أعتى‭ ‬أعداء‭ ‬السعادة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الأسرية‭.‬

لذلك‭ ‬كله‭ ‬فإن‭ ‬تطلعات‭ ‬الإنسان‭ ‬لمعاني‭ ‬الحب‭ ‬كثيرة‭ ‬فهي‭ ‬مشاعر‭ ‬صادقة‭ ‬شئنا‭ ‬أو‭ ‬أبينا‭ ‬نعيش‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬ومعها‭ ‬أينما‭ ‬تمضي‭ ‬الحياة،‭ ‬اللهم‭ ‬أجعل‭ ‬كل‭ ‬حب‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني‭ ‬خيرا‭ ‬وسعادة‭ ‬وانشر‭ ‬مشاعر‭ ‬الوئام‭ ‬والمحبة‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا